العرب وافريقياعاجل

الخلاف بين المغرب والجزائر.. على الصحراء الغربية!

 

تقرير: إيهاب أحمد 

قضية الصحراء الغربية هي واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم، التي بدأت مع الاستعمار الإسباني الذي احتلها أكثر من 90 عاما قبل أن يقرر الخروج منها عام 1975. 

فالصحراء الغربية، هي منطقة تقع في شمال إفريقيا، تحدها المغرب من جهة الشمال والجزائر من الجهة الشرقية وموريتانيا من الجنوب والمحيط الأطلسي من الغرب ولكن الصراع يقع بين المغرب والجزائر، حيث ترى المغرب أن  الاستعمار الأوروبي استولى على جزء من أرضها ومنحها عند الاستقلال لدول أخرى أما الجزائر فتدعم استقلال الاقليم وتعارض بقاءه تحت السيادة المغربية.

تبلغ مساحة الصحراء حوالي 266 ألف كيلومتر مربع  ويبلغ عدد سكانها حوالي 567 ألف نسمة.

بداية الصحراء الغربية مع الأطماع الدولية

تبدأ قصة الصحراء مع الاحتلال الأسباني الذي دام أكثر من  90 عاما حتى أواخر القرن العشرين وخرج منها في عام 1975، وقبل الخروج من المنطقة وقعت مدريد اتفاقا  مع المغرب وموريتانيا وقررت حينها منح الرقابة الإدارية للمنطقة لإدارة مشتركة تضم كليهما معا.

لكن الصحراويون الذين ناضلوا حتى خروج الاستعمار الإسباني رفضوا اعتبار منطقتهم جزءا من المغرب وعارضت جبهة البوليساريو وهي اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب باللغة الأسبانية، التي تأسست في 20 مايو 1973 وطالبت بانفصال الصحراء الغربية في العام 1975 ودعت المغرب لإتاحة حق تقرير المصير للصحراويين.

العاهل المغربي الملك الحسن الثاني
العاهل المغربي الملك الحسن الثاني

دعا العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في أكتوبر 1975  نحو 350 ألف مغربي للخروج في المسيرة الخضراء للسيطرة على الصحراء الغربية، وفي المقابل خرجت جبهة البوليساريو، التي أعلنت  في يناير 1976 قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بدعم من الجزائر.

انسحاب موريتانيا من الصحراء

وفي عام 1979  أعلنت موريتانيا انسحابها من منطقة الصحراء وإثر ذلك مدت المغرب سيطرتها على حوالي 80 بالمئة من الصحراء الغربية.

انسحاب موريتانيا من الصحراء الغربية عام 1979
اتفاقية انسحاب موريتانيا من الصحراء الغربية مع البوليساريو

أما ال20% المتبقية فهي تحت حكم جبهة البوليساريو التي نجحت وبدعم من الجزائر في الانضمام إلى منظمة الوحدة الإفريقية أو التي تعرف الآن بالاتحاد الأفريقي وفي ثمانينيات القرن الماضي اتخذت المغرب قرار بناء جدار رملي حول مدن السمارة والعيون بوجدور لعزل المدن الصحراوية الأساسية وجعلها بمنأى عن هجمات البوليساريو  ومع استمرار حالة الحرب دعت الأمم المتحدة عام 1991 لتوقيع اتفاقا لوقف إطلاق النار قبل أكثر من ثلاثين عاما لتعود المواجهات مجددا في العام 2020 بعد أن أعلنت جبهة البوليساريو  إنهاء الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب.

ثروات الصحراء الغربية

تتمتع  الصحراء الغربية  بثروات طبيعية كبيرة فهي مناطق غنية للصيد وهي تعد أحد أهم وأغنى الأحواض السمكية في إفريقيا التي توفر حوالي مليون طن من الأسماك سنويا.

الصحراء الغربية

تضم أكثر من 200 نوع من الأسـماك المختلفة، فضلا عن كنز من احتياطات الفوسفات التي تصل حسب الخبراء إلى 10 مليارات طن ويشكل 28.5% من الاحتياطي العالمي من الفوسفات، كما يُعتقد أنها موطن لمخزونات نفطية بحرية غير مستغلة إضافة إلى أنها تعد أرضًا خصبة للزراعة يضاف لكل ما سبق احتوائها  على أكثر من عشر سياحات وهي تشكل خزانات ضخمة للملح وتنتج ملايين الأطنان من الملح سنويا.

ومن  الدول التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية الجزائر وفنزويلا وفيتنام ونيجيريا وأوغندا والمكسيك وغانا وانجولا وبنما.وكانت الهند قد اعترفت بالجمهورية الصحراوية، وسمحت بفتح سفارة في نيودلهي في عام 1985 إلا أنها سحبت اعترافها في عام 2000.

موقف أمريكا والغرب من القضية

في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وفي عام 2020  اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل.

لكن مؤخرا  أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن أثناء زيارته الأخير للجزائر رسالة مفادها دعم الولايات المتحدة للجهود الأممية من أجل حل القضية وقال إن بلاده لم تغير موقفها بخصوص الصحراء الغربية.

لقاء وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن مع نظيره الجزائري أثناء زيارته الأخيرة
لقاء وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن مع نظيره الجزائري أثناء زيارته الأخيرة

أعلن رئيس الحكومة الأسبانية، بيدرو سانشيز دعم أسبانيا لموقف الرباط  بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية  وللمرة الأولى، لينهي بذلك خلافا دبلوماسيا كبيرا بين إسبانيا و المغرب

وردا على تصريحات سانشيز استدعت الجزائر سفيرها في مدريد للتشاور و قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب وقررت عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.

وكان قد سبق لألمانيا تأييد  للمقترح المغربي الذي يعود تاريخه لعام 2007، والذي تراه الرباط الحل الوحيد لهذه المعضلة

من جانبه، أصدر مجلس الأمن الدولي  في أكتوبر2021 القرار 2602، والذي بموجبه  يتم تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لمدة سنة كاملة، داعيا إلى استئناف المفاوضات للوصول إلى حل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى