“ليلى خالد”خاطفة الطائرات..نموذجا فريدا لمناضلة فلسطينية

قراءة : نجوى ابراهيم
ليلى خالد “تعد نموذجا فريدا لمناضلة فلسطينية ,أدركت منذ صغرها أن الجهاد من أجل تحرير الوطن هو الهدف والرسالة والحياة, ,فنبغت فيه وحملت عبء صياغة مرحلة جديدة من النضال الفلسطينى وأحيت فى النفوس حلم العودة وتحرير الأرض والأخذ بالتأر,فانضمت الى المقاومة منذ نعومة أظفارها وقدمت أروع مثال فى في الشدّة والصمود والتصميم والنضال .. فهى تعد أول امرأة تقوم بخطف طائرة في تاريخ البشرية، كما إنها من أولى الفدائيات اللاتي عملن في المقاومة الشعبية ضد الكيان الصهيونى .
ونفذت عملتى خطف طائرتين الأولى فى أغسطس عام 1969 حيث قامت بخطف طائرة TWA الأميركية التي وتحويل مسارها إلى سوريا بهدف اطلاق سراح المعتقلين فى فلسطين ,ونجحت العملية وانتهت بعملية تبادل الأسرى ,ووقتها لفتت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية ..
لم تكتفى بذلك بل قامت باجراء عدة عمليات تجميل بهدف تغيير ملامح وجهها حتى لا يتعرف عليها أمن المطار وبعد فترة نفذت العملية الثانية عام 1970 حيث خطفت طائرة العال الاسرائيلية ، إلا أن العملية فشلت وهبطت في لندن وتم إلقاء القبض عليها ,وقتل شريكها وبعد شهر تقريبا تم الإفراج عنها بصفقة لتبادل الأسرى ..
لم يكن نضال ليلى قائما على هذه العمليات فحسب بل واصلت الكفاح من أجل تحرير وطنها فانضمت إلى الجبهة الشعبية ,واستمرت فى حياة الترحال والتنقل والمشاركة فى المؤتمرات الدولية من أجل التعريف بقضية فلسطين , إلى أن تزوجت وسافرت الى سوريا ثم العاصمة الأردنية عام 1992 .. يصفها الاسرئيليون فى كتب التدريس بالمخربة والمتوحشة..
فيما وصفها زوجها الروائى والباحث الفلسطينى الدكتور “فايز رشيد”بإنها الزوجة، والحبيبة، والأم , والمناضلة، المعطاءة لقضيتها الوطنية، ولشعبها..فقال على غلاف كتابه ليلى خالد فى عيون بعض حرائر وأحرار العالم “..عندما أقوم بالكتابة عن ليلى، فإنني أكتب عن شريكة حياتي، عن الزوجة، والحبيبة، والأم لابنينا، عن المناضلة، المعطاءة لقضيتها الوطنية، ولشعبها ونضالاته وتضحياته، ولقضايا تحرّر أمتها العربية، والأخرى على الصعيد الإنساني العالمي، نعم، بملء الفخر أقول: هذه هي ليلى خالد، كانت، وهي، وستظل ما بقيت على قيد الحياة أيقونة نضاليّة، لا تعرف للعطاء حدودًا، تنسى نفسها في سبيل مصالح الآخرين وقضاياهم، لم تبخل يومًا بجهدٍ في سبيلهم، من هذه النقطة بالذات، ينبع كل هذا الود الذي يكنّه الآخرون لهذه المناضلة الصلبة، التي لم تسع يومًا لجاهٍ أو منصبٍ أو مال، رغم أن بعض الآخرين يظنون عكس ذلك تمامًا!”.
