الهلال الخصيبعاجل

تفاصيل خيانة ضابط مخابرات إسرائيلي لـ “ماما  أمريكا”

تقرير : إيهاب حسن عبدالجواد

باحث في الشئون الإسرائيلية 

 

واشنطن توقع عقوبات على شركة العقيد الإسرائيلي تال ديليان بعد تجسسها على سياسيين أمريكان

قادة سياسسين في الإدارة الأمريكية يعبرون عن إنزعاجهم  بعد أن  بات أخطاء الابن المدلل متكررة والتي كان مصدرها مؤخرًا شركات إسرائيلية تابعة لقادة عسكريين خارج الخدمة لأسباب غير مشروعة.

مؤخرا تسربت أخبار عبر جهات أمنية أمريكية عليا أن هناك أخطاء يرتكبها ضباط سابقين بجيش الاحتلال الإسرائيلي أزعجت القادة وسياسيين بالإدارة الأمرييكة.

السر لم يستمر في طي الكتمان لفترة طويلة وتم الكشف عنه أمس بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤول كبير سابق في جهاز “أمان” شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد  قيامه بتوزيع برامج تجسس على بعضها تم من خلاله التجسس على سياسيين أمريكيين.

وتم كشف النقاب عن هذه الأسماء والذي تبين أنها ليست المرة الأولى الذي تروج لبرامج تجسس محذورة وعلى درجة عالية من الخطورة .

الأول وهو العقيد (تال ديليان) وزميله (أوز ليف) مؤسسي شركة (إنتليكسا).

إنتليكسا

البداية عندما تم شراء شركة Siterox المصنعة لطائرة “Predator” عام 2018 من قبل مجموعة Cyber ​​Group التي أسسها اثنان من كبار الضباط المتقاعدين.

الأول هو العقيد (احتياط) تال دليان، الذي ترك جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 2002 في أعقاب قضية اشتبه فيها باستغلال أموال الوحدة بشكل خاص وغير مناسب، وفي عام 2014، بعد عدة تجسيدات في المجال السيبراني تعاون ديليان مع صديقه من الجيش، والذي سبقه تولى قيادة الوحدة 81 في فيلق الاستخبارات،( أوز ليف) ، وقاما معًا بتسجيل شركة في (جزر فيرجن ) تسمى “إليادا”، والتي تُعرف الآن باسم “إنتليكسا”، وشريك آخر هو رجل الأعمال مئير شامير، الذي استثمر في المجموعة من خلال الشركة العامة التي يسيطر عليها “ميفات شامير” وهي الشركة التي عمل بها  رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وكان من المفترض أن يمثلها في اجتماع مخطط له مع جهة أمنية ألمانية، لكن أكد أولمرت في حديث مع صحيفة “شوميريم” أنه قدم المشورة للشركة لكنه أشار إلى أن العلاقة انتهت.

 

شركة “Intelxa” تتجسس على مسئولين بالحكومة الأمريكية 

ترأس تال ديليان شركة “Intelxa” الإلكترونية التي قامت بتوزيع برنامج التجسس “Predator” في جميع أنحاء العالم. وتم استخدام البرنامج لمراقبة مسؤولين حكوميين أمريكيين، وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ديليان وشريكه وعلى أفراد وكيانات آخرين مرتبطين بشركة “إنتلكسا” الإلكترونية، كما فرضت العقوبات على تطوير وتشغيل وتوزيع برامج تجسس تجارية ضد أهداف أمريكية، بما في ذلك مسؤولين حكوميين. 

عقوبات أمريكية على منتجي آلة التجسس 

وتنص الوثيقة الأمريكية على أن انتشار برامج التجسس التجارية يشكل مخاطر أمنية على الولايات المتحدة، وهي مخاطر متزايدة، وقد تم إساءة استخدام البرنامج من قبل جهات أجنبية لتمكين انتهاكات حقوق الإنسان، وبحسب الإعلان، منذ إنشائه عام 2019، تم تنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج من الشركات السيبرانية عملت تحت مظلة شركة “Intelxa”، التي عرضت برامج تجسس تجارية وأدوات مراقبة لتمكين الحملات المستهدفة والجماعية. وقد تم تجميع هذه الأدوات معًا تحت العلامة التجارية “Predator”، وهي برامج تجسس يمكنها اختراق مجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية من خلال الهجمات حيث لا يلزم تدخل المستخدم.

 

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على منتجي آلة التجسس “بريداتور”، ومن بينهم العقيد الإسرائيلي تال يوناتان ديليان، مؤسس شركة “إنتلكسا” الإلكترونية، وهذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على أفراد وشركات مرتبطة بسوء استخدام برنامج التجسس القادر على السيطرة على الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى وجمع المعلومات وتسجيل المحادثات حتى دون أن يستخدمها صاحب الجهاز .

تحقيق صحفي حول المشاكل التنظيمية في المجال السيبراني

وفي عام 2022، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحقيقًا حول المشاكل التنظيمية في المجال السيبراني، وذكرت، من بين أمور أخرى، أن “إنتلكسا” كانت في قلب فضيحة مراقبة الصحفيين والسياسيين في أثينا.

والآن، تم إدراج خمسة كيانات، مرتبطة بـ”إنتلكسا” ومسجلة في اليونان وإيرلندا ومقدونيا الشمالية والمجر، على قائمة العقوبات.

 وعللت وزارة الخزانة في قرارها فرض العقوبات على تل دليان، وسارة ألكسندرا التي قدمت خدمات استشارية وإدارية لشركة Intellexa، والكيانات الخمسة “بسبب دورها في تطوير وتشغيل وتوزيع برامج التجسس التجاري”. التي تم استخدامها لمراقبة الأمريكيين، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين والصحفيين والخبراء.وقالت  إن نشر التجسس يشكل مخاطر واضحة ومتزايدة على الولايات المتحدة، وقد كان بالفعل أداة في أيدي أطراف أجنبية في انتهاك حقوق الإنسان ولغرض الإضرار بمعارضي الحكومة.”

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن “خطوة اليوم هي خطوة ملموسة لمنع سوء استخدام وسائل التجسس التجاري، التي تشكل خطرا متزايدا على الولايات المتحدة ومواطنينا”.

واستعرض التحقيق الذي أجرته “نيويورك تايمز” في ديسمبر 2022 الانتشار غير المقيد لبرامج التجسس في العالم. وفي عام 2021، وضعت إدارة بايدن شركة NSO الإسرائيلية على القائمة السوداء لوزارة التجارة بسبب إساءة استخدام اختراق “بيجاسوس” لإلحاق الضرر بالصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، وبالتالي منع الشركات الأمريكية من التعامل مع مطوريها، كما تم إدراج شركة Candiru الإسرائيلية في القائمة.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى