الشرق قادمعاجل

بكين والربح المشترك خير رد على اتهامات مصيدة الديون

 

 

تحليل ومتابعة: محمد عطا

فضح الاستثمار الصيني غير المحدود فى أفريقيا الجرائم التى ارتكبتها الدول الغربية فى حق شعوب القارة السمراء على مدار التاريخ سواء فى فترات الاستعمار أو ما بعدها من سرقة ونهب للموارد والثروات ،لضمان رفاهية شعوبها على حساب أصحاب الأرض والبلد .

استطاعت الصين في وقت قياسي الاستحواذ على أكثر من 31 بالمئة من عقود البنية التحتية في إفريقيا بعد أن كانت هذه العقود حكر على  الولايات المتحدة وأوروبا في تسعينات القرن الماضي، الأمر الذى جعل بكين منافسا شرسا ،وبديلا فاعلا لأبناء القارة الأفريقية للنجاة من دائرة دول الاستعمار والاستعباد ،للانطلاق نحو تحقيق مستقبل أفضل لبلادهم .

وجن جنون الغرب من تغلغل النفوذ الصيني ومد يده للقارة الأفريقية وفتح باب الاستثمار وإنشاء المشروعات التنموية بمختلف دول القارة ،من أجل استغلال ثرواتها فى تحسين البنية التحتية وتحسين مستوى المعيشة ،بدلا من الدول الغربية التى كانت تسرق الثروات والموارد إلى بلادها وتترك الفقر وتنشر المرض وتثير الفتن والقلاقل بين أبناء الشعب الواحد

وبدأ المسؤولون فى الغرب فى  البحث عن طريقة لضرب الصين فى أفريقيا للحد من تزايد نفوذه بشكل كبير ة وبدأت الاتهامات الغربية لبكين بايقاع الأفارقة فى مصيدة الديون للسيطرة على موارد وثروات القارة السمراء كبديل للدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فى تصريحات صحفية سابقة لها اطلع عليها ” الوسط العربي” ،إن الصين تستعمر القارة السوداء من خلال ايقاعها فى مصيدة الديون للاستيلاء على ثرواتها ،  وهو عودة لتصاريح الخمسينيات والستينيات عند اشتداد معارك المعسكرين.

وحسب مراقبون فإن مصطلح ” مصيدة الدين ” يعد ركناً رئيسيا في الدعاية الغربية الموجهة ضد المشاريع الصينية فى أفريقيا، وخاصة من المنابر اليمنية المتطرفة صاحبة الاراء العنصرية ،ولكن هناك آراء أخرى تطالب الغرب بتبني استراتيجية جديدة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد فى القارة السمراء بدلا من الدعايا المضللة التى لا تغير من الواقع شيئا .

 فى المقابل ترفض الصين الاتهامات الغربية لها ، وتشير إلى أنها تستثمر وتبني وتعمر لتحسين أحوال والمستوى المعيشي لأبناء القارة السمراء، ولم تقعل مثلما يفعل الغرب من سرقة ونهب وتجريف متعمد لثروات البلاد،فبكين تركز على الاقتصاد والاستثمار تستفيد وتفيد ولا تشعل فتن وصراعات وتتدخل فى السياسات مثلما يفعل الغرب وانصاره.

فعندما أصبح شي جين بينغ رئيسًا للصين فى عام 2013   ، انقلبت الأمور رأسا على عقب ،حيث كانت الشركات الغربية تدير 37 بالمئة من مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، والصين تدير 12 بالمئة.ولكن لم يمر عشر سنوات واستحوذت الشركات الصينية على 31 بالمئة من عقود البنية التحتية مقارنة بنسبة 12 بالمئة للشركات الغربية..

وتوسعت الشركات الصينية فى بناء مشاريع بمليارات الدولارات في جميع أنحاء القارة، تضمنت موانئ وسكك حديدية وطرق سريعة وجسور وسدود كهرومائية في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها بكين،وبلغت اجمالي مشروعات البنية التحتية الصينية في دول إفريقيا جنوب الصحراء  155 مليار دولار على مدار العامين الماضيين.

وفى سنوات معدودة أصبحت الصين هى أكبر شريك تجاري لإفريقيا بـ 250 مليار دولار بعد أن قلصت دول في القارة التبادل التجاري مع الولايات المتحدة إلى 62 مليار فقط،حيث كانت أكثر ابتكارًا في تمويلها وكانت أسرع بشكل كبير،ومنحت  هذه الاستثمارات  بكين نفوذًا سياسيا في إفريقيا.

وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ،للقادة الأفارقة فى عدة قمم مشتركة بينهم ،بتنمية يراها ويشعر بها المواطنون فى القارة من ناحية تكون صديقة للبيئة ومستدامة ،كما تعهد بمواصلة المساعدات العسكرية المجانية لبعض دول القارة وشطب الديون ،ردا على الدعايةالغربية المضللة التى اثارة الفتنة بين بكين وافريقيا

ويعمل المسؤولون الصينيون على الترويج لكون مشاريع بلادهم في أفريقيا  مرتكزة على مبدأ الربح المشترك ، كرد عملي على الدعاية الغربية التي تتهمها بمصيدة الديون ، القائمة على اتّهام بكين بإغراق الدول المستثمَر فيها بالديون، والاستيلاء في نهاية المطاف على أصولها، على غرار المطارات والمرافق ،هو ما مغاير لم يحدث على أرض الواقع .

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى