الإمارات.. الجزر الثلاثة المحتلة خنجر في ” ضهر ” دبي

تقرير : أيهاب احمد
إيران و الإمارات هي علاقة شائكة متشابكة فقد شابتها القطيعة منذ عام ٢٠١٩ و لمدة أربع سنوات و بعودة العلاقات نحيت قضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى و طنب الكبرى و أبو موسى جانبا من الجانب الإماراتي مؤقتا لكن دون التفريط فيها .
ففي أغسطس من العام الماضي أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورة بحرية بهدف إظهار القدرة و الاستعدادات الدفاعية و فرض الأمن و السيطرة في الجزر الثلاث و ما أكد ذلك هو ما صرح يه عقب هذه المناورات المتحدث يإسم هيئة الأركان الإيرانية تصريحاته لمن أسماهم الطامعين في الإستيلاء على الجزر الثلاث وهو ما يعد تهديدا صريحا لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث قال إن هؤلاء الطامعين “يجب أن يروا جانبا من سلاحنا لكيْلا يرتكبوا خطأ في حساباتهم”
وقد جاءت تلك المناورات و ما أعقبها من تصريحات ردا على بيان لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في يوليو من العام الماضي، تناول التأكيد على “مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى”.
وصرح آنذااك المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن الجزر “تابعة لإيران، إلى الأبد” معتبرًا أن “إصدار تصريحات كهذه يقف بوجه العلاقات الودّية بين إيران وجيرانها”.
وطرح الخبراء تساؤلات حول قضية الجزر الثلاث بين الإمارات وإيران، وإمكانية أن تعرقل مسيرة التطبيع حينها بين طهران والدول الخليجية والعربية، وتعيد العلاقات إلى نقطة الصفر.
و اعتبر أحد الخبراء السياسين الايرانيين أن الأزمة التي تفتعلها دول الخليج خاصة الإمارات في موضوع الجزر الثلاث هي أزمة تحت الطلب، تخرج عندما تحتاج الإمارات أو بعض الدول الخليجية استثمارها سياسيًا في أماكن معينة، حيث تظهر وقتها وتبرز بشكل كبير ويتم استغلالها ضد طهران، فيما لا نسمع عنها في الأوقات التي تكون الأجواء فيها إيجابية بين طهران والإمارات ودول الخليج بشكل عام , حيث قال “تضع هذه الدول ملف الجزر جانبًا عندما ترى أنه من المناسب عدم الحديث عنه، بينما تظهره للعلن في خضم المشاكل والأزمات السياسية” , و أضاف أن الأجواء الإيجابية التي سادت المرحلة السابقة بين إيران والسعودية والإمارات “لا تدفع هذه الدول لتجعل من أزمة الجزر قضية محورية، وبالتالي لن تقف عائقًا أمام عملية التطبيع بين طهران وهذه الدول، حيث أدركت – ولو متأخرا- أن هناك ضرورة لوضع المسائل الخلافية جانبًا، خاصة أن هذه الأزمة باتت من الماضي، وبات واضحًا أنها تتبع إيران”.
من ناحية أخرى صرح, أحد الخبراء السياسيين الإماراتيين إنه منذ تأسيس دولة الإمارات وهي تحتفظ بحقها القانوني في الجزر الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، وذلك بعد أن احتلتها إيران بالقوة العسكرية بعد عقد اتفاقية مع الاحتلال الإنجليزي مقابل التنازل عن مطالباتهم في البحرين واعتبر أن المعاملات التجارية الفعالة والاستيراد والتصدير من إيران إلى دول المنطقة، وخاصة الإمارات والتي تعمل بدون أي عوائق “لا تلغي حق الإمارات في المطالبة باستعادة هذه الجزر”,و استبعد المحلل الإمارات أن تؤثر قضية الجزر على التقارب ما بين إيران والإمارات أو مع دول الخليج بشكل عام “حيث هناك تحولات جيوسياسية وتشكل جديد لنظام عالمي، والدول في حركة دائمة من أجل الاستقطاب”
وقال خبير سياسي آخر”هذه القضية تثبت بشكل كامل بأن هناك قضايا خلافية بين إيران والدول العربية لا يمكن حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية العادية، على رأسها أزمة الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، لا سيما وأن طهران رفضت كل العروض العربية والإماراتية والبيانات الصادرة عن جامعة الدول العربية والقمم التي عقدت في هذا الشأن للذهاب إلى التحكيم الدولي، وإثبات أحقيتها في هذه الجزر”, ويرىأن “هذه القضية تأتي ضمن قضايا أخرى كثيرة، منها تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وغيرها من الأزمات التي تؤكد بأن التطبيع القائم على التوافق الكامل ما بين إيران والدول العربية لا يزال بعيد المنال، وأن الخلافات بين طهران والدول العربية لا يمكن حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية المتبعة”.
وفيما يتعلق بتحركات التطبيع الأخيرة بين طهران والدول الخليجية، يعتقد أن إيران تسعى لإعادة علاقاتها مع الدول العربية من أجل “التحلل من الضغوط التي تحاوطها”، لكن على ما يبدو “هناك أطراف عربية لا تريد التخلي عن حقوقها التاريخية في قضايا مفصلية مثل تمسك الإمارات بالجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران”
