العرب وافريقياعاجل

المقاومة الشعبية تعجل بالحرب الأهلية في السودان.

تقرير : عبد الله حشيش

تصاعدت التحذيرات من مخاطر ما يسمي بالمقاومة الشعبية في السودان على وحدة السودان، جاءت التحذيرات مع اتساع رقعة الاستجابة للمقاومة الشعبية، برزت أصوات عديدة تحذر من أن الخطوة قد تجر البلاد الي حرب أهلية،و أثارت الخوف من اغراق الشارع السوداني بالسلاح من قبل أحزاب سياسية وتجمعات نقابية وآخرها مجموعة من الناشطين والحقوقيين الذين أرسلوا خطابا إلى هيئات الأمم المتحدة يطالبون فيها بالعمل من أجل وقف التحشيد وتسليح المدنيين، ومن بينها ما عرف بالمقاومة الشعبية. وقالت هذه المطالبات إن هذه الخطوة قد تؤدي الي حرب أهلية شاملة في البلاد.

الحرب بين القوتين
وهنالك مخاوف من أن تتحول الحرب بين القوتين إلي حرب أهلية شاملة في ظل حالة الاستقطاب الكبير، الذي خلفته الحرب المستمرة منذ احد عشر شهرا، فيما تكمن مخاطر تسليح المقاومة الشعبية من انها تنطلق من أساس جهوي وإثني، َان كل المناطق التي شهدت الاستجابة لدعوات المقاومة الشعبية قامت على أساس جهوي وإثني سواد قبلي او عشائري ويقودها قادة القبائل والعشائر وهم يقودون هذا الحراك، تزامنا مع تكوين المقاومة الشعبية انتشرت دعوات الكراهية مثل دعوات لطرد أبناء دارفور من المناطق الشمالية، باعتبار أن قوات الدعم السريع من إقليم دارفور، ودعوات أخرى لطرد المنتمين لتنظيم ما يسمى ” تحالف الحرية والتغيير” من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني باعتباره انهم داعمين لمليشيات قوات الدعم السريع وان التحالف يوفر حاضنة شعبية للدعم السريع.
من ناحيته يتهم تحالف الحرية والتغيير القائمين على دعوات المقاومة الشعبية انهم من بقايا نظام البشير “الكيزان “وأنهم يسعون الي إدخال السودان في حرب أهلية تقود الي عودة الإسلامبين للسلطة مرة أخرى.
يتولى عناصر من الجيش السوداني وبعض العسكريين السابقين تدريب المنتمين للمقاومة الشعبية وامدادهم باسلحة خفيفة للدفاع مدنهم وقراهم، وزادت دعوات الانضمام إلى المقاومة الشعبية بعد استيلاء مليشيات الدعم السريع على مدينة ودمدني كبري المدن السودانية وتعد المركز الاقتصادي الهام في السودان.

جمع متطوعين

في الاتجاه المقابل ، شهدت مناطق في دار فور حالة تحشيد وجمع متطوعين للانضمام الي مليشيات الدعم السريع من قبل دعوات قبلية وجهوية مما يزيد مخاطر الحرب الأهلية التي باتت وشيكة ومرجحة فقط حال انطلاق الشرارة الأولى لها وسوف تسقط السودان من الخريطة السياسية والجغرافية للقارة وربما اكثر من كيان يحمل اسم السودان مع إضافة الشرقي والغربي الشمالي، والظروف الدولية مهياة تماما نظرا لانشغال الاطراف الدولية الفعالة بالحرب ألأوكرانية الروسية والحرب الإسرائيلية على غزة .

ويري خبراء عسكريون سودانيون أن تسليح المدنيين سيضر القوات المسلحة نفسها لأن معظم الجنود في الجيش السوداني من مناطق الهامش، ومن بينها دارفور .. وإذا رأى هؤلاء الجنود أهلهم يقتلون في الشمال مثلا فلن يكون من السهل إقناعهم بالاستمرار في الجيش والانصياع للأوامر، وسوف تتخذ الحرب مسارا إثنيا وعرقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى