باحث مصري يجمع أغاني الصيادين وطالعي النخل في محيط بحيرة البرلس

كتب: أحمد عبد الحافظ
خلال مصاحبته صيادي بحيرة البرلس الواقعة بين البحر المتوسط والبوغاز المعروف باسمها، جمع الباحث الأنثبرولوجي الدكتور مختار شحاتة أكثر من 60 أغنية وموال كانت ثمرة بحث استمر 3 سنوات قضاها الدكتور المصري مختار شحاتة في رحلات تنقل خلالها بين مجموعة من القرى الملاصقة للبحيرة بينها منية المرشد قرية “منية المرشد”، و”أبو خشبة” و”الجزيرة الخضراء” شمال دلتا نهر النيل، تحدث عنها وقدم لها في كتاب وثائقي صدر حديثا ضمن مطبوعات هيئة الكتاب المصرية.
أهم ما يميز أغاني الصيادين
وقال شحاتة للشرق الأوسط إن ما يميز أغاني الصيادين وحدْيهم عن مثيلاتها التي تنطلق بها ألسنة طالعي النخل والقفاصين هو حجم المخاطر التي يواجهونها، وهم يركبون الموج في رحلاتهم التي تستغرق عدة أيام، وهكذا يمكن ملاحظة خصوصية المكان، وارتباط الأغنيات الشديد باليومي في حياة كل طائفة، إلى جانب عاداتهم فضلا عن التدين الشعبي الذي يبدو واضحا في التعبيرات.

أغاني الصيادين تعبر عن معانٍ عظيمة من حياتهم
و”تسيطر روح الرجولة والسعي للرزق والحب على أغاني الصيادين”، حسب رأي شحاتة، ويضيف “هذا يخالف مواويل القفاصين وطالعي النخل الذين يعيشون حياة هادئة وآمنة، وربما تجمعهم روح واحدة في النظر الحياة ولقمة العيش، ظهرت واضحة في اتشاحها بالحكم الحياتية وتجاربهم التي يمرون بها، وقد واجهت صعوبة كبيرة في جمع أغاني طالعي النخل، لأنها مرتجلة في غالبيتها، ويحكمها دائما مزاجي شخصي والحالة النفسية التي يمر بها من أقوم بمتابعته ورصد ما يقولن وقد كان شاغلي في تلك الفترة هو جمع أكبر قدر من أغاني هذه الطوائف خاصة بعد وفاة عمي وكان أحد المصادر الهامة للمواويل، وقتها سيطرت عليه حالة من الرعب خشية رحيل حملة هذا التراث الذي يمكن من خلاله الغوص في أرواحهم والتعرف على أحوالهم الاجتماعية”.

وتشغل بحيرة البرلس مساحة هائلة مقدرة رسميا بحوالي 460 كم مربع، وتحاط حدودها بالعديد من المراكز، مثل: البرلس وبلطيم شرقا والحامول وسيدي سالم جنوبا، ودسوق جنوبا، ومطوبس في الشمال الغربي، وجميعها تقع في شمال محافظة كفر الشيخ، ومن معالمها “بوتو القديمة” و”مطوبس القديمة” و”البرلس القديمة” وبها الكثير من المستنقعات التي تهاجر إليها أنواع عديدة من الطيور والأسماك، وتعتبر محمية طبيعية تتغذى شمالا من البحر المتوسط عبر بوغاز البرلس وجنوب غرب عبر “كنال برنبال” التي تجري مياهها من فرع رشيد، وهناك عدد من الجزر الموجودة فيها خاصة في منطقة سيدي سالم (الشخلوبة) والحامول وبلطيم.
مشروع “العاصمة السرية”
فكرة جمع تراث الناس المحيطين بالبحيرة سواء كانوا صيادين أو يعملون في مهن أخرى بدأه شحاتة ضمن مشروع كبير اسمه “العاصمة السرية”، “قسمته إلى جزء مكتوب وجزء توثيقي وجزء سردي”.

وقد طلع الأخير في روايتي “تغريبة بني صابر”، أما الجزء التوثيقي فكان فيلما مصورا وثائقيا سطا عليه اللصوص فور الانتهاء منه، أما الجزء الثالث فكان هذه الدراسة التي انتهيت منها قبل خمس سنوات، وقد ساعدني في انجازها عدد من أقاربي الذين سهلوا لي الاختلاط بالصيادين، وقد تطورت مع الزمن لتتجلوز مجرد جمع الأغاني إلى توثيق عادات أصحاب هذه المهن في جنوب غرب بحيرة البرلس”.
وذكر شحاتة أنه المشروع “ليس أكثر من محاولة للفت انتباه الباحثين للمكان، الغني بتنويعاته، فالعادات مختلفة تماما في منطقتنا جنوب غرب البحيرة عن شرق وشمال البحيرة بسبب طبيعة الصيد هناك، كما أن أغاني القفاصين في المنطقة لدينا تختلف عن نظرائهم في جنوب مصر مثلا”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي