أربعون عاماً مضت ولا يزال التوتر مستمراً في العلاقات الأمريكية الإيرانية

تقرير : أحمد حسان
منذ سقوط نظام شاه إيران محمد رضا بهلوى (1941– 1979) بعد عودة آية الله خومينى عام 1979من منفاه بفرنسا والعلاقات الأمريكية الإيرانية في توتر دائم ويبدو أنه سوف يستمر ولن يتوقف.
بعد عودة الخومينى بفترة وجيزة اقتحم طلاب إيرانيون مقر السفارة الأمريكية في طهران لفترة زادت عن العام للمطالبة بتسليم الشاه لمحاكمته قبل أن يستقر به المقام في مصر وعلى اثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران عام 1980 وحجزت الأموال الإيرانية في بنوك الولايات المتحدة.
حاول.
في عام 1981 أطلقت إيران سراح الرهائن الأمريكيين وكان قد تولى رئاسة أمريكا في ذلك الوقت رونالد ريغان واستمرت العلاقات بين الشدة تارة واللين تارة أخرى من الجانب الأمريكي حيث كان دائما يفرض العقوبات على طهران.
وعللت وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2000 مادلين اولبرايت سبب كراهية غالبية الإيرانيين لتدخل أمريكا في شئون بلادهم الداخلية ويرجع أيضا إلى مساندة أمريكا للشاه والإطاحة برئيس الوزراء مصدق وتدعيم الشاه ولم تتحدث الوزيرة عن سبب كراهية نظام بلادها لإيران وللمسلمين وإن اخفوا ذلك وكانت التصريحات المتبادلة خلال العقدين الأخيرين بسبب رغبة إيران في امتلاك المفاعل النووي وبخاصة في فترة رئاسة احمدى نجاد لإيران وتمكنت إيران بالفعل من إنجاز المفاعل النووي.
* محطات مهمة في تاريخ العلاقة
في عام 1957 وقعت الولايات المتحدة وإيران على اتفاقية حول استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية، ثم قدمت الولايات المتحدة بعدها بعشر سنوات مفاعلا نوويا لمركز أبحاث في طهران ووقود المفاعل على شكل يورانيوم مخصب إلى درجة 93 في المئة وهو نفس درجة تخصيب اليورانيوم المستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.
في عام 1968 وقعت إيران على إتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وصادقت عليها بعد عامين، شريطة السماح لها بالاحتفاظ بالمفاعل واستخدامه لأغراض سلمية.
وفى عام 1979أطاحت الثورة الاسلامية بنظام حكم الشاه الذي فر إلى الخارج، وعاد آية الله الخميني من منفاه في فرنسا ليتولى منصب المرشد الأعلى للثورة. وبعدها بفترة قصيرة، اقتحم عشرات الطلاب السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا عشرات الدبلوماسيين والموظفين لمدة 444 يوما، مطالبين بتسليم الشاه لمحاكمته.
قطعت الولايات العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 1980، وحجزت الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة وقطعت العلاقات التجارية معها، وحظرت تصدير معظم السلع إليها.
وفي ذات العام، فشلت محاولة إنقاذ الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران عندما اصطدمت مروحيتان أمريكيتان ببعضهما أثناء عملية إنزال في صحراء لوط وقتل 8 جنود أمريكيين في الحادث.
أطلقت إيران سراح الرهائن الأمريكيين عام 1981 بعد أيام من استلام الرئيس، رونالد ريغان، مقاليد الأمور في الولايات المتحدة خلفا لجيمي كارتر.
في عام 1984 صنفت واشنطن إيران في خانة “الدول الراعية للارهاب”.
عام 1986 انفجرت فضيحة إيران كونترا التي كان يتم في إطارها بيع أسلحة أمريكية بطريقة غير مشروعة إلى إيران، وكانت الأموال الناتجة عنها تستخدم في تمويل الجماعات المسلحة المناهضة لحكومة نيكاراغوا التي كانت تحمل اسم كونترا.
وفي عام 1988، أسقطت بارجة أمريكية طائرة ركاب إيرانية فوق مياه الخليج، وقُتل جميع ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً.
وفي عام 2002 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن أن العراق وإيران وكوريا الشمالية يشكلون ما سماه بــ “محور الشر”، واتهم إيران بامتلاك برنامج سري لإنتاج الأسلحة النووية. وأعلنت جماعة إيرانية معارضة مقيمة في الخارج أن إيران أقامت موقعين لهما علاقة ببرنامجها النووي لم تكشف عنهما وهما “ناتنز” و”آرك”.
وفي عام 2006 أعربت واشنطن عن استعدادها للانضمام إلى مباحثات متعددة الأطراف إذا وافقت إيران على وقف تخصيب اليورانيوم.
في إطار نوع من التهدئة رفعت الولايات المتحدة فى يناير/كانون الثاني 2016 العقوبات التي فرضتها على إيران بسبب برنامجها النووي بعد أن أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ إيران التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه عام 2015 بعد جولات مضنية من المفاوضات في إطار مجموعة 5 زائد واحد ( الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا).
وفي مايو/أيار 2018 أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي كما تعهد بذلك خلال حملته الانتخابية.
كما أعادت الولايات المتحدة فرض سلسلة عقوبات أشد صرامة من العقوبات السابقة، شملت حتى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ولحرمان ايران من عائدات النفط، أعلنت واشنطن أنها ستعاقب أي جهة تقوم بشراء النفط الإيراني بحيث تراجعت مبيعات النفط إلى حد كبير.
في شهر مايو/أيار 2019 تعرضت أربع ناقلات نفط إلى هجمات في خليج عمان، وفي شهر يونيو/حزيران 2019 تعرضت ناقلتان أيضاً لهجومين. وحملت واشنطن إيران المسؤولية عن الهجمات، وترافق ذلك مع حشد الولايات المتحدة المزيد من الجنود والقوات في المنطقة.
وكادت الولايات المتحدة أن تشن حملة قصف جوي ضد أهداف إيرانية في أعقاب إسقاط طائرة أمريكية بلا طيار قرب مضيق هرمز، لكن ترامب أوقف الهجوم قبل عشر دقائق من الموعد.
* التصريحات المعادية بين الطرفين لم تتوقف بل سوف تستمر طالما بقى البترول في دول الخليج فهناك ثمة تخوف دائم بين دول الخليج وإيران وامريكا تتعهد بحماية الخليج من خلال قواعدها الموجودة في بعض دول المنطقة.
