الشرق قادمعاجل

اليوم أكبر انتخابات فى العالم ..الشعب الإندونيسي يختار رئيسه وبرلمانه

 

تحليل ومتابعة: محمد عطا 

سيتوجه الإندونيسيون اليوم الأربعاء ،إلى مراكز الاقتراع لإجراء انتخابات رئيس جديد ونائب للرئيس وبرلمان مركزي وأخرى على مستوى الأقاليم والمحافظات، بحيث يجري انتخاب 20 ألف نائب وممثل لهذه البرلمانات.

حيث ستعقد إندونيسيا أكبر انتخابات في يوم واحد على مستوى العالم لانتخاب رئيس ونائب رئيس، إلى جانب قرابة 20 ألف نائب في البرلمان المركزي ومجلس الشيوخ والبرلمانات على مستوى الأقاليم والمحافظات والمدن، يخوض فيها السباق نحو ربع مليون مرشح.

تحظى الانتخابات باهتمام شعبي وحزبي واسع، حيث يشارك قرابة 200 مليون ناخب بالاقتراع كل 5 سنوات، يتغير بموجبها حوالي نصف مشرعيهم في البرلمان المركزي ومئات من المجالس التشريعية المحلية.

كما تحظى هذه الانتخابات بخصوصية عن سابقاتها، إذ تشكل عامل جذب للقارئ العربي لمتابعة مجرياتها ونتائجها، بحكم أنها أكبر بلد مسلم (حوالي 278 مليون نسمة)

ويقضي الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويدودو ولايته الثانية والأخيرة، وهو ممنوع دستوريا من السعي لإعادة انتخابه ،حسب دستور البلاد ولكنه يحاول التأثير فى عملية الانتخابات ، حيث تجري انتقادات واسعة لسلوك الرئيس الحالي جوكو ويدودو (جوكووي) بتدخله بشكل مباشر وغير مباشر في هذه الانتخابات، من خلال ترشيح نجله (غيبران راكابومينغ راكا) نائبا للرئيس إلى جانب المرشح برابوو سوبيانتو، وذلك بعد تعديل قانوني للحد الأدنى لأعمار المترشحين أقرته المحكمة الدستورية قبل موعد تقديم أسماء المرشحين، وهو حكم قضائي أثار جدلا واسعا بين السياسيين والأكاديميين والقانونيين.

ويستطيع الناخبون الاختيار بين 3 مرشحين للرئاسة وهم أنيس باسويدان حاكم جاكرتا السابق، وجانجار برانوو الحاكم السابق لجاوا الوسطى، ووزير الدفاع برابوو سوبيانتو، وتشير استطلاعات الرأي المتعدة إلى أن برابوو يتقدم بشكل مريح على منافسيه، وقد حاول برابوو مرتين أن يصبح رئيسا لإندونيسيا لكنه خسر أمام ويدودو.

ويميل باسويدان نحو الدول العربية والشرق الأوسط، فيما يعتبر برابوو أقرب إلى الصين بحكم ارتباطه بالرئيس جوكوي، بينما ينفتح جانجار على الصين وأميركا في آن واحد

وبرابوو هو المرشح الأكثر شعبية،لكنه مثير للانتقاد، فقد أثار منافسيه تقرير لمنظمات حقوقية تسرد مزاعم تعود إلى عقود من الزمن عن انتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة وجوده في الجيش.

ومنذ التحول الديمقراطي في إندونيسيا عام 1998، تحظى الانتخابات باهتمام شعبي وحزبي واسع، حيث يشارك قرابة 200 مليون ناخب بالاقتراع كل 5 سنوات، يتغير بموجبها حوالي نصف مشرعيهم في البرلمان المركزي ومئات من المجالس التشريعية المحلية.

ورغم الحضور اللافت للإندونيسيين من أصل عربي (الحضارمة) في الحياة السياسية والعامة في البلاد، فإنها المرة الأولى التي يخوض سياسي من هذا الوسط السباق على رئاسة البلاد، ممن هاجر أجداده إلى إندونيسيا واستقروا فيها، وولد في غربي جزيرة جاوا ،وهو المرشح الرئاسي أنيس باسويدان ،الذى له حضور وتجربة في الحياة السياسية، حين فاز في معركة شرسة في انتخابات حاكم جاكرتا عام 2017 في مواجهة تحالف واسع من الأحزاب السياسية، وانتهت ولايته في أكتوبر 2023.

مراقبون للمشهد يرون أن الشارع الإندونيسي لا يضع اعتبارا كبيرا للأصل العرقي للمرشحين سواء كان عربيا أو صينيا أو غيره، لكن قد يؤثر ذلك على اهتمام المواطن العربي بنسب باسويدان في متابعة الانتخابات ونتائجها، لكنه غير مؤثر في الشارع الإندونيسي.

وكانت إندونيسيا تاريخيا ولا تزال من الداعمين بقوة للقضية الفلسطينية على اختلاف توجهات رؤسائها من أحمد سوكارنو في ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، بكافة أشكال الدعم السياسي والإنساني والإعلامي، وقد اشتهرت جاكرتا وغيرها من المدن الإندونيسية مثل باندونج وميدان وسورابايا بتنظيم مظاهرات حاشدة دعما لقطاع غزة وفلسطين في أوقات الأزمات، ولعل القضية الخارجية الوحيدة التي تجد مكانا بارزا في البرنامج الانتخابي لكافة المرشحين للرئاسة هي القضية الفلسطينية والحرب على غزة.

ويعتقد مراقبون محليون أن هذه الانتخابات تعد اختبارا للمسار الديمقراطي في إندونيسيا الذي بدأ عام 1998 بعد سقوط نظام الرئيس السابق حاجي محمد سوهارتو. وحسب تقديرهم، إذا تمكنت دولة ما من اجتياز 5 انتخابات دون أن تعكرها سلوكيات غير ديمقراطية، يمكن اعتبار أنها اجتازت مرحلة التحول من الدكتاتورية إلى النظام الديمقراطي.

وتجري اليوم الانتخابات السادسة، بعد 5 سابقة سلسة، وإن شابتها انتقادات في مدى نزاهة بعض محطاتها،وستجري هذه الانتخابات بمشاركة عدد كبير من الناخبين الشباب وتشكل لحظة تحول بين الأجيال بالنظر إلى أن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و40 عاما يصل إلى قرابة 55% من الناخبين، ولذلك، يتوقع المراقبون أن يكون للشباب دور محوري في صياغة الخيارات السياسية المقبلة في إندونيسيا بما تفرزه هذه الانتخابات.

زر الذهاب إلى الأعلى