“خدعوك فقالوا تنمية”.. الهند تقرر هدم أقدم ضريح لولي صوفي

متابعة: محمد عطا
سيطرت حالة من الغضب والاستياء في الهند ،بعد قيام هيئة التنمية الهندية فى العاصمة نيودلهي بهدم ضريح بابا حجي روزبيه الصوفي الذى يمتد تاريخه لأكثر من تسعة قرون ،حيث كان مقصد الهنود باعتباره من أقدم المواقع الإسلامية وتحول لأنقاض .
وصار الضريح الصوفي العريق أحدث ضحايا برنامج الهدم الذي تنفذه هيئة تنمية نيودلهي لإزالة ما تسميها السلطات المباني الدينية غير القانونية، وشمل البرنامج إزالة مسجد ومقابر وأضرحة ومعابد هندوسية.
وحسب مراقبون للمشهد الهندى، فهناك شعورا بالحسرة لدى السكان وكذلك المؤورخين الذين حذروا بدورهم من فقدان تراث لا يقدر بثمن.
وتأتي عمليات الهدم في وقت حساس مع تزايد جرأة القوميين الهندوس على المطالبة بمواقع أثرية إسلامية قديمة باعتبارها تابعة للديانة الهندوسية التي تمثل الأغلبية في البلاد، حيث افتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي في يناير الماضى معبدا للإله رام في مدينة أيوديا بولاية أوتار براديش، وتم بناؤه على موقع مسجد عمره قرون دمره متعصبون هندوس في عام 1992، وهو ما أدى إلى إثارة مواجهات طائفية في مختلف أنحاء البلاد أسفرت عن مقتل ألفي شخص، معظمهم من المسلمين.
ومن المتوقع أن يفوز في الانتخابات العامة المقررة هذا العام في أبريل المقبل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الذي يتزعمه مودي،وبالتالى مزيد من القمع والتعسف ضد المواقع والآثار الإسلامية.
وتتعلق حملة الهدم التي تنفذ في دلهي رسميا بالتنمية، وقد استهدفت مباني هندوسية بالإضافة إلى مبان إسلامية، لكن هيئة التنمية لم تفصح عما سيحل محل المباني المدمرة التي بني الكثير منها قبل مئات السنين من وضع قواعد التنظيم المدني الحالية.
وهيئة تنمية دلهي هي وكالة اتحادية تتمثل مهمتها في ضمان عدم ضياع “الطابع التاريخي الفريد لدلهي وتقاليدها وروحها في متاهة التنمية الحديثة”.
تاريخ ضريح بابا حجي روزبيه
ويعود تاريخ ضريح بابا حجي روزبيه إلى أواخر القرن الـ12، وكان قد مر عليه 500 عام عندما بني ضريح تاج محل في الهند،وهو أكثر تواضعا بكثير، فهو عبارة عن مبنى بسيط منخفض الجدران يقع في عمق متنزه غابة سانجاي فان المترامي الأطراف بعيدا عن أي طرق أو مبانٍ، ويصعب على أي كان العثور عليه باستثناء المصلين المترددين عليه، لكن خسارة الضريح جعلت أولئك الذين زاروه يشعرون بالمرارة.

وقالت هيئة تنمية نيودلهى ،إن عمليات الإزالة تمت الموافقة عليها من قبل لجنة دينية، كما أن برنامج الهدم بأكمله تم بنجاح دون أي عائق أو احتجاج .
هيئة تنمية نيودلهي تزيل معابد ومدارس أثرية
وذكرت صحيفة “هندوستان تايمز” أنه إلى جانب المسجد والضريح أزالت هيئة التنمية 4 معابد هندوسية و77 قبرا، والشهر الماضي، هدمت الجرافات في غابة مهرولي بدلهي مسجد “أخوند جي” ومدرسة أثرية ملحقة به، وقال القائمون عليهما إن عمرهما نحو 600 عام.
رد البلدية على هدم “سُنَهرِى مسجد” (المسجد الذهبي)
والشهر الماضي، ثارت قضية “سُنَهرِى مسجد” (المسجد الذهبي) في دلهي، وهو الذي يعود إلى حقبة المغول، وقد أبقى عليه الإنجليز حين بنوا مدينة دلهي الجديدة التي تعرف بـ”نيودلهي”، وذلك بسبب أهميته التاريخية، ولأنه كان “مسجدا حيا”، أي كان مستعملا وليس مهجورا.

وزعمت البلدية أن المسجد يعرقل المرور في المنطقة، فسعت إلى هدمه بحجة توسيع الشارع رغم أن لجنة رسمية قد قضت سابقا بأن هذا المسجد لا يشكل عائقا، لكن أمر الهدم توقف بعد أن ثار الناس وذهبوا إلى المحكمة العليا.
وقالت هيئة المسح الأثري الهندية ،التي أدرجت ضريح بابا حجي روزبيه في قائمة التراث عام 1922، إن الصوفي الزاهد الذي عاش في كهف كان يحظى بالتبجيل باعتباره أحد أقدم الأولياء في دلهي.
وورد في قائمة هيئة المسح الأثري أن التقاليد المحلية أفادت بوجود قبر آخر في الضريح يخص ابنة قائد دلهي الهندوسي راي بيثورا في القرن الـ12، والذي اعتنق الإسلام على يدي بابا حجي روزبيه.
وذكر تقرير الهيئة أن الكثير من الهندوس اعتنقوا الإسلام بتوجيه منه، وهو ما اعتبره المنجمون نذير شؤم ينذر ببعث إمبراطورية المغول الإسلامية من القرن الـ16.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي