عاجلنحن والغرب

الصين تطرد الولايات المتحدة الأمريكية وتسيطر على أسيا الوسطى

 

تحليل ومتابعة: محمد عطا

تسعى الصين للسيطرة على أسيا الوسطى ،من خلال قوتها الاقتصادية من أجل أن تكون بديل للولايات المتحدة الأمريكية على غرار ما حدث فى القارة السمراء، وذلك بالتنسيق مع الخليف الأكبر لها فى العالم الدب الروسي.

تمتد منطقة آسيا الوسطى من بحر قزوين في الغرب إلى الصين ومنغوليا في الشرق، ومن أفغانستان وإيران في الجنوب إلى روسيا في الشمال ، وتعرف هذه الدول بـ”الستانات” حيث تنتهي جميعها بلفظة “ستان” وهي كلمة فارسية تعني “أرض”

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين تقريباً، كانت معظم آسيا الوسطى جزء من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفياتي في ما بعد، والمنطقة موطنا لحوالى 7 ملايين من أصل روسي، ونحو نصف مليون أوكراني.

وتتمبز المنطقة بالغني بالموارد من جهة، وتشكل من جهة أخرى عدة طرق برية وتمديدات أنابيب الغاز والنفط من الشرق الأوسط وقزوين باتجاه الصين أو منها باتجاه البحر الأسود وتركيا والبحر المتوسط، ومن الأخيرة باتجاه الخليج العربي عبر إيران، وأفغانستان وباكستان باتجاه المحيط الهندي، ويضاف إلى ذلك غناها بالنفط والماء والمعادن الثمينة،وتتميز هذه المنطقة بأهمية جيوستراتيجية كبيرة وذلك من خلال موقعها الجغرافي ومواردها المهمة.

وحسب مراقبون للمشهد ،فإن الحرب الروسية الاوكرانية والدعم الغربي والامريكي غير المحدود لكييف لأرهاق موسكو اقتصاديا وعسكريا وجرها لحرب طويلة الأمد ،جعل الصين تنظر إلى منطقة وسط آسيا بوصفها جواراً استراتيجياً، لا يمكن السماح لواشنطن باختراقه بحال من الأحوال، حتى النموذج الأوكراني، وتشكل مهدداً لها في المستقبل، ويكفيها ما يجري على الأراضي التايوانية .

وتؤمن بكين بأن زمان القطب الواحد، المتحكم في شؤون الكون قد ولى ولن يعود مرة أخرى ، حيث بدأ يتشكل عالماً جديداً متعدد الأقطاب ، وتهتم بشكل خاص بقوتها الاقتصادية في مواجهة واشنطن، عكس الدب الروسي الذى يميل إلى تعزيز قواته التسليحية التقليدية من جهة والنووية من جهة ثانية.

لذا عقدت الصين أول قمة مع دول آسيا الوسطى شهر مايو الماضي بالتزامن مع قمة دول السبع الصناعية وتم الاتفاق على التنسيق المشترك لمواجهة أى تحريض على القيام بالثورات الملونة المدعومة من الغرب ،والتمسك بسياسة عدم السماح تجاه الإرهاب والتيارات الانفصالية حفاظا على الاستقرار والتقدم الاقتصادي.

وتركز الصين إلى تعزيز علاقاتها ونفوذها بالمنطقة الحيوية لمبادرة الحزام والطريق،فلم تكفى بعقد أول قمة صينية مع دول آسيا الوسطى في شهر مايو الماضي، بل أقرضت بكين مليارات الدولارات لهذه الدول لتأسيس مشروعات كبرى تُسهِّل عملية التبادل التجاري وإمدادات الطاقة.

فى المقابل تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى العودة مجدداً للمنطقة من خلال تشجيع المؤسسات النيوليبرالية وضخ استثمارات في مشروعات الطاقة هناك وعَقْد صفقات عسكرية لمواجهة تزايد النفوذ الصيني فى المنطقة.

واعترفت مجلة “نيوزويك” الأميركية الذى أطلع عليها ” الوسط العربي ” بالتفوق الصيني الكاسح ، حيث قالت إن بكين ربحت موطئ قدم جديد في آسيا الوسطى وأخرجت الولايات المتحدة الأميركية منها.

زر الذهاب إلى الأعلى