الألمنيوم يواجه عصر اللايقين بسبب التوترات الجيوسياسية

تقرير: زيزي عبد الغفار 

بدأت الأنظار تتجه نحو ساحة المنافسة الدولية على الألمنيوم، حيث يتوقع أن تشهد الأسواق تحولات جذرية في حال تم توسيع العقوبات الأوروبية ضد روسيا، وهو ما يعني بالتالي تنافسًا محمومًا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على هذه السلعة الحيوية.

وفقًا لما نقلته وكالة رويترز، من المتوقع أن يقدم الاتحاد الأوروبي قريبًا باقة جديدة من العقوبات ضد روسيا، قد تشمل حظر استيراد الألمنيوم، ويأتي هذا الإجراء في سياق تصاعد التوترات الدولية والعقوبات المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.

تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار قد يثير موجة جديدة من الانخفاضات الاقتصادية وارتفاعات أسعار المواد الأولية، حيث يشير تقرير رويترز إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ما وصفته بـ “سباق الألمنيوم”، الذي من المتوقع أن يدفع بأسعار هذه المادة للارتفاع بشكل حاد.

ومع احتمالية زيادة الأسعار، يتوقع أن تتأثر الشركات الغربية بتكاليف إنتاجية متزايدة في قطاعات مختلفة، مثل: النقل والتغليف والبناء، وهذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة ضغوط التضخم عليها.

خسائر روسيا في صناعة الألمنيوم فرصة لتوسع أسواق أوروبا

يشير التقرير إلى أن الخسائر المتوقعة لروسيا قد تكون فرصة لبعض البلدان الأخرى للتوسع في سوق الألمنيوم الأوروبية، وتحديداً دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، يُشير التقرير إلى أن هذه الدول ستواجه تحديات في تلبية الطلب المتزايد في فترة زمنية قصيرة، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الألمنيوم من مصادر بديلة.

وفي هذا السياق، صرح دميتري تسيريس، موظف في شركة PerenniAL المتخصصة في تجارة الألمنيوم، بأن “الموردين من الشرق الأوسط لن يكونوا قادرين على تلبية الطلب الأوروبي بسرعة، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار وتحفيز استيراد المعدن من مناطق أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة”.

 

عقوبات دولية ضد روسيا في سوق الألمنيوم 

من جانبها، أشارت الإحصائيات التي نشرها المعهد الدولي للألمنيوم إلى أن الشركات الشرق أوسطية قد سددت ما يقرب من 9% من الطلب العالمي على الألمنيوم في العام الماضي، وهو ما يوضح أهمية هذه المنطقة كمصدر رئيسي للمعدن.

يأتي هذا في سياق الإجراءات السابقة التي اتخذتها بعض الدول الغربية ضد روسيا، حيث فرضت المملكة المتحدة في ديسمبر من العام الماضي حظرًا على استيراد العديد من المعادن الروسية، بما في ذلك الألمنيوم، فيما انضمت كندا في مارس 2023 إلى هذا الإجراء.

من ناحية أخرى، قامت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على استيراد منتجات الألمنيوم من روسيا منذ مارس من العام الماضي، وقد تم توسيع هذا الإجراء في أبريل ليشمل منتجات الألمنيوم المصنعة من مواد خام روسية.

يعتبر هذا السيناريو الجديد نقطة تحول هامة في سوق الألمنيوم العالمية، حيث سيؤثر بشكل كبير على أسعار هذه المادة وسيضع ضغوطًا إضافية على الشركات والاقتصادات العالمية في ظل استمرار التوترات الدولية وتبادل العقوبات بين الدول.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي