عاجلنحن والغرب

 حرب الظل بين كوريا الشمالية وإسرائيل

 

متابعة :  ألفت مدكور
 
تتصف العلاقات بين دولة الاحتلال اللإسرائيلى وكوريا الشمالية بالمتوترة منذ نشأة الكيان الصهيونى فلم تعترف بها منذ نشأتها عام 1948 وتدينها بوصفها تابع إمبريالي محتل وهو وما أظهرته مؤخرا فى دعم المقاومة الفلسطنية فى غزة واستعدادها لتسليح جماعة حماس فى غزة حسب وصف جريدة “ول استريت جونال الأمريكية” .
ووصفت صحيفة رودونغ شينمون، الناطقة بلسان حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية الحرب فى غزة بأنه نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وأن حل الصراع بين الطرفين لا ينتهى إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة”. محذرة من تمدد الصراع بين حماس الفلسطينية وإسرائيل.
اعترفت كوريا الشمالية بدولة فلسطين عام 1988 ،وسيادتها على كل الاراضي الفلسطينية التى تقع تحت الاحتلال الإسرائيلى، باستثناء مرتفعات الجولان، التي تعترف بأنها جزء من سوريا.
وتعارض كوريا الشمالية امتلاك إسرائيل لمفاعل نووى تعتبر برنامجها الصاروخي النووي تهديدًا للسلام العالمي، و دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى التحرك تجاه الأمر.
فى المقابل، هددت وهاجمت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية دولة إسرائيل عدة مرات بسبب الاعتداء على الشعب الفلسطينى الأعزل
وخلال التراشق السياسى تحاول واشنطن جذب كوريا إلى دائرة الصراع باتهام حماس باستخدام أسلحة كورية من طراز ( ا ر، بى ، جى ، واف 7) فى الصراع الدائر فى قطاع غزة وهو ما تنفيه كورية متهمة واشنطن بأنها ليست سوى محاولة لإلقاء اللوم في أزمة الشرق الأوسط الناجمة عن سياسة الهيمنة الخاطئة (للولايات المتحدة) على دولة ثالثة، وبالتالي تجنُّب الانتقادات الدولية التي تركز على إمبراطورية الشر” وفقا لوكالة الاستخبارات الكورية الشمالية واعتبرت أميركا هي التي تقود الوضع في الشرق الأوسط، وإن عمليات القتل الكثيرة في الشرق الأوسط تزداد حدة بسبب التحريض المتحيز والمتعمد من قبل الولايات المتحدة.
وتنتقد بيونغ يانغ استخدام واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد اى مشروع قرار في مجلس الأمن الدولى يدعو إلى هدنة إنسانية بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتدين كوريا الشمالية الأعمال الإجرامية وقتل الأطفال والنساء العزل فى غزة، اتهمت كوريا الشمالية وخاصة محاصرة المستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية ، وتنتقد الولايات المتحدة بسبب “تأييدها العلنى” لمثل هذا الأعمال.
تاريخ الصراع الخفى
يعود تهديد كوريا الشمالية الاستراتيجي لإسرائيل إلى أواخر ستينات القرن الماضي عندما قرّر كيم إيل سونغ إدخال وحداته العسكرية والاستخباراتية بشكل مباشر في الصراع العربي الإسرائيلي. ودعَم كيم، الذي وصف إسرائيل بـ “الدولة الإمبرالية التابعة” في منطقة البحر المتوسط، الرئيس المصري جمال عبد الناصر والزعيم السوري القوي حافظ الأسد في حملتيهما لاستعادة الأراضي العربية التي فُقدت في حرب عام 1967 ومقاومة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط. ودعمت بيونغ يانغ بشدة أيضاً الجماعات الإرهابية واليساريين المتطرفين الفلسطينيين الذين شنوا سلسلة من الهجمات على أهداف إسرائيلية في كل من الشرق الأوسط وأوروبا، خلال الستينيات والسبعينيات.
وفى حرب عام 1973، انتقلت القوات العسكرية لكوريا الشمالية للمشاركة مباشرةً في الحروب بين العرب وإسرائيل. ففي ذلك الوقت، كانت مصر تقطع علاقاتها العسكرية مع الاتحاد السوفيتي، وتعرضت قدرة مصر على تشغيل الدفاعات الجوية المتطورة التي نشرتها موسكو للخطر عندما طرد الرئيس أنور السادات المستشارين العسكرين السوفييت. فقد تكوّن سلاح الجو المصري بكامله تقريباً من طائرات “ميكويان-غوريفيتش ميغ-21 MiG-21” الروسية، وتدخلت كوريا الشمالية للمساعدة في إغلاق هذه الفجوة.
وقبل ذلك بسنوات قليلة فقط، استولت بيونغ يانغ على سفينة “بويبلو Pueblo، وهي سفينة استخبارات تابعة للبحرية الأمريكية، انحرفت عن مسارها ودخلت مياه كوريا الشمالية. وكّوْن كوريا الشمالية عضواً في المحور السوفيتي، فقد عرفت كيفية تشغيل جميع المعدات العسكرية المصرية من المصادر السوفيتية، بما في ذلك الدفاعات الجوية وطائرات “ميغ-21.
وزاد التوتر بين إسرائيليين وكوريا الشمالية عندما اكتشفت “أنه تشون تشيبو، عالم نووي من كوريا الشمالية كان يعمل في منشأة “يونغبيون” وسبق أن شارك تشون في محادثات نزع السلاح مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى.
واكتشاف كوريا الشمالية تلعب دور كبير فى المفاعل النووي في مدينة “الكبر فى سوريا ” ي تزويد أحد أعداء إسرائيل بخبرة تصنيع الأسلحة الفتاكة، والذى قامت دولة الاحتلال بمساعدة أمريكية بضربه وضح رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، إيهود أولمرت، لواشنطن أن حكومته لن تقبل بأن يطّور الرئيس السوري، بشار الأسد، قدرته على صنع أسلحة نووية. فذلك يتعارض مع ما يُسمى بـ “مبدأ بيغن مبدأ بيغن” Begin Doctrine الذي ينص على أنه لا يمكن للحكومة الإسرائيلية السماح لأعدائها في المنطقة بحيازة أسحلة دمار شامل. ودفع هذا المبدأ إسرائيل إلى شنّ هجوم على مفاعل “أوزيراك” Osirak في العراق عام 1981.
ولكن قلق إسرائيل ازداد في عام 2007 عندما أظهرت أجهزتها الاستخباراتية أن منشأة “الكبر” أصبحت على وشك أن تصبح فعالة، مما يعني أن وقود اليورانيوم سيُضخّ إلى المفاعل. وفي تلك المرحلة، كان سيؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى نشر التلوث المشع في أنحاء سوريا والعراق، ويتسبب بالتالي بإدانة الدولة اليهودية على نطاق واسع..

زر الذهاب إلى الأعلى