شعر المقاومة ٠٠قفزة بالروح من الوجدان إلي حق الدفاع المشروع “1”

٠ تقرير: أبوبكر عبد السميع
أمتنا العربية أمة كرامة وعز وكبرياء ،أمة تدافع عن نفسها بالدفاع الناعم أو الدفاع الخشن ،أمة ترد كيد المعتدي وتعادي من يعاديها وتسالم من يسالمها، كذا كان تاريخها قبل الاسلام وبعده والي مايشاء الله علي طول عمر الدنيا حتي آخر ثانية من نفس الدنيا ٠ ٠٠
معارك طاحنة ،مع استعمار يجئ ثم يزول ويعاود الكرة فتنقلب عليه جرة المقاومة العربية ، وعلي خلفية هذا الدواليك وهلم جرا ،كان الشعر العربي في الحروب يسجل مواقف مقاومة بطولات وانتقام للوطن وغرام للوطن ، قصائد شعر تلهب صدور والسداد الأعداء ،مثل ضربات بقعقعة السيوف أو ضرب بالرصاص والصواريخ والقنابل فالشعر الوطني والمقاوم وزارة دفاع بقوة إبداع بصدق المشاعر بصوت الحناجر وصرير الأقلام ٠٠ وعن شعر المقاومة من عبق التاريخ إلي عصرنة كتابة تاريخ في مضارع الزمن يدور هذا التقرير ، دورة إحاطة بالايجاز ،دورة عجلات سطور ؛ لكنها تحيط ببعض المعرفة ولاتدرك الصفة كل الصفة ،فشعر المقاومة كون وحده ومن ذا الذي يستطيع أن يحيط بالكون كله؟
٠٠ أكد أساتذة الدراسات الأدبية أن شعر المقاومة العربي له جذور قديمة ،فالقبيلة التي كان يظهر فيها شاعر تدق له الطبول وتقام الولائم والأفراح،لأن الشاعر هو القوة الناعمة يدافع عنها فيطير شعره شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ،في الأفاق يسري ،فتعمل كل قبيلة ألف حساب لتلك القبيلة التي فيها شاعر ، وفي العصر الجاهلي كان شعر المقاومة محدودا في قطع أرض جغرافية في الجزيرة العربية ،فكان شعراء مثل زهير بن جذيمة وامرؤ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد وغيرهم يمثلون ما يمكن أن نطلق عليه شعر المقاومة كان شعرهم مشخصن كل في قبيلته ؛لكن بعد ظهور الإسلام ،تأثر الشعراء به وأثر فيهم القران الكريم ،فتحول شعر المقاومة إلي شعر أكثر شمولا واتساعا ،فكان شعراء مثل حسان بن ثابت وعبدالله بن أبي رواحة وكعب بن زهير بن أبي سلمي ،شعراء دفاع عن الرسالة الجديدة فحولوا شعرهم من مقاومة ذاتية إلي مقاومة عامة تتمشي مع عالمية رسالة الإسلام ،التي هي للعالمين أي
٠٠للإنس والجن وهنا كانت المقاومة بالشعر مشروعة تجلت شعرية ذلك في غزوات وسرايا أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعده والي الان سجية تناولية في الأمة الإسلامية العربية غير مقطوعة ٠٠٠ في العصر الحديث بداية من القرن التاسع عشر عرف شعر المقاومة ملامح التجديد ارهاصات بداية لكن استقرار تمكن علي يد محمود سامي البارودي ١٨٣٩/ ١٩٠٤ تجلي ذلك وتمخض ميلاد قصائده بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر وهزيمة ” أحمد عرابي ” ،فتفجر شعر المقاومة من شلال إبداع البارودي مثل تغنيه بمصر الوطن المحتل وطن عظيم دنسه الأعداء فقال البارودي شعره المقاوم للخنوع والخضوع : ابابل رأي العين ام هذه نصر فإني أري فيها عيونا هي السحر ٠٠٠ وفي قصيدته ” سرنديب ” يقول: وأصبح وادي النيل نهبا وأصبحت امارته انقسام لغو مارق فهذا هو الحق المبين فلاتسل سواي فإني عالم بالحقائق
٠٠ أيضا يعد أمير الشعراء أحمد شوقي ١٨٧٠. / ١٩٣٢ من أهم وأكبر شعراء الوطنية والمقاومة فقد تغني للوطن وهاجم المحتل الإنجليزي بل توسع شوقي من شعره المقاوم في مصر إلي شعر المقاومة العربية في قصائده مثل هجوم علي كبير أدوات المحتل اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر الذي كان بيده كبشر الأمر والنهي فقد قال شوقي: ياوطني لقد لقيتك بعد يأس كأني قدلقيت بك الشبابا وقال : وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ويهاجم شوقي خداع المحتل الذي كان يناور في التفاوض للرحيل عن مصر: إذا ماجاءه طلاب حق يقول عصابة خرجوا وشقوا ثم يدافع شوقي عن الشام ضد المحتل الفرنسي والبريطاني يقول شوقي: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودم مستحق وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
٠٠ أيضآ شاعر النيل حافظ ابراهيم ١٨٨٢/ ١٩٣٢ له دوره في شعره الوطني والمقاوم داخل مصر وخارجها نستشهد بقوله عن أمة العرب وهي تحت الاحتلال يحفزها علي وحدة المقاومة: لمصر ام لربوع الشام تنتسب هنا العلا وهناك المجد والحسب ويقول : إذا ألمت بوادي النيل نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرب وإن دعا في ثري الأهرام ذو ألم أجابه في ذرا لبنان منتحب
٠٠ وبعد النكبة واحتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني اتخذ شعر المقاومة شكلا متميزا في التجديد الشعري ،في توزيع منعطفات غرض شعر المقاومة ،فقد ظهرت كوكبة من الشعراء الفلسطينيين ،كانوا بحق آباء شعر المقاومة مثل٠٠ عبد الكريم الكرمي ” أبو سلمي” و هارون هاشم رشيد وعبد الرحيم محمود وإبراهيم طوقان وفدوى طوقان وراشد حسين و ومحمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو و سالم جبران وتوفيق زياد وغيرهم من ثلة الأ ولين من شعراء المقاومة الذين أعطوا لشعر المقاومة طعما ومذاقا شهيا للمتلقي وخلق بيئة شعرية حاضنة لشعور الشعب الفلسطيني المقاوم بل للشعوب العربية كافة ٠
وشعر المقاومة هذا يزعج الاحتلال الصهيوني فقد حرك المشاعر وأخرج الكبت المقاوم فكان له الحراك الناشط في المقاومة الفلسطينية، حتي أن وزير دفاع العدو الصهيوني ” موشي ديان ” ابدي تخوف رهبته من شعر المقاومة فنطق قائلا : (قصيدة يكتبها شاعر مقاوم ، تعادل عشرين فدائيا
