
العقول العربية المهاجرة كنز عربي مفقود وقضية خطيرة تتناساها الحكومات العربية خلال السنوات الماضيةفيما تمثل هذه العقول الرافعة الأساسية لعودة الريادة العربية واستعادة مجدها المفقود.
وتؤكد كل الدراسات ان النهضة والتنمية للبلدان لن تتحقق الا بالعلم والعلماء.. وهو ما اكدته أيضا السوابق التاريخية التجارب نهوض الدول مثل مايتحقق بصورة مباشرة في الهند ومن قبلها كوريا الجنوبية حيث استعنت كلتا الدولتين بابنائهما الدارسين في الجامعات الأوربية الأمريكية ولذلك منتسبيها ممن عملوا في مؤسسات دو لية.
الدول العربية في حاجة ماسة الاستقطاب علمائها في الخارج وان هؤلاء العلماء هم المخرج الأمن لحل الازمات التي تعاني منها الدول العربية خاصة في قطاع الأغذية والمياه والطاقة.
على صعيد متصل ذكر تقرير صادر عن الجامعة العربية ان٥٩٪من الأطباء العرب يهاجرون الي اوربا الأمريكيتين وقريب من هذه من قطاع المهندسين، كما يهاجر سنويا ١٥٪ من حملة الدكتوراه.
وقدرت منظمة اليونسكو اعداد العلماء العرب المستقرين في الدول الغربية بأكثر من خمسة ملايين عالم تنتمي النسب الكبري الي لبنان وفلسطين وسوريا ومصر، ودخلت اعداد كبير من العلماء مارثون الهجرة من الدول التي شهدت توترات سياسية أبرزها العراق بعد الاحتلال الأمريكي واليمن الصومال والسودان
استقطاب العلماء العرب المهاجرين ضرورة حتمية لتحقيق التنمية في البلدان العربية حيتأثبتت الدراسات أن ٩٠٪ من زيادة النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة يرجع الفضل في تحقيقها إلى التقدم العلمي والتقني، كما أن٥٠٪ من الزيادة في حصة الفرد من الدخل القومي تعود للسبب ذاته، ولذلك فإن الدول المتقدمة تستحوذ على ٩٠٪ من العلماء في العالم، وتستحوذ أيضا على النسبة ذاتها من البحث العلمي، وعلى ٩٧٪من براءات الاختراع في العالم.
استقطاب العقول العربية يتطلب مشروع قومي للنهضة العربية وان تزيد ميزانيات التعليم والبحث العلمي حيث تشير التقارير للمنظمات العلمية العالمية ان ميزانية البحث العلمي في إسرائيل تفوق ميزانية البحث العلمي للدول العربية مجتمعة.
اخيرا ان عودة العلماء العرب لا طانهم يتطلب قيام بفرض الحكومات العربية بتحقيق حماية أمنية لهؤلاء العلماء حتى لا يتكرر مشاهد الاغتيال لهم كما حدث في السابق.
