النكتة السياسية سلاح متعدد الحدود في يد المجتمع العربي
تحليل : أبوبكر عبد السميع
٠٠ عرفت الشعوب قديما النكتة السياسية قاومت بها مستبطن المعني بظاهر اللفظ أو أيضا يصح أنها قاومت ظاهر المعني بمستبطن اللفظ ،تنقلات في الصياغة بذكاء الطرح اللماح بالقول العبقري الضاحك الباكي ، حتي قيل ” شر البلية مايضحك ” وقالوا عن توصيف الشعب المصري إنه : يضحك عند المصيبة ، وهكذا النكتة في تواضع تعريفها من بين تعريفات كثيرة في المعاجم والقواميس ،إذ يظهر من بين تلك التعريفات عن النكتة السياسية بأنها : النقطة السوداء علي الأشياء كالصدأ ،أو الضربة أو الطعنة أو حز الأرض وجعل أثر الضرب عليها الرجل النكات الطعان في خلق الله والتنكيت المطعون فيه ويوجد طائر طويل السيقان له منقار طويل ٠
٠٠ هذه بعض تعريفات من كليات مصطلحات وتعريفات، وذكر علماء النفس والاجتماع أن النكتة تفيد فعل شئ ما أو رد فعل ما لمواجهة ضغوط تقع علي الفرد أو المجتمعات ،وهنا نجد عالم النفس سيجموند فرويد١٨٤٢/ ١٩٣٩ يرجع أسباب النكتة السياسية إلي [ أن الضحك ٠٠سلوك إجتماعي يلعب دورا كبيرا في خلق الاتزان العاطفي وهو مؤثر وسريع إلي التواصل ٠٠٠ ويضيف فرويد : ان غالبية العقد النفسية مردها لمشكل الكبت والقلق النفسي الذي يعاني منه الإنسان وتأثيرها في الحالة المزاجية للأفراد ]
النكتة السياسية بتاريخية
٠٠ والنكتة السياسية بتاريخية وجودها وتأرخانية زماناتها فعلت العجب واقامت زعامات وهدمت زعامات واغتالت معنويا طغاة فهانوا ورخصوا عند شعوبهم لذا نجد عالم الفلسفة برجسون ١٨٥٩. / ١٩٤١يقول : ” من أجل أن نفهم الضحك يجب وضعه في وسطه الطبيعي الذي هو المجتمع ،ويجب بشكل خاص تحديد وظيفته المفيدة التي هي وظيفة اجتماعية ” و اعادة النظر في طريقة التعاطي مع قضايا المواطنين “
٠٠والنكتة السياسية صناعة شعور جماعي يقود المجتمع إلي الاصطفاف حول مصير وطني يوشك أن يسقط أو يضعف بفعل خطأ بشري يمثله من هم في قمة هرم السلطة الحاكمة فنجد فرويد يؤكد أن “” النكتة إحدي الوسائل الدفاعية اللاشعورية التي يعتمد عليها الإنسان لمواجهة الضغوط الناجمة عن العالم الخارجي ،مثلها مثل سائر الوسائل الدفاعية الأخري التي تحاول أن تجسد نوعا من التوازن النفسي وإخراج الدوافع والطاقات “
٠٠ يعد الشعب المصري والشعب العراقي هما أول من وظفا النكتة توظيفا سياسيا ،حيث تسجل شكاوي الفلاح الفصيح _ خي انوب _ من أوائل النكت السياسية ٢٠٥٢ قبل الميلاد ،إذ أنها حملت شيئا من السخرية في سطور غالبيتها الشكوي بلفظ الحكمة مثل قوله : ” الرجل الجشع يعوزه النجاح لكنه ينجح في الخيبة ” وفي العصر البابلي قبل الميلاد ظهرت النكتة السياسية بين احد الحكام وبين طباخه الخاص إذ الحاكم يحب قتل أشخاصا من رعيته بشكل يومي ثم في يوم ما قال لطباخه الخاص: إني سأقتلك فضحك الطباخ وقال له ان قتلتني فسوف تقتل نفسك لأنك لن تجد من يطبخ لك فتموت جوعا.
سجل النكت السياسية في العالم العربي
٠٠وقد وجد من يسجل النكت السياسية في العالم العربي مثل أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ٧٧٦ م / ٨٦٨م فكان كتابه البخلاء وكتابه التربيع والتدوير وجزء من كتابه البيان والتبيين تحمل مضامين نكت سياسية ، وكذا في كتاب الأمالي لأبي علي القالي وبعض أبواب في كتاب الخصائص لابن جني ،كذا اشتهر شعراء بصنع النكتة السياسية في قصائدهم أو حبك نكتة سياسية جراء موقف شخصي تعرضوا له او اقتربوا منه اجتماعيا ،من بين هؤلاء بشار بن برد الذي اتهم بالزندقة فلما حانت ساعة تنفيذ الحكم والخليفة يحضر لحظة التنفيذ فجلدوا بشار وبعد عشر جلدات صرخ بشار فقال الحاضرون للخليفة انظر إلي الفاسق يصرخ ولم يذكر الله فقال بشار اف لكم جميعا أهو شئ يؤكل فأبدأ به فأقول بسم الله أو هو شئ انتهيت من أكله فأقول بسم الله ، وهو هنا يعرض ضمنا بظلم الخليفة ٠
وعلي المنوال نفسه سرحت النكتة السياسية و وزعت في طريق تاريخها فواصل واتصالات تلاقت مع كل عصر علي القد والمقاس ،وكان نصيب الاستعمار للبلاد العربية من النكت حظا كبيرا ،فعلت هذه النكت دور المحرض
