عصابات المخدرات تُزيد من توتر الانتخابات المكسيكية

يعد توسّع نفوذ عصابات المخدرات في المكسيك أمرًا يجعل الانتخابات المقررة في يونيو المقبل محفوفة بالعنف بشكل كبير.
يبدو أن الكارتيلات المخدرات المنتشرة في المكسيك تقدم دعمًا لعدد من المرشحين المرتبطين بها من خلال استخدام الرشوة لضمان سلامة أعمالهم التجارية. يقومون بتزويد مرشحيهم بمبالغ مالية ضخمة لتمويل حملاتهم الانتخابية. هذا يكشف عن نفوذ كبير لتلك الكارتيلات داخل السياسة المكسيكية، حيث يحصلون على أموالهم من خلال ابتزاز الحماية للشركات المحلية وحتى الحكومات المحلية. وبالتالي، تعتبر سباقات منصب رئاسة البلديات أكثر أهمية بالنسبة لهم من الانتخابات الوط
انعدام الأمن
وكان أرماندو بيريز، عضو حزب العمل الوطني المحافظ، مرشحًا على منصب رئاسة البلدية، إلا أن السلطات المكسيكية عثرت عليه بعد منتصف ليل الثلاثاء مقتولاً بالرصاص داخل سيارته في نفس المدينة، وبحسب شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، فقد وصف ماركو كورتيس، زعيم الحزب، ذلك الأمر بأنه يوضح المستوى الخطير للغاية من العنف وانعدام الأمن السائد قبل أهم انتخابات في تاريخ المكسيك، كما تم العثور على ميجيل أنخيل عضو حزب مورينا الحاكم مقتولًا بالرصاص داخل سيارته.
وحتى الآن تعرض خمسة كانوا يعتزمون الترشح لمناصب سياسية للقتل في المكسيك في يناير الماضي، ويعود ذلك إلى محاولات عصابات المخدرات لتوسيع نفوذها على حساب بعضها البعض، حيث اعتبر الخبراء أن الجريمة المنظمة ستتدخل بشكل كبير جدًا في الانتخابات المحلية خلال عام 2024، مما يعرض العديد من رؤساء البلديات المزمع ترشحهم لخطر القتل الممنهج، حيث قتل خلال الانتخابات الأخيرة على مستوى البلاد في عام 2021، نحو 13 مرشحًا.
السيطرة على النفوذ
ووفقًا لتقرير صدر عن منظمة مراقبة البيانات المدنية حول العنف السياسي، فإن عام 2023 كان الأكثر عنفًا في المكسيك، حيث شهدت ولاية ميتشواكان خامس أكبر عدد من الهجمات على السياسيين والمسؤولين الحكوميين، حيث تضررت بشكل خاص من حروب العصابات، حيث يقاتل كارتل “خاليسكو الجيل الجديد” عصابة محلية تدعى “الفياجراس” من أجل السيطرة على النفوذ في المدينة.
وخلفها مباشرة ولاية جواناخواتو في الشمال، والتي تعتبر مسرحًا لهجمات متتالية وقتال بين عصابة “سانتا روزا دي ليما” المحلية وعصابات خاليسكو” للمخدرات، وشهدت أكبر عدد من ضحايا الشرطة، حيث قتل حوالي 60 ضابطًا بالمدينة خلال 2023، كما شهدت زاكاتيكاس وفيراكروز عددًا أكبر من الهجمات، بحسب الشبكة الأمريكية.
يوم انتخابي واحد
وتتزامن الانتخابات البلدية والفدرالية في يوم انتخابي واحد، وهو ما جعل منظمة مراقبة البيانات ترجح تعرض أهم انتخابات في تاريخ المكسيك لأكبر هجمات الجريمة المنظمة، حيث تستعد امرأتان للتنافس على رئاسة المكسيك في انتخابات العام 2024 للمرة الأولى في تاريخ البلاد، ولكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن عام 2024 سيكون أسوأ من 2023.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي