الشرق قادمعاجلملفات

الصراع الأمريكي الروسي ..حرب تكسير العظام ” البقاء للأقوى”

 

متابعة: محمد عطا

الصراع الروسي الأمريكي زاد اشتعالا منذ الحرب الروسية الاوكرانية فى فبراير 2022 , وحاول كلا منهما تحقيق مكاسب على حساب الأخر والمتضرر الوحيد الذى يدفع الثمن الشعب الاوكراني بسبب قياداته التى جرته لصراع لا قبل لهم به.

استغلت واشنطن محاولاتها لإبقاء قيادتها للنظام الدولي الذي ساهمت بشكل رئيسي في تحديد ملامحه وقيمه منذ الحرب العالمية الثانية واستمرت في ذلك بعد انتهاء الحرب الباردة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.

الصراع الأمريكي الروسي

وبالرغم من أن التطورات فى كييف وزيادة السيطرة الروسية فإن الولايات المتحدة الأمريكية في موقع متميز في صراعها الحالي مع روسيا وتنافسها القوي مع الصين، إلا أنه توجد احتمالية ليست بسيطة لتبديد تلك المكاسب في حالة حدوث تغيرات سياسية داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية وعودة الأجنحة اليمينية المحافظة في الحزب الجمهوري لسدة الحكم في البيت الأبيض والكونجرس بعد انتخابات عام 2024، حيث ترغب هذه القوى في إنهاء انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وإلغاء تعهداتها الدولية، وأن تعود مرة أخرى إلى سياستها الانعزالية كما كانت عليه في فترة طويلة من تاريخها السياسي.

استمرار الصراع

وحسب مراقبون للمشهد فإن استمرار الصراع وعدم حسم الحرب على الأرض على الرغم من مرور عامين على الحرب بين كييف وموسكو إلى عدة عوامل أهمها تصميم روسيا على تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية من الحرب ونجاحها حتى الآن في الاستفادة من بعض علاقاتها الاستراتيجية ببعض الدول المؤثرة في أقاليم أخرى غير أوروبا، ومن الجانب الآخر تصميم أوكرانيا، مدعومة من شعبها، على الدفاع عن كامل أراضيها، بالإضافة إلى إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وأعضاء حلف “الناتو” في أوروبا على دعم أوكرانيا في حربها الدفاعية، دون التورط في مواجهة مباشرة مع موسكو، والاتجاه إلى عزل روسيا دبلوماسياً وحصارها اقتصادياً في أوروبا والعمل على الاستغناء عن نفطها وغازها الطبيعي تدريجياً.

وحسب مراقبون فإن هذه العوامل في مجملها قد تطيل أمد الحرب إلى أعوام وبسببها سيصعب حسم المعارك عسكرياً. كما يتوقع البعض لهذه الحرب ،بل يمكن تتحول إلى نموذج الحرب الكورية التي اندلعت في عام 1950 وانتهت بوقف إطلاق النار فقط في عام 1953 دون التوصل إلى تسوية سياسية بين الأطراف المتصارعة.

استمرار الحرب الروسية الاوكرانية

واستفادت الولايات المتحدة الأمريكية من استمرار الحرب الروسية الاوكرانية ،وحقفت عدة مكاسب استراتيجية، حيث لا تحتاج واشنطن إلى أن تحقق أوكرانيا انتصاراً عسكرياً ساحقاً على روسيا للانتفاع من تلك المكاسب، فيكفي لها أن يبقى الوضع متقارباً بين الطرفين على الجبهة دون أن يحرز طرف نصراً عسكرياً على الآخر، بمعنى أن عدم انتصار روسيا دون هزيمتها العسكرية قد حقق لواشنطن بالفعل مكاسبها.

قوات عسكرية

ولم توافق الولايات المتحدة الأمريكية على إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا للدفاع عنها أو رفضها إقامة منطقة حظر جوي فوق روسيا وإحجامها عن توريد بعض الأسلحة الهجومية إلى كييف حتى لا تستخدمها في الهجوم على العمق الروسي، علماً بأن أوكرانيا لم تكن تاريخياً من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة ، ولم تعترض أمريكا وحليفتها بريطانيا- الطرف عن استحواذ الاتحاد السوفيتي على شرق أوروبا بما فيها أوكرانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لها مصالح كبرى في هذه الدول تدفعها لمواجهة موسكو مقارنة بدول مثل ألمانيا.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى