حول الخليجعاجل

هل تنجح المفاوضات  الأمريكية العراقية فى انسحاب قوات التحالف الدولي ؟

 

تحليل : أحمد حسان 

وفي أغسطس (آب)، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة والأوساط السياسية، أخباراً حول زيادة أعداد الجنود الأميركيين في العراق، إلى جانب الكلام عن حشود عسكرية أميركية على الحدود العراقية – السورية، وكانت التكهنات تدور حول إمكانية شن واشنطن هجمات عسكرية ضد بعض الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، قبل أن تبادر بغداد وواشنطن إلى نفي تلك الأقاويل.

في شهر أكتوبر، بدا أن كل شيء في العراق قابل للانفجار وتزامن ذلك مع عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب إبادة يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة، ما أدى إلى قيام فصائل المقاومة لشن هجمات مسلحة على المناطق والمعسكرات التي توجد فيها القوات الأميركية في العراق وسوريا.

وزاد الهجوم على القوات الأمريكية بالصواريخ والطائرات المسيرة بسب تأييد الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها للكيان الصهيوني في حرب الإبادة للشعب الفلسطيني في غزة وتلقت القوات الأمريكية العشرات من الهجمات أسفرت إحداها مؤخراً عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوجيه ضربة وصفها البعض بالانتقامية فى العراق وسوريا أودت بحياة عدد كبير من الأفراد بالإضافة إلى تدمير بعض المنشآت.

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أنّ بغداد وواشنطن تطلقان محادثات من شأنها أن تؤدي إلى صياغة “جدول زمني محدد” يؤطّر مدّة وجود التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي لمستشاريه. وعلى خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، نفّذت الجماعات المسلّحة الموالية لإيران منذ منتصف أكتوبر عشرات الهجمات في العراق وسوريا ضدّ الجنود الأميركيين وجنود التحالف الدولي الذي شكّلته واشنطن لمحاربة تنظيم داعش فى 2014.

ونفّذت واشنطن ضربات انتقامية في العراق ضدّ هذه الجماعات، فيما دفعت التوترات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي، عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية العراقية إطلاق “مجاميع العمل” في إطار “اللجنة العسكرية العليا” المشتركة بين بغداد وواشنطن. وقالت الوزارة إنّ هذه “المجاميع” ستقوم بـ”تقييم تهديد داعش وخطره (…) وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، وذلك لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق”.

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان بدء “اجتماعات” فرق العمل “في الأيام المقبلة”. وأكد أنّه سيتمّ التحقّق من “ثلاثة عوامل رئيسية”، مشيراً في هذا الإطار إلى “تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية (…) ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية”.

ويتواجد في العراق ما يقرب من 2500 جندي أميركي بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن في العام 2014. هل تنجح المفاوضات بين الجانب الأمريكي والعراقى في انسحاب قوات التحالف الدولي إذا استمرت الحرب على غزة ؟  

زر الذهاب إلى الأعلى