الهلال الخصيبعاجل

المبعوث الأمريكي عاموس.. جاء لبنان برسالة ترغيب وترهيب لإنقاذ إسرائيل من صواريخ “حزب الله”

رؤية وتحليل : إيهاب حسن عبد الجواد

 

منذ اندلاع طوفان الأقصى بدء “حزب الله” بالتوازي استهداف مناطق عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان، الأمر الذي دفع بالأمريكان إلى إرسال بسرعة الوسيط اليهودي الأمريكي ” عاموس هوشستين”، الذي تولى منذ أكثر من سنتين ملف الحدود بين لبنان واسرائيل وكان وسيطًا لترسيم الحدود البحرية سنة 2022.

ومنذ اندلاع المعارك في جنوب لبنان، زار لبنان في شهري نوفمبر ويناير ثم مارس خاصة بعد  بدء المناوشات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر، وكانت مهمته الأساسية هي منع تمدد الحرب وإعادة ضبط الحدود على أساس القرار الدولي.

أمس زار عاموس لبنان والتقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدا خلال لقائه على نغمة واحدة مستميتًا في النداء بسرعة الاستجابة لها وهي لأنه لا بديل عن الحل السلمي بين إسرائيل ولبنان لحل الأزمة، وأنه لا بديل عن وقف تمدد الحرب وضررة وقف هجمات حزب الله على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

الغريب أن المبعوث الأمريكي كان يجب أن يوجه مثل هذه النصائح لإسرائيل ويشدد على هذه المطالب في تل أبيب ويطالب حكومة الإبادة الهمجية في إسرائيل بوقف قتل الأطفال والمدنيين وأنه لا بديل عن الحل السياسي لأزمة إسرائيل مع الفلسطينيين لكن هيهات هيهات أن يكون لنا نحن العرب نفس القيمة الإنسانية لدى الأمريكان.

لكن الحقيقة أنه لا يرى غضاضة في مزيد من المذابح للأطفال غزة ونسائها وشيوخها لكن يؤلمه ويقض مضجعه الذعر الذي أصاب سكان الحدود الإسرئايلية مع لبنان وأن مقتل بضع أفراد منه جعل الإدارة الأمريكية ترسله ثلاث مرات متتالية لإنقاذ إسرائيل.  

لقاء “عاموس” برئيس مجلس النواب اللبناني

لقاء عاموس برئيس مجلس النواب اللبناني جاء تحت عنوان واحد لابد من حل دبلوماسي لوقف تبادل إطلاق النار بين حزب الله و إسرائيل الذي يتم منذ أشهر بالتوازي مع الحرب في غزة. ويمثل من وجهة نظره أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ حرب عام 2006، الأمر  الذي يثير المخاوف من حدوث مواجهة أكبر.

هوشستين لم ينسَ أن يصطحب بيده عصا وبالأخرى جزرة، عندما لمح بأن التوصل إلى حل دبلوماسي سيتم بمعاونة شركاء دوليين وسيتبعه مساعدات اقتصادية وأمنية للبنان.

 

المبعوث الأمريكي اليهودي عاموس “الخصم والحكم”

تعود أصول المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين إلى اليهود،  حاملًا جنسية مزدوجة (الأمريكية والإسرائيلية)، وقد خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي كأحد أفراد طاقم دبابة،  وهو ابن لمهاجرين يهود أمريكيين.

بدأ العمل كمستشار للسياسة الخارجية لأعضاء الحزب الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب التابع للحكومة الأمريكية من عام 1994 إلى يناير 2001.

يُعرف بأنه يهودي أرثوذكسي، حاليًا هو رجل أعمال ودبلوماسي وعضو سابق في جماعة الضغط.

يشغل منصب نائب مساعد الرئيس وكبير مستشاري الطاقة والاستثمار في عهد الرئيس الأمريكي  جو بايدن،  وقد عمل في الكونجرس الأمريكي، في إدارة باراك أوباما تحت قيادة وزيري الخارجية كلينتون وكيري .

تم تعيينه نائبًا لمساعد وزير الخارجية في عام 2011 ومبعوثًا خاصًا ومنسقًا لشؤون الطاقة الدولية في عام 2013.

وفي عام 2015 رشح الرئيس باراك أوباما هوشستين ليكون مساعد وزير الخارجية لشؤون موارد الطاقة لكن مجلس الشيوخ لم يتخذ قرارًا بشأن الترشيح أثناء وجوده في وزارة الخارجية، عمل هوشستين كمستشار مقرب لنائب الرئيس بايدن. خدم في الإدارة من 2011 إلى 2017.

 

في مارس 2017، انضم إلى شركة تيلوريان، وهي شركة خاصة للغاز الطبيعي المسال مقرها هيوستن، حيث شغل منصب نائب الرئيس الأول للتسويق حتى رحيله في سبتمبر 2020.

وهو عضو في مجالس إدارة المجلس الأطلسي ومجلس الأعمال الأمريكي الهندي.

هوشستين عضو سابق في المجلس الإشرافي لشركة نافتوجاز الأوكرانية، والذي استقال منه في أكتوبر.

في 10 أغسطس 2021، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه سيعين هوشستين في منصب كبير المستشارين لأمن الطاقة، وتم تعيينه لاحقًا منسقًا رئاسيًا خاصًا للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة. 

وهو حاليًا يقود أيضًا شراكة بايدن للبنية التحتية العالمية والاستثمار.

هذا هو الشخص الذي أرسلته الإدارة الأمريكية للتوصل إلى حل بين حزب الله وإسرائيل لصالح إسرائيل، فماذا ينتظر العرب من القاضي و الجلاد في آن واحد؟

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى