الهلال الخصيبعاجل

«الحدود العربية الملتهبة» .. الجنوب اللبناني .. وويلات الحرب ضد الصهاينة

على الحدود .. زرعت أوروبا كيانًا سرطانيًا في قلب العالم العربي جمعت فيه نفايات الشعوب الغربية من يهود العالم شرقًا وغربًا. لتخلق كيانًا صهيونيًا إرهابيا لديه حدود لأرض ليست ملكه هي الأراضي الفلسطينة المحتلة مع  خمس دول عربية ( مصر والأردن ولبنان وسوريا ) بينها ثلاث دول ضمن (أرض الهلال الخصيب ) مربط الصراع بين المشروع الاحتلالي الإيراني والمشروع الإحتلالي  الإسرائيلي (إسرائيل الكبرى- من النيل إلى الفرات ) .. وهذه الحدود تتغير من وقت لآخر مع التطورات في الوضع العسكري والدبلوماسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي وتلك الحدود هي لبنان من الشمال ومرتفعات الجولان و‌سوريا في الشمال الشرقي ، و الضفة الغربية و‌الأردن في الشرق ، قطاع غزة و‌مصر في الجنوب الغربي.

كيف أشعل الاحتلال الغربي الحدود بين الدول العربية ؟

لقد رُسمت حدود الأراضي الفسطينية المحتلة التي يسيطر عليها (الاحتلال الإسرائيلي) مع مصر في عام 1906 بين بريطانيا و‌الدولة العثمانية. أما الحدود مع (لبنان وسوريا) و(الأردن) فوضعتها المملكة المتحدة وفرنسا تحسباً لهزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتوزيع التركه فيما بينهم. وتعرف باسم حدود اتفاق (بوليه – نيوكومب عام 1923)، وهي حدود فلسطين تحت الانتداب البريطاني تحديداً، التي تم التوصل إليها في عام 1923.

الحدود المتنازع عليها   

ولا تزال الحدود مع (سوريا) في الجولان محل نزاع وكذلك في( فلسطين ) ووفقا لحل الدولتين تطالب ‌(السلطة الوطنية الفلسطينية ) بحدود دولة فلسطين ماقبل عام 1967 . فيما لا تعترف العديد من الفصائل الفلسطينية بوجود إسرائيل أصلاً كدولة بل احتلال  ويجب أن تتحرر منه كل الأراضي الفلسطينية .

الحدود المعترف بها

أما بالنسبة لحدود دولة الاحتلال الإسرائيلي مع مصر والأردن فقد تم الاعتراف بها وتأكيدها رسيماً كجزء من معاهدات السلام، وكذلك حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي مع لبنان اعترف بها كجزء من اتفاقيات الهدنة عام 1949، لكن ماتزال هذه الحدود ضمن (الحدود الملتهبة) حتى وقتنا هذا من ناحية الجنوب .

الحدود اللبنانية الجنوبية  كحلقة من حلقات الصراع

«عملية الليطاني »

 في 14 مارس 1978، ارتكبت إسرائيل جريمة جديدة ضمن جرائمها ضد الشعب اللبناني وسيادة أراضيه وقامت بهجوم عدائي ضد جنوب لبنان سُمي بالعبرية «אבי החכמה – سيد الحكمة» واحتلت خلاله إسرائيل المنطقة جنوب نهر الليطاني ، رداً على عمليات فدائية للمقاومة الفلسطينية قام خلالها (11) فدائيا فلسطيني بالتسلل إلى (نتانيا)  والسيطرة على حافلة ركاب إسرائيلية متخذينهم رهائن للضغط على قوات الاحتلال بهدف تحرير أسرى فلسطنيين لديهم . لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يستجيب لمطلاب الفدائيين وقام بعملية اقتحام للحافلة أسفرت عن استشهاد 9 فدائيين فلسطنيين وأسر 2 ومقتل 33 رهينة وإصابة 74 ، واتخذت إسرائيل من هذه الحادثة ذريعة للهجوم على جنوب لبنان.. واحتلته .. عقب ذلك أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 425 والقرار رقم 426 داعياً إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. وبالفعل انسحبت القوات الإسرائيلية بعد ثلاثة أشهر من الهجوم ولكن سلمت مواقعها داخل لبنان إلى حليفها، جيش لبنان الجنوبي خلف هذا الهجوم حوالي 285000 لاجئ لبناني و2000شهيد من المدنيين.

الحرب على لبنان عام 1982«عملية الجليل – عملية الصنوبر»

عام 1982 هاجمت إسرائيل لبنان مرة أخرى في اجتياح أطلقت عليه «عملية الجليل – عملية الصنوبر» وهي حرب عصفت بلبنان وتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل .عندما قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن هجوما ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها بالمملكة المتحدة، (شلومو أرجوف) على يد منظمة أبو نضال ، حيث احتلت إسرائيلي جنوب لبنان ،وتوجهة  شمالا نحو العاصمة بيروت التي وحاصرتها لمدة  شهرين. مما اضطر رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «ياسر عرفات» لمغادرة  بيروت مع ما يزيد على 11 ألف مقاتل فلسطيني في 3سبتمبر.

« أيلول الأسود »

وفي 15 سبتمبر، دخلت القوات الإسرائيلية بيروت الغربية، وفي 17 و18 سبتمبر قتل 1500 مدني فلسطيني على الأقل بمجازر وقعت بمخيمي «صبرا وشاتيلا» (الضاحية الجنوبية لبيروت) على أيدي عناصر المليشيات، بينما طوق الجيش الإسرائيلي المخيمين. وقد اعترفت لجنة تحقيق إسرائيلية  بـ “المسؤولية غير المباشرة ” للإسرائيليين عن هذه المجزرة ، وفي يونيو1985 انسحبت  القوات الإسرائيلية من لبنان واحتفظت بـ “شريط حدودي” مساحته حوالي 850 كلم تحتله مع مليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لها. ليستمر الصراع والاشتباك على الحدود اللبنانية على فترات متقطعة حتى عام 2000 .. كان أبرزها  غارة إسرائيلية  على «مخيم عين الحلوة »و اغتيال «أمين عام حزب الله عباس موسوي 1992 »  ثم عملية «عناقيد الغضب» 1996 وصولا لإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 وبسط حزب الله سيطرته هناك . حيث استمع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى وجهات النظر في إسرائيل ولبنان وسوريا في 24 مايو إلى 7 يونيو 2000. وعمل رسام خرائط الأمم المتحدة وفريقه، بمساعدة اليونيفيل، ميدانياً لتحديد خط يعتمد لأغراض عملية للتأكد من الانسحاب الإسرائيلي. في حين تم الاتفاق على أن هذا الأمر لن يكون ترسيم رسمي للحدود، فقد كان الهدف تحديد خط على الأرض عن كثب لمطابقة حدود لبنان المعترف بها دولياً، استناداً إلى أفضل الخرائط المتاحة وأدلة وثائقية أخرى.وفي 25 مايو 2000، أبلغت إسرائيل الأمين العام أنها أعادت قواتها امتثالاً لقرار المجلس رقم 425، وذلك إلى الحدود اللبنانية المتعرف بها دولياً. و في 7 يونيو، أحال قائد قوة اليونيفيل الخريطة المنجزة التي تبين خط الانسحاب رسمياً إلى نظيريه اللبناني والإسرائيلي. وبغض النظر عن تحفظاتهم حول الخط، أكدت حكومتا إسرائيل ولبنان أن تحديد هذا الخط هو مسؤولية الأمم المتحدة وحدها وأنها ستحترم الخط كما حدد.لكن رغم ذلك استمرت المناوشات على الحدد الجنوبية اللبنانية  بين إسرائيل  وحزب الله كان أبرزها عام 2006  حيث خلف الهجوم إسرائيلي البربري تدمير شامل للبنية التحتية اللبنانية .

طوفان الأقصى وتوحيد الساحات 

ألقت العملية الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في الـسابع من أكتوبر 2023 «طوفان الأقصى  » بظللالها على الوضع الخاص بالحدود الجنوبية اللبنانية  حيث تجددت الاشتباكات بين قوات حزب الله بهدف تقليل الضغط على أهل غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي  .

تعرضت لبنان لقصف إسرائيلي أسفر عنه نزوح أكثر من 90 ألف شخص نصفهم من النساء، وبلغ عدد القتلى بين مسلحين تابعين لـ”حزب الله” والمدنيين أكثر من 200 شخص. وقد تعرض أكثر من 260 منزلا للتدمير الكامل، فيما تضررت أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية. واحترقت جراء القصف الإسرائيلي أراض زراعية تعدت مساحتها 660 هكتار، وتهدمت 300 مزرعة و أغلقت 50 مدرسة رئيسية بعد النزوح الكبير لغالبية سكان القرى والبلدات الحدودية بين لبنان وإسرائيل.

اللجنة الثلاثية « اليونيفل – جيش لبنان – جيش الاحتلال »

استقرت الخيارات اللبنانية لمعالجة الاعتداءات الإسرائيل للحدود البرية مع لبنان، على الاتفاق على عقد اجتماعات للجنة الثلاثية المؤلفة من ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات الـ «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، مع استبعاد تصعيد ميداني، حتى اللحظة، ما دامت «قنوات التواصل مفتوحة عبر الأمم المتحدة لإنهاء إشكالية خروقات الحدود».

الـ «يونيفيل» – «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان»

 تأسست قوة مؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل» بقرار مجلس الأمن في مارس 1978 للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.ثم تم تدعيمها عقب الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، لتصل إلى 10 آلاف جندي بهدف مراقبة وقف النار بين الجانبين. إلا ن قوات يونيفيل نفسها لم تسلم من الاعتداءات .وفي أخر تصريح للجنرال أرولدو لازارو ساينز لـ «يونيفيل» أكد أن الوضع  في جنوب لبنان يزداد توترًا ، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية من جانب و الهجمات الصاروخية لـ «حزب الله» من جانب أخر .

ليجد لبنان نفسه الأن بين أزمة اقتصادية اجتماعية جديدة علاوة على أزمة سياسية تتمثل في قرار منفرد بالحرب من قبل «حزب الله » دون وجود لرأي من قبل حكومة أو مجلس نواب  خلال فترة غياب رئاسي امتدت لأكثر  من 15 شهر .

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى