العنف والجوع يعصفان بالسودان.. مأساة تتسارع بأرجاء البلاد

العنف والجوع يعصفان بالسودان.. مأساة تتسارع بأرجاء البلاد
تحذيرات مرعبة أصدرها برنامج الأغذية العالمي تنبئ بكارثة إنسانية وشيكة في أعماق السودان، حيث تتصارع الحرب والجوع ليخرجا بأبشع صورهما على الشعب السوداني. فقد أفادت مديرة البرنامج، سيندي ماكين، أن الاقتتال المستمر والنزوح المتواصل في البلاد لهما الآن الوجه المروع لأزمة جوع ضخمة، تُشكل تهديداً لحياة الملايين وتهدد بالقضاء على آفاق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.
تُعد أصول هذه الكارثة الإنسانية المرتقبة تفشيًا للحرب في منطقة دارفور، التي شهدت في الماضي القريب أعنف موجة عنف ونزوح في تاريخها. ففي بداية العقد الحالي، قاد الرئيس السابق عمر البشير عمليات تطهير عرقي بوحشية في تلك المنطقة الفقيرة، بتنفيذ ميليشيات معروفة بـ “الجنجويد”، التي لم تكتف بحرق الأراضي ونهب الممتلكات، بل وتجاوزت حدود الإنسانية في ارتكاب جرائم القتل والاغتصاب.
واليوم، تشكل هذه الميليشيات جزءاً من القوات الحكومية تحت قيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، والذي يخوض حربًا شرسة ضد الجيش الوطني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
النتيجة المريرة هي تكرار نمط العنف والدمار والتهجير القسري للسكان المدنيين وحرق القرى، ما جعل حوالي 48 مليون سوداني يواجهون اليوم تهديداً مباشراً لحياتهم ومصادر عيشهم.

وتؤكد تقديرات برنامج الأغذية العالمي أن أقل من 5٪ من سكان السودان يمكنهم تأمين وجبات غذائية كاملة لأنفسهم، مما يعني أن معظم الشعب السوداني يعيش في حالة فقر مدقع ونقص شديد في الإمدادات الغذائية الأساسية. ومع تصاعد الأزمة، تتفاقم معاناة الأطفال، حيث يموت طفل كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور، ويعاني كل خمسة أطفال في مراكز الإيواء من سوء التغذية.
وفي جنوب السودان، الذي شهد تدفقًا كبيرًا للنازحين هرباً من العنف، يكافح 600 ألف شخص يوميًا من أجل البقاء، حيث يواجه الأطفال هناك معاناة خاصة بسبب سوء التغذية والفقر المدقع.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي
