لماذا تفشل الولايات المتحدة في تحييد التهديدات النووية لكوريا الشمالية؟

تقرير: ألفت مدكور
تواصل كوريا الجنوبية بالاشتراك مع الولايات المتحدة تعزيزاتهما العسكرية، فقد بدأتا الحليفتين تدريباتهما الربيعية، اليوم الاثنين، بمشاركة ضعف عدد القوات العسكرية مقارنة بالعام الماضي، في الوقت الذي أعلنتا فيه الحليفتان أن تلك التدريبات لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية بشكل أفضل.
تعزز الولايات المتحدة من قدرات حليفتها الجنوبية بمدها بالأسلحة المتطورة وتنظيم تدربيات عسكرية مشركة بين الجانبين سنويا، لمواجهة كوريا الشمالية التى لم تنجح فرض العقوبات الاقتصادية فى تقليص قدرتها النووية.
تمتد تلك التوترات بين الكوريتين إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان التى كانت تسيطر على شبه الجزيرة، وتم بعد ذلك تقسيم ممتلكاتها بين الإتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، لتنقسم شبهة الجزيرة إلى معسكرين كوريا الشمالية والجنوبية.
عندما انسحبت موسكو من الشمال ، طالبت أمريكا بدورها بالخروج ، وعقب الانسحاب تم تأسس دولاتان فى شبه الجزيرة عند دائرة عرض 38 وقاد الجزء الشمالى إيل سونغ كيم بنظامًا شيوعيا بقيادة السوفيت ، أما فى الجنوب تولى رئاسته سنغ مان إى، تحت الولاية الأمريكية.

لم تنتهي عملية التقسيم الصراع بين الشمال والجنوب وشنت كوريا الشمالية حرب على جارتها الجنوبية لتوحيدها، ورغم تفوق قدراتها العسكرية، لكن لم تحسم الحرب وانتهت إلى التقسم عام 1953، وكثرت الاشتباكات الحدودية بين الطرفين وأصبحت أمرا دارجا، ولم يستطيعا الاتفاق على صيغة لتوحيد شبه الجزيرة وامتدت الصراعات على الحدود حتى الآن.
القدرات العسكرية والنووية
انتهت الحرب بعد ثلاث سنوات دون حسم نتائج على أرض الواقع ،ودخل الطرفان فى حالة جمود نتيجة زيادة أعداد القتلى الذى تجاوز 5 مليون إنسان، ومع مساعى الولايات المتحدة لوقف الحرب خشية من توسع دائرة القتال والدخول فى حرب عالمية ثالثة، تشمل الاتحاد السوفيتى والصين دخلت أطراف القوى اللاعبة فى حرب باردة فى الكوريتين ،بين معسكر الشيوعية فى كوريا الجنوبية والمعسكر الغربى بقيادة الأمريكان فى كوريا الجنوبية.
أخذت كوريا الشمالية فى تطوير قدرتها العسكرية والنووية وتسليح جيشها وتطويره ، ونشر موقع “إل سي إي” الإخباري الفرنسي، القدرة العسكرية لبيونغ يانغ وواشنطن،ووفقا لإحصائية أخرى، أعدها معهد “غلوبال سكيورتي” الأمريكي، فأن القوة البشرية للجيش الأمريكى تقدر بـ 2 مليون و281 ألف جندي، ما بين جنود أساسيين واحتياط وقوات خاصة، بينما يقدر عدد الجيش الكوري الشمالي بـ 9 مليون و279 ألف جندي بين احتياطي وأساسي وقوات خاصة.
وفقا للمركز الأوروبي للتحليل السياسي والإستراتيجي ، فإن الولايات المتحدة تمتلك 21700 طائرة ومروحية حربية مقابل 1600 فى كوريا الشمالية المتفوقة على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقطع الحربية حيث تمتلك 500 قطعة بحرية مقابل 440 للولايات المتحدة الأمريكية، وتمتلك الأخيرة 53800 دبابة حربية مقابل 5100 لكوريا الشمالية.
ميزانية التسليح
تخصص الولايات المتحدة 3.3%من ميزانيتها الإجمالية البالغة 18037 مليار دولار للتسليح العسكرى بينما تخصص كوريا الشمالية ما بين 16.9 %و 23.2% من ميزانيتها البالغة 34 مليار دولار للدفاع وفقا لإحصائيات وزارة الخارجية والبنك الدولي.

ورغم التفوق النووى فى الإمكانيات والعدد بين الجانبين التى تتفوق فيها الولايات المتحدة، حيث تمتلك نحو 7 آلاف صاروخ نووي مقابل 10 رؤوس نووية تمتلكها كوريا، فان الأمريكان يخشون التسليح الكوري ويمثل نقطة توتر لدى الولايات المتحدة سعت جاهدة إلى فرض عقوبات على كوريا الشمالية لمنعها من تطوير قدرتها النووية.
تخشى الولايات المتحدة من ردة فعل الزعيم الكوري الشمالي، في حال المبالغة في استفزازه عسكريا، حيث تستطيع صواريخ بيونغ يانغ على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، ما يرعب جارتها الجنوبية، الحليف الهام للولايات المتحدة التى لا تبعد سوى 50 كيلومترا عنها، ما يزيد من المخاوف من أي تهور عسكري قد يدفع ثمنه الآلاف من الضحايا.

فى تدريبتهما التى بدأت الإثنين قالت وزارة الدفاع في سول،”إن القوات الجوية للبلدين الحليفين بدأت مناوراتها السنوية على مستوى الكتيبة لمدة خمسة أيام فى 48 جولة من التدريب الميداني المشترك، بما في ذلك الهجوم الجوي والغارات الجوية.
ووفقا للمتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، الكولونيل لي سونغ جون، فإن التدريبات تهدف في المقام الأول إلى تحييد التهديدات النووية لكوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال “تحديد وضرب” صواريخ كروز، وأنه سيتم دمج تصور لهجوم نووي في التدريبات الصيفية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، ذكرت أن أصولا استراتيجية أميركية مثل حاملة طائرات وقاذفات قنابل قد تشارك في المناورات.
وقالت القوات الأميركية في كوريا” إنه من المرجح أن يتم نشر مثل هذه الأصول بما يتماشى مع الممارسات السابقة لكنها رفضت الخوض في التفاصيل مستشهدة بالبروتوكول الأمني.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي
