عاجلمقالات

محمد غزلان يكتب : مفاوضات التفاوض

 

هنرى كيسنجر وزير خارجية امريكا الاشهر و استاذ العلوم السياسية و استاذ علم اسس له و اصبح هو عميده و هو علم التفاوض هنرى صاحب التعبيرات الجديدة و المصطلحات الخاصة به ابتداء من سياسة الخطوة خطوة و سياسة المكوك و الباب الموارب و غيرها من التعبيرات التى يصعب حصرها له كتاب فى غاية الاهمية بعنوان التفاوض و عنوان مقالى هذا مفاوضات التفاوض احد فصول هذا الكتاب و الذى لم يجد ناشره مترجما فى القاهرة او بير وت لترجمته بسبب صعوبة لغة كيسنجر المغولة فى القدم و المليئة بالتعبيرات التلمودية و التوارتية

و اهمية هذا الكتاب الان هو الاحداث الجاربة فى غزة و المفاوضات بين الصاهينة و رجالات حماس و الذين فيما يبدو قد قرأوا كتاب كيسنجر هذا و حفظوه و يقومون بتطبيقه بكل دقة مع اليهود فى كتاب كيسنجر سرد تاريخى اكثر من رائع حول تطور علم التفاوض ابتداء من قصة البقرة الشهيرة مع سيدنا موسى عليه السلام و بعد عدة جولات من التفاوض المرير مع سيدنا موسى تركوا الباب مواربا لجولة جديدة عندما اعلنوا ان البقر تشابه علينا و لولا ان موسى نبى لسب لهم الدين و لعن اهلهم المهم.

ان كيسنجر تحدث طويلا فى كتابه عن بسمارك الزعيم التاريخى الاوربى الذى حاول توحيد الشعوب الناطقة باللغة الالمانية و هى موضوع اطروحة كيسنجر للحصول على الدكتوارة مرورا بمفاوضات ما بعد الحرب العالمية الاولى و الثانية و مفاوضات فيتنام التى ادت فى النهاية الى انسحاب القوات الامريكية من هانوى و مفاوضات الشرق الاوسط الى معاهدة السلام المشئومة بين مصر و اسرائيل .

وكنت قد قرات الكتاب فور صدوره رغم صعوبة لغته و كتبت عنه كثيرا فى عمودى الصحفى عين الطائر بجريدة المساء القاهرية اعجابي بالكتاب نبع من شئ واحد ان كل نظريات كيسنجر الت أطر لها تتم و تمارس من قديم الازل فى بحرى مصر و صعيدها الجوانى معى شئ من الاختلاف باختلاف منظومة القيم فى كل من صعيد مصر و اريافها فى الشمال .

و اهم شئ فى نظريته و المتعة فى مصر بشأن التفاوض ان التفاوض يعنى التنازل عن بعض المطالب او الكثير منها حسب موازين القوى و هو ما قاله فلحونا من زمن و عبروا عنه بنفس نظرية كيسنجر وبمثل شعبى شائع و هو ان جالك الغصب اعمله بجميلة اى ارضخ راضيا و كأنه كرم منك بدلا من ان تبدوا انك رضيت صاغرا اخونا كيسنجر يصول و يجول فى نظرياته و اهمها مفاوضات التفاوض اى كيفية الاعداد للمفاوضات و اختيار الحدث و المكان و الافراد او الدول التى ستكون بمثابة المفاوضيين و ان لم يكن هناك حدثا فلابد بد من خلقه او ايجاده .

و اذا كان العسكريون يقولون ان العرق فى التدريب يوفر الدم فى القتال فأنه يقول ان الموافقة علة الجلوس على مائدة المفاوضات ىهدأ من حدة الصراعات حتى و ان لم تتوصل الافراد او الدول الى اتفاق و لكن بجب الاعداد جيدا لادوات الاتفاق مثل رفع او خفض اسقف المطالب والتهويش وتعليق المفاوضات و جعل الباب مورابا لمزيد من جولات التفاوض خاصة و انه طبقا لنظريات كيسنجر بان دور الولايات المتحدة دورها ليس حل الازمات و لكن ادارتها بالطريقة التى تخدم مصالح امريكا.

و نأتى الى حماس التى فيما يبدو قد حفظت هذا الكتاب عن ظهر قلب وتتعامل مع اسرائيل باحترافية عالية فى التفاوض ابتداء من تختيار عناصر التفاوض و اطرافها و قد اختارت مصر وقطر لاسباب يصعب ذكرها الان و استخدام التهويش و الباب الموارب .

حماس تعلم علم اليقين ان اسرائيل لن تحقق اهدافها بالقضاء عليها او استعدة الاسرى سواء احياء او جثث الا بالتفاوض و اسرائل تهوش باجتياح رفج و حماس تلعب نفس الدور و تههد بوقف مفاوضات تسلبم الاسرى و اعتقد و اظن و اتمنى ان تكون النصرة للحماس و الشكر لكيسنجر الذى وضع خلاصة الفكر اليهودى فة كتابه التفاوض و الذى تطبقه حماس مع اسرائيل بحذافيرة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى