
٠٠ فرضت معركة ” طوفان الأقصي” علي أرض غزة حتمية مراجعات تشغل الذهنية العربية _ شعوبا وحكومات ومركزية متخذ القرار رؤساء أو أمراء أو ملوك وسلاطين ، ذلك لأن الأخطار تندفع سرعة نحو اقتلاع الكيان العربي وبتر جذوره من أعماق تربة التمكين الوجودي ،تلك التربة الصلبة بالتاريخ والجغرافية والثقافة واللغة والدين ٠. ٠٠
شاهدت الشعوب العربية انتهاكات حادة ،اغتصابات شرسة ، اقتطاعات من تكوينات الماضي وانتقاصات من خرائط حدودها وتمزقات لشعار ودثار الأمن الوطني الدولة والقطرية خلاصة ذلك يمكن أن يقال عنه ، موات بالدم البارد أو انتحار بالبطئ ،أو بطء في القتل أو قتل بتبطين الآلة والأداء ٠. ٠٠
لذا تتلفت العيون والقلوب للشعوب العربية أمامها وخلفها وجانبيها وفوقها وتحتها ،فتري أحوالها في ضياع مواقف تأكل مبادئ تسرب دم القوة والقوي ، حالة أزمة في التاريخ ،مأزق سجن الأمة العربية في زجاجة رغم هشاشتها ، إلا أن الفعل ورد الفعل العربي غير قادر حتي عن تحطيم سجنه الزجاجي فقد أصبحت الأمة العربية السيل العرم بدون سد ! ٠٠
ورغم ذلك السلبي علي طول الخط ؛ فإن الحلول العربية ممكنة وإعادة الروح للجسد العربي ليس بالأمر الخارق للعادة ، نعم توجد حلول ، فحنفية أو صنبور العرب تتدفق منه مياه غزيرة ، جغرافية وجود تاريخ كنوز إيجابية بتأثيرها في روح الذهنية العربية بقدم التاريخ العربي بما هو أقدم من إسماعيل بن إبراهيم وجرهم ، كذا إيجابيات ثقافة واقتصاد وموارد بشرية وموارد طبيعية وغيرها من ملفات حضور ووجود وشهود للأمة العربية ، واستحضارها واستدعائها وابتعاثها وإعادة توظيفها بتجديد زمننا ؛ لهو أمر واجب فعل لازم فريضة واجبة تركها اثام وذنوب وخطايا ٠٠ لعلنا لانجدف في بحر بلا ماء أو نركب سفينة تمشي علي الرمال في الصحراء أو نطسر
أو نطير بالنظر في السماء بينما أجسادنا لاتزال خالدة علي الأرض ،لعلنا ونحن نفكر في عودة ” القومية العربية ” اننا لانفكر بالبيت مستحيلات التحقق واقعا يحول دونها كالمعتاد دونها لكن حين نستدعي القومية العربية في ملفات وقضايا ومحكمات في الشأن والمسألة العربية ،فإننا نظن و_ ليس كل الظن إثم _ نظن أن العرب قادرون علي تغيير أنماط ذاتية من تلقاء أنفسنا أو هي أنماط فرضت علي الأمة العربية فرضا مقصودا خبيثا بعمل محسوب بدقة شبه متناهية في التخطيط بارث الماضي ودوامة الحاضر وحبال صبر المستقبل ٠. ٠٠
فالقومية العربية مطلوبة علي استعجال الاستدعاء ،فلقد كشفت معركة غزة وأبانت وأفصحت وأسفرت عن خطورة التحزبات ضد العرب والمسلمين ،اتحاد عدوان علي العرب بتحالفات سافرة غير منتقبة لوجه موقفها القبيح، لماذا اتحدوا وتجمعوا وجيشوا ؟سؤال مهم في سياق خطير علي متن سباق مهرول متسارع ربما الإجابة عن هذا السؤال على عجل يكون لضعف العرب ٠. ٠٠
من أجل ذلك ،من أجل الضعف العربي سنجد أن تغييب فكرة القومية العربية قولا وفعلا هي السبب الرئيس المباشر للمواقف المباغت علي خلفية معركة غزة ٠
٠٠ القومية العربية شكل مطلوب جوهر موجود ،أما الجوهر وهو الأمة العربية ٠ ٠فهي موجودة بلا إنتهاء حاضرة بلا عدم فناء وبقاء واستحضار علي طول المدي وعرض الدنيا وكل افقها باقية في الأفاق أية من آيات الله ٠. ٠٠
الدعوة للعودة بالقومية العربية اليوم ،ليس بكل مكونات الماضي ولابكل ارثه ولا بكل منجز ماكان ،بل عودة بتجديد ،عودة بتطوير ،عودة بتحسين ،عودة تنويرية ،عودة بحداثة الزمن ومتكئ مستقبله ٠. ٠٠
فالقومية العربية مع اتفاقنا أو اختلافنا مع شخوص طرحوا الفكرة بعبلها وصنعوا الصياغة بسطور زمنهم وحسب نياتهم سلبا أو إيجابًا ،فذلك يدعونا الي قومية عربية تنتقي أحسن التجارب وتصطفي الصالح وتغربل الفاسد ،قومية عربية تعود وقد أقيمت لها جسور الماضي وقد عبدت لمساكلها طرق السوابق وشوارع الممشي وقد ظهر ولاح المشي علي وجه الأرض بحالة المكب بوجه المواقف وكذا أحوال المشي بالإيجابي مهدا أهدي، نعم نحتاج إلي القومية العربية ونحن نعيش عالما مزيف التحالفات ،غامض الغايات ،ملغزا بالوسائل ، مناورا بالمقدمات، مفظعا مفزعا بالنتائج ،فالقومية العربية شكل وجوهر وبناء ترتيب أولويات لوجود ،أولويات سلاح لدفاع لابد منه علي أبنية أسس قطبية نعيشها وهذه القطبية _حتما _ إلي انزياح من تموضع والي زوال من موضع والمشكل كل المشكل يكمن في لحظة السقوط الكوني أو شبه الكوني أو القاري ؛ فلكي نتحسب للسقوط الحتمي ونتحسس الخطر قبل خسائر المخاطر علينا أن نعيد للبيت العربي اسس البناء بهندسية رسم متميز راعي الافتراضي قبل الفرض ،وضع التصور قبل الصورة الجمعية للشكل والجوهر. ٠٠
فالعودة للقومية العربية ليست فزاعة للدين وليست هلوعة للوطنية وليست خطورة علي الاثنية المذهبية أو تهديدا لعرقية اقلية
