رعب نتنياهو من وقف الحرب يعرقل المفاوضات

كتب: إيهاب حسن عبد الجواد
نهر من الدماء تختلط فيه دماء الأطفال الأبرياء بالنساء والرجال وتحولت شوارع شمال غزة إلى مدينة أشباح لا كهرباء ولا ماء ورائحة الموت تنتشر في كل مكان ، و الألاف من الشهداء رحلو عنها ومازالت آلة القتل الصهيونية البربرية تحصد الأرواح .. وتماطل في المفاوضات من أجل نصر زائف لجيش مدجج بأعتى الأسلحة وأدوات القتل في حرب إبادة جماعية لشعب أعزل بلا جيش أو سلاح ..

المفاوضات بين حماس و قادة الاحتلال الإسرائيلي
- الضغوط الداخلية على نتنياهو
ويوماً بعد يوم يزداد الطلب، في إسرائيل، للإفراج الفوري عن المحتجزين لدى حماس، والمخاوف من نفاد الوقت لإعادتهم إلى وطنهم بأمان، تتزايد الضغوط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.
وفقا لتقديرات إسرائيل لا يزال هناك 136 محتجزا لدى الحركة، على الرغم من إعلان مقتل 20 منهم.
- الواقع في غزة
فإن محنة ذويهم الأسرى تشكل حمل ثقيل على قلوبهم خاصة بعد الابادة الجماعية في غزة .وكل فلسطيني تقريبا لديه صديق أو قريب أو معارف في سجون إسرائيل.ناهيك عن الطلب الملح والشديد لوقف إطلاق النار وشلالات الدم الفلسطيني .
جهود الوسطاء في المفاوضات
منذ الحظات الأولى للقضية الفلسطينية وحروب الكفاح من أجل تحرير فلسطين ومصر في طليعة الصفوف تقدم الدماء قبل المال فلا يوجد دولة قدمت أكثر من (100ألف شهيد للقضية الفلسطينة إلا مصر) وهذا لا يتعارض مع الجهود المخلصة من كافة الدول العربية .. ولم يتوقف الدعم مصري عند المشاركة الفعلية وقت الحرب بل ووقت المفاوضات وقد لعب الوسيط المصري المقبول من جانب إخواننا في فلسطين والمعتبر والمقدر مقاما وقوة من قبل الاحتلال الإسرائيلي دوراً كبيراً.
أكده موقف مصر الأخير والذي تحدى القوى العظمى ورفض التهجير القسري للفلسطينيين ورفض تصفية القضية الفلسطينية التي بات يدهسها قطار التطبيع .. مما حفز الجميع للوقوف من جديد بجوار القضية الفلسطينية التي كانت على شفى الانهيار خلال سنوات قريبة منذ أن أعلن رئيس وزاء الاحتلا الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبدأ ( السلام مقابل السلام بديلا عن مبدأ الأرض مقابل السلام ) .
ورغم محاولات الزج بمصر في أتون الإضرار بأمنها القومي ومواجهة القوى العظمى وحدها واللعب على وتر محور ( صلاح الدين – فيلاديلفيا ) وفتح المعبر وعبارات كلها تبع من داخل المصلحة الإسرائيلية مازالت مصر تعتبر القضية الفلسطينية أمنها القومي وخط عربي ولما لا ونحن في مصر نربط أمننا القومي بالأمن العربي كله .
عندما يرعى الذئب الغنم .. البيت الأبيض ورعاية المفاوضات
هبط اليهودي أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي منطقتنا العربية منذ بدء طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2024 خمس زيارات فشل خلالها في وقف آلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة .. وفشلت كافة ضغوطه على مصر والأردن للموافقة على التهجير القسري للفلسطنيين . ورجع ” بخفي حنين ” خاصة بعد تأكيده على الدعم الكامل لإسرائيل لتنفيذ ما يسمى ” بحق الرد ” هذه الأكذوبة التي يروج لها الذئاب بل خجل أوحياء .
وإلى الأن تسير المفاوضات بين الاحتلا الإسرائيلي وحماس في طريق صعب رغم التدخل الأمريكي ويظهر هذا واضحا .. بعد تصريح ” رجل أمريكا المريض بايدن ” أن المفاوضات مازالت مستمرة رغم صعوبتها .
عقبات في طريق المفاوضات
لا شك أن الحنكة السياسية التي باتت تتمتع بها قادة حركة حماس .. يفطن لها الكيان الصهيوني .. ولما لا وهو في أحلك اللحظات مازال يخطط للمستقبل بعد كل هذا الدمار و القتل يخطط لحكومة توافقية بعد الحرب وهو مايرعب إسرائيل ويجعلها تضع العقبات في طريق المفاوضات ..
- القادة الكبار
أحد أسباب فشل المفاوضات هي مطالب حماس الإفراج عن كبار القادة منهم شخصيات مؤثرة، على رأسها “مروان البرغوثي” الذي يقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة، وأحمد سعدات العقل المدبر لعملية اغتيال وزير الاحتلال الإسرائيلي “رحبعام زئيفي” ، في عام 2001، وسبق أن رفضت إسرائيل إطلاق سراحه هو والبرغوثي كجزء من أي صفقة، و”عبدالله البرغوثي” ، وكان قائدا كبيرا في الجناح العسكري لحماس في الضفة، ويقضي عقوبة غير مسبوقة تتمثل في 67 حكما بالسجن المؤبد.
- الأسماء المحتملة
من بين الأسماء الأخرى التي قد تكون مطالب محتملة في صفقة الرهائن، (حسن سلامة) ، المعروف بارتباطه الوثيق بالقائد العسكري لحركة حماس الشهيد( يحيى عياش) ، و(عباس السيد)، العقل المدبر الثاني وراء التفجير الذي وقع في فندق بارك في نتانيا عام 2002، وهو محكوم عليه بالمؤبد أيضا.
كما يتوقع أيضا أن تطالب حماس بالإفراج عن إبراهيم حامد، الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني المهم داخل (حماس) في الضفة الغربية وتتهمه إسرائيل بالتورط في تدبير عمليات أدت لمقتل إسرائيليين.
- البرغوثي … هل هو الرئيس القادم الذي ترضى به حماس بعد تقف الحرب
تعارض إسرائيل بشدة الافراج عن البرغوثي على اعتبار أنه سيكون مرشحا توافقيا في يمكن أن يجمع شمل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها (حماس وفتح )
خاصة بعد طرح اسمه خلال لاحرب كبديل لعباس بعد وقف إطلاق النار فهو السياسي الأكثر شعبية بين الفلسطينيين .بينما ينظر الإسرائيليون إلى البرغوثي باعتباره خطر كبير وخصم عنيد .
فالبرغوثي منذ نعومة أظفاره وهو مناضل كبير وقف خلف التظاهرات الطلابية والانتفاضة الأولى وهو أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الضفة الغربية ومحكوم عليه بـ 5 أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في العديد من عمليات المقاومة.
في عام 2002، ألقي القبض على البرغوثي بتهم متعددة بالقتل، ولم يحظ بأي دفاع، رافضاً الاعتراف بسلطة المحكمة. ومنذ ذلك الحين..
قاد أكثر من 1500 أسير في إضراب عن الطعام لمدة 40 يوما للمطالبة بمعاملة أفضل في نظام السجون الإسرائيلي. ومن داخل السجن، واصل الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.وينظر إليه باعتباره الزعيم السياسي للجناح المسلح لحركة فتح. وهو الأن يعد أفضل خيار يجمع بين الفلسطينين بعد توقف حرب الابادة على غزة .
