
السيسي : نسعى إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار
أردغان :نعمل مع القاهرة على تعزيز التعاون بمجال الصناعات العسكرية والدفاعية
متابعة ” الوسط العربي “
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب مؤتمرا صحفيا في العاصمة المصرية القاهرة عقد انتهاء المباحثات التي تمت بينهما حبث رحب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئيس التركى “رجب طيب أردوغان” والوفد المرافق له في أول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات، لنفتح معاً صفحة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقاتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح، مؤكدًا اعتزازنا وتقديرنا لعلاقاتنا التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا.
وأضاف الرئيس السيسى، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره التركى بقصر الاتحادية اليوم:”ويهمني هنا إبراز استمرار التواصل الشعبي خلال السنوات العشر الماضية كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مضطرداً خلال تلك الفترة، فمصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية، وقد أثبتت التجربة، الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين وبالتالي سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون”.
وأشار الرئيس السيسى، إلى اهتمامنا بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركَزَيْ ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.
وأعرب الرئيس السيسى في هذا السياق عن اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة، أخذاً في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وأوضح الرئيس السيسى إلى توافقه مع الرئيس “أردوغان” خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما أشار الرئيس السيسى إلى تأكيدهما ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، مضيفًا:”ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجاً يحتذى به، حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها”.
ورحب الرئيس السيسى بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، معربًا عن تطلعه للبناء عليها وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى لنا جميعاً التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها.
وأضاف الرئيس السيسى أنهما أكدا خلال المباحثات .. اهتمامهما المشترك بالتعاون في أفريقيا والعمل على دعم مساعيها للتنمية وتحقيق الاستقرار والازدهار.
وفى ختام كلمته، أعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لتلبية دعوة الرئيس “أردوغان” لزيارة تركيا في أبريل المقبل لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك.
ومن جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تتقاسم مع مصر تاريخًا مشتركًا يزيد عن ألف عام، معربا عن أمله في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى لائق.
وأضاف الرئيس أردوغان- خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية اليوم الأربعاء- أن بلاده ترى أن الإرادة موجودة لدى الجانب المصري للارتقاء بالتعاون مع تركيا، وأنه تم رفع مستوى التعاون بين مصر وتركيا إلى مستوى مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
وأشار الرئيس التركى إلى أنه ينتظر زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة من أجل عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى والذي سيكون بمثابة مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين؛ معربًا عن سعادته بتواجده في القاهرة بعد 12 عامًا، متقدمًا بالشكر والتقدير للرئيس السيسى ولجميع المصريين على حسن وحفاوة الاستقبال.
وحول محادثاته اليوم مع الرئيس السيسى، قال الرئيس التركى، إنها تضمنت وضع هدف للوصول إلى حد التبادل التجاري ليصل إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت، مؤكدا عزم بلاده على زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر بحدود 3 مليارات دولار، مشيرًا إلى أنه تم تبادل الآراء في إمكانية اتخاذ تدابير إضافية من أجل زيادة التعاون التجاري والاقتصادي وفي مجال الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية والذي أثبتت تركيا قوتها فيه، وذلك بناء على الطاقات الكامنة بين البلدين.
وأعرب الرئيس أردوغان عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في حادث مدينة أرزنجان التركية، والذي أسفر عن مقتل 9 عمال في المنجم، موضحًا أن أعمال البحث مستمرة حيث تم تكليف وزيرا الطاقة والداخلية التركيان بمتابعة الأعمال في المنطقة.
وأشار الرئيس التركى إلى وجود 349 مختصا يعملون في المدينة إلى جانب 886 من فرق داعمة وأدوات مستعدة، مثل 44 مولد طاقة وأكثر من 300 آلة وأدوات للإنقاذ إلى جانب 6 طائرات مسيرة تعمل في مكان الحادث، مؤكدا استمرار العمل حتى الوصول إلى كل المواطنين.
وعلى جانب آخر، أشار الرئيس أردوغان إلى سعي بلاده لتعزيز الروابط مع مصر في المجالات السياحية والتعليمية والثقافية.
وقال إن معهد “يونس أمره” في القاهرة يعد أكبر فرع للمعهد في العالم من حيث الإقبال لتعلم اللغة التركية، وفي السنة الماضية تم تسجيل 22 ألف طالب مصري في هذا المعهد من أجل تعلم اللغة التركية، ما يبعث على السرور.
وحول أزمة غزة، أكد الرئيس التركى، أن ما يحدث في غزة من مأساة إنسانية تصدر جدول أعماله اليوم مع الرئيس السيسى ؛ حيث تسببت الهجمات الإسرائيلية في استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني كما أصيب ما يقرب من 70 ألف فلسطيني، وقد تم استهداف المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ومباني تابعة للأمم المتحدة وإن إدارة نتنياهو مستمرة في سياسة الاحتلال والقتل وارتكاب المجازر، رغم ردود الفعل العالمية أيضا.
وأوضح الرئيس التركي أن إيصال المساعدات إلى سكان غزة على رأس أولوياتهم؛ حيث أرسلت تركيا ما يزيد عن 31 ألف طن من المساعدات الإنسانية، مثمنًا الجهود المصرية المبذولة لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع وجهود الهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة المصرية وجميع الجهات المصرية.
وقال الرئيس التركى، إن بلاده نقلت أكثر من 700 مصاب فلسطيني مع المرافقين إلى تركيا، ويجري البحث لإنشاء مستشفى ميداني في غزة، وبتعاون ودعم المصريين في القريب العاجل؛ معربًا عن رفضه لمبادرات تهجير سكان قطاع غزة، ومؤكدًا أنهم لن يقبلوا أبدًا بتطهير غزة من سكانها، معبرًا عن تقديره لموقف مصر في هذا الأمر أيضًا.
وطلب “أردوغان” من رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف مجازره بحق سكان غزة، وألا تمتد تلك المجازر إلى مدينة رفح أيضًا، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل وعدم السماح بهذا التصرف الجنوني. كما أكد الرئيس التركي أنه من أجل وقف إراقة الدماء في غزة سيظلون على تعاون مستمر مع مصر، لافتًا إلى أن إعادة إعمار غزة يتطلب العمل المشترك ونحن جاهزون للعمل مع مصر في هذا الشأن أيضًا.
وأشار “أردوغان” إلى أنه خلال لقائه مع الرئيس السيسي تطرق إلى الملف الليبي والصومال والسودان، مؤكدا حرصه على الوحدة العربية لهذه الدول الثلاثة وأمنها واستقرارها، مشيرًا إلى عزمهم استمرار التنسيق والتعاون مع مصر في تناول وبحث كل هذه المسائل والقضايا العالمية.
وفى ختام كلمته، جدد “أردوغان” شكره إلى الرئيس السيسي، معربًا عن تمنيه بأن تكون هذه الزيارة وسيلة خير للبلدين وللمنطقة والعالم برمته.
