تونس بانتظار حل”النهضة” .. و”الغنوشي” يحتضر

رؤية تحليلية : عبد الله حشيش
يتصاعد الجدل في تونس على المستويين الشعبي والسياسي حول ضرورة اسراع القضاء في حسم قضايا قيادات الإسلام السياسي من حركة النهضة والمتحالفين معها تمهيدا للحكم بحظر النهضة وإلغاء الترخيص القانوني الصادر لها عام ٢٠١١ والسماح لها بممارسة العمل السياسي الدعوى والسماح لها بإنشاء حزب سياسي.
وجاء الحراك السياسي التونسي بمستوياته المختلفة بعد صدور حكم محكمة الجنايات التونسية بحبس زعيم النهضة راشد الغنوسي ثلاث سنوات بعد جلسات ممتدة داخل اروقة المحاكم منذ صدور قرار الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان وحل الحكومة.،وشمل حكم المحكمة أيضا حبس صهر الغنوسي الهارب بالحبس ٣ سنوات.
يأتي الحكم بحبس الغنوشي على خلفية اتهامه بتلقى أموال من الخارج لتمويل الحملات الانتخابية لحزب النهضة، علاوة على تهم للغنوشي بجرائم غسيل أموال وتصدير الإرهاب عبر تسفير الشباب التونسي للمشاركة في بؤر التوتر الصراع في ليبيا وسوريا وتوفير ملازات آمنة للإرهاب يين المطلوبين دوليا واقليميا وخاصة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بعد فشل ثورات الربيع العربي في بلدانهم ويتهم الغنوشي والنهضة بتمويل عمليات اغتيال الرموز التونسية المناهضة لفكر وتوجه جماعات الإسلام السياسي في تونس.
كما تنظر المحاكم التونسية قضايا لأكثر من ٣٣ شخصية من قيادات النهضة وفصائل الإسلام السياسي وان البت في هذه القضايا سوف يعجل بصدور قراربحل النهضه وأخواتها من تنظيمات الإسلام السياسي لتلحق النهضة بأخواتها من أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين والتي تصنف في معظم دول العالم بأنها جماعة إرهابية محظورة، وكانت جماعة الإخوان المسلمين أولى حلقات سقوط تنظيمات الإسلام السياسي وانهاء حلم الاخوان بالسلطة والحكم في البلدان العربية وأحياء مشروع الخلافة الإسلامية.
على صعيد متصل رفض راشد الغنوشي رئيس حزب النهضةالاستقالة من رئاسة البرلمان، وكرر أنصار النهضة في البرلمان التونسي نفس تهديدات أعضاء جماعة الإخوان في مصر بأنهم سوف يشعلون حربا أهلية متى تم إسقاط شرعيتهم المزعومة، وهو ماكذبه استطلاع للرأي جري في تونس أثناء أزمة سحب الثقة من الغنوشي وأظهر ان ٧٧٪من التوانسة فقدوا الثقة في الغنوشي والنهضة.
تفتح أحكام القضاء الباب على مصراعية لوضع نهاية لحركة النهضه ولتسعيد تونس مدنية الدولة دون منغصات إرهابية.
ويقبع الغنوشي البالغ من العمر ٨٣ عاما في السجن منذ أبريل الماضي، وفي العام الماضي سبق ان حكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة التحريض ضد الشرطة تغريم حزب النهضة بمبلغ مليوني دولار لصالج جهاز الشرطة.
من ناحية أخرى كانت حركة النهضه وهي احد ازرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، قد سطت على السلطة في تونس بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي عام ٢٠١١، أسوة بما فعله الاخوان في مصر بعد تنازل الرئيس مبارك عن الحكم ٢٠١١ ، وقاد الغنوشي تونس الي بدايات الحرب الأهلية بسبب سياسة التكويش على السلطة وتمكين الانصار من مفاصل الدولة في صورة “كربونية” لأحداث الاخوان في مصر، وكما حاولوا أيضا تغيير الهوية المدنية للدولة التونسية.
عبد الله حشيش
