نيجيريا وتاريخ من الدم.. الصراعات الطائفية تقضي على أحلام البلاد

تقرير: إيهاب أحمد
تنوعت ألوان الصراع في نيجيريا في صور مختلفة من النزاعات فتبرز النزاعات العرقية والدينية وهي التي تكون منسوبة إلى كيانات فاعلة مختلفة في هويتها الثقافية أو العرقية أو الدينية “خاصة حالات العنف الديني بين المجتمعات المسلمة والمسيحية وهناك أيضا النزاعات على الأراضي أو الماشية بين الرعاة، مثل: الفولاني والهوسا و المزارعين: مثل، أدارا و بيروم و غيرها.
بلغ العنف مداه في عامي 2004-2011 خاصة في ولايات الحزام الأوسط النيجيري (بنوي و ترابة و بلاتو) وهي أكثر الولايات تضررا من العنف، حيث قتل فيها حوالي 2000 شخص في المرتين كذلك 700 قتيل في عام 2015.
دور المناخ في النزاعات الطائفية
لعب المناخ وتغيره دورا كبيرا في هذه النزاعات حيث تأثرت البلدان الأفريقية من أكثر من غيرها من بلدان العالم من مظاهر التغير المناخي من تصحر وجفاف وعواصف رملية و انهيارات أرضية وتلوث وأمراض، علاوة على تبخر بحيرة تشاد في أطول موجة جفاف، حيث تسببت الظروف المناخية في قتل حيوانات الرعاة مما دفع رعاة الفولاني للهجرة من الشمال إلى جنوب غرب نيجيريا، حيث توجد نباتات محسنة وظروف مناخية وفرص سوقية أفضل.
الرعاة والمزارعون وبداية الصراعات
بداية من عام 1999 وهو تاريخ تأسيس الجمهورية النيجيرية الرابعة، تسبب العنف بين المزارعين والرعاة في القضاء على حياة آلاف الأشخاص وتشريد أضعاف ذلك ونتيجة للعنف و انعدام الأمن، قام العديد من السكان بتكوين قوات دفاع عن النفس وميليشيات عرقية والتي بدورها شاركت في مزيد من العنف والقتل.

وقعت معظم الاشتباكات بين المزارعين والرعاة بين رعاة الفولاني المسلمين والفلاحين المسيحيين، مما أدى إلى تفاقم العداوات العرقية والدينية و ما استنبع ذلك من عنف في العلاقات بين بورورو فولاني ومزارعي اليوروبا، وقديما هاجر شعب الفولاني إلى منطقة جنوب غرب نيجيريا منذ قرون.
أما في القرن الثامن عشر هاجرت ثلاث مجموعات مختلفة من الفولاني إلى مدينة إسين، تألفت هذه المجموعات من بانجو وسوكوتو وبورورو فولاني ومن بين هذه المجموعات الثلاث كانت قبيلة بورورو فولاني على وجه الخصوص هي المجموعة التي فصلت نفسها عن مزارعي اليوروبا، في غضون ذلك طور البانجو وسوكوتو علاقة عمل مع شعب اليوروبا في نيجيريا.
من خلال هذه التحالفات استفادوا من بعضهم البعض من منتجات ماشيتهم وزراعتهم حيث كان شعب الفولاني يتاجر بأي سلع يستخرجونها من ماشيتهم إلى اليوروبا من أجل محاصيلهم الزراعية، مع ذلك فإن هجرة بورورو فولاني غيرت هذه العلاقة، حيث كان يُنظر إليها على أنها أكثر عدوانية من الفولاني المستقرة وتفاقم هذا الاختلاف، لأنهم لم يتحدثوا لغة اليوروبا الأصلية على عكس شعب الفولاني المستقر الذين فعلوا ذلك مع اندماج رعاة البورورو الفولاني في هذه المنطقة.

بدأت الماشية التي يمتلكونها في إتلاف محاصيل ونباتات مزارعي اليوروبا مما أدى إلى ازدياد الاحتكاك بين هاتين المجموعتين وقد كان هناك صراع آخر انخرط فيه اليوروبا فولاني في عام 1804 عندما خاض الفولاني حربًا مقدسة بين أولئك الذين عرفوا بأنهم مسلمون ولهم صدى الهوسا وأولئك الذين ما زالوا مرتبطين بقبائل باجان، حيث دارت الحرب في المنطقة الشمالية من نيجيريا.
أدت هذه الحرب إلى انقسام مجموعتين من الفولاني اندمجت مجموعة واحدة مع شعب الهوسا وتم دمجها بشكل أساسي في فئة الهوسا أثناء شغل مناصب الثروة والسلطة حافظت المجموعة الأخرى على مراعييها كما هي ولم تتداخل مع أي قبائل أخرى هذا ما أصبح في النهاية بورورو فولاني والذي يعني بقر فولاني.
تفاقم الصراع بين رعاة الفولاني والمزارعين النيجيريين الآخرين
من عام 2011 إلى عام 2016 قُتل ما يقرب من 2.000 شخص وتشرد عشرات الآلاف ويرجع ذلك جزئيًا إلى ظهور الجماعات الجهادية مثل “بوكو حرامو” الذين عرّض وجودهم للخطر العديد من الرعاة والمزارعين الذين يرعون في شمال نيجيريا للخطر في وقت لم تبذل الحكومة سوى القليل من الجهود للتدخل وخلق مخططات للتخفيف من حدة هذا الصراع، ومن ثم فإن الرعاة والمزارعين يأخذون على عاتقهم حل النزاعات القائمة داخل المجتمع والتي تنشط الصراع.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي