الشرق قادمعاجل

روسيا وتركيا حبايب..بوتين وأردوغان وجها لوجه فى أنفرة خلال أيام

رغم عداء موسكو مع "الناتو"

 

تحليل ومتابعة: محمد عطا

رغم العداء الشديد بين روسيا حلف شمال الأطلسي ” الناتو” بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها من الدول الأوروبية ،لكن موسكو فى الوقت نفسه حريصة على تقوية علاقتها مع تركيا أحد الدول الأعضاء فى “الناتو”

وعلم ” الوسط العربي ” من وكالة الأنباء العالمية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم زيارة تركيا خلال الأيام المقبلة ،فى أول زيارة له خارجية لدولة عضوة فى حلف الناتو ،ثانى زيارة بعد الصين الخليف الأكبر لموسكو فى العالم ،منذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية فى فبراير 2022 .

وهو ما أكدته تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للتلفزيون التركي ، والذى توقع فيها أن يلتقي الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فى 12 فبراير الجارى، لمناقشة التعاون في مجال الطاقة والأمن في سوريا بشكل أساسي،وهو ما أكدته تصريحات المسؤولين الروسي التى اطلع عليها ” الوسط الغربي ” عبر وكالات الأنباء.

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن بوتين سيناقش الصراع في أوكرانيا مع نظيره التركي خلال زيارته المزمعة لتركيا.

كما نقلت الوكالة عن بيسكوف قوله إن تركيا تتعرض لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن علاقاتها مع روسيا، لكن أنقرة تحافظ على استقلاليتها

وأصبح نطاق سفر بوتين إلى الخارج محدودا منذ مارس العام الماضي عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية المدعومة أمريكيا ، مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، ونفت روسيا التهمة ووصفت هذه الخطوة بأنها مشينة، لكنها قالت أيضا إن التهمة باطلة من الناحية القانونية على أي حال لأن موسكو ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.

وتركيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لذا يستطيع بوتين السفر إليها دون خوف من الاعتقال بموجب مذكرة التوقيف.

وبين موسكو وانقرة علاقات اقتصادية وثيقة ، لا سيما في قطاع السياحة وإمدادات الغاز والحبوب وتجارة المواد الزراعية الأخرى، الأمر الذي يجعل الدول الغربية وأمريكا لا تشعر بارتياح،ويجعلها تباشر ضغوط على تركيا على لا تصل العلاقة إلى حد يصعب السيطرة عليه ويؤثر على مصالحهم فى المنطقة

وفى الحرب الروسية الاوكرانية ورغم الضغوط الغربية ،إلا تركيا مسكت العصا من المنتصف حيث عارضت العقوبات المفروضة على روسيا، وفى الوقت نفسه قدمت دعما عسكريا لاوكرانيا ،فى إطار سعى تركيا التي لها حدود بحرية مشتركة مع أوكرانيا وروسيا في البحر الأسود، إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو وكييف.

وبينما تقدم تركيا طائرات مسيرة مقاتلة للجيش الأوكراني، رفضت الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد موردا حيويا للطاقة إليها. وسجلت ربع واردات تركيا من النفط الخام ونحو 40% من مشترياتها من الغاز الطبيعي من روسيا في عام 2022، مما منح موسكو فائضا ضخما في التجارة الثنائية.

وتتعاون تركيا وروسيا بالفعل في بناء محطة “أكويو” (Akkuyu) للطاقة النووية في جنوب تركيا، بميزانية تبلغ نحو 20 مليار دولار.

وتسعى أنقرة إلى إقناع روسيا بالعودة إلى اتفاق التصدير الآمن للحبوب من موانئ البحر الأسود بعد انسحاب موسكو من المبادرة في يوليو الماضي، منهية بذلك عاما من الصادرات المحمية من الموانئ الأوكرانية في ظل الحرب.

ورغم كل هذا التوافق كان هناك بين موسكو وانقرة خلاف أيضا بخصوص الصراعان في سوريا وليبيا، إذ يدعم كل منهما جانبا مختلفا عن الآخر، وكذلك بشأن التوترات بين أذربيجان وأرمينيا في جنوب القوقاز.

وعملت روسيا على إقامة علاقات وثيقة في مجال الطاقة والسياسة والاقتصاد مع تركيا بعد تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في أعقاب غزو أوكرانيا. من جانبه، اعتمد إردوغان على علاقته مع بوتين للحصول على تخفيضات وتأجيلات في مدفوعات واردات الطاقة من روسيا لتخفيف الضغط على الليرة وسط أزمة تكاليف المعيشة العميقة.

زر الذهاب إلى الأعلى