طموحات إيران تثير قلقًا عالميًا

تقرير: علي عبدالجواد
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، تبرز إيران كمحور رئيسي للانتباه، حيث تعكف على توسيع نفوذها وزيادة تأثيرها في مناطق عدة، خاصةً في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي.
تثير هذه التطورات قلقًا متزايدًا بين الدول الإقليمية والدولية، مما يخلق تحديات جديدة للإدارة الأمريكية القادمة.
التوسع الإيراني في المنطقة
يشهد نفوذ إيران توسعًا ملحوظًا في مختلف أنحاء المنطقة، مدعومًا بوجودها العسكري المباشر في بعض الدول، مثل سوريا والعراق، ودعمها للميليشيات المسلحة في دول أخرى، مثل لبنان واليمن.
أدى ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتصاعد التوترات مع الدول العربية والولايات المتحدة.

وأشار المستشار العسكري لقائد القوات المسلحة الإيرانية، يحيى صفوي، إلى أن نفوذ إيران توسع بشكل كبير خلال سنوات حكم إدارة بايدن، حيث توسع في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. ودعا صفوي إلى زيادة الاستراتيجية الدفاعية لإيران في هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية توسيع نفوذ إيران وزيادة عمق دفاعها الاستراتيجي.
التحديات الجديدة
تواجه إيران تحديات جديدة، خاصة مع التحالفات الإقليمية والدولية التي تشكلت لمواجهة توسعها ونفوذها. وتأتي هذه التحديات في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، وخاصة مع تصاعد الصراعات في غزة والبحر الأحمر، والتحديات التي تواجهها السفن التجارية وأمن الملاحة في هذه المناط، ويأتي في مقدمة من هذه التحديات الآتي:
1 ـ التحالفات الإقليمية والدولية:
تشكلت تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يضع قيودًا على قدرة إيران على المناورة وفرض سيطرتها، تشمل هذه التحالفات:
التحالف العربي:
يضم الدول العربية الخليجية وبعض الدول العربية الأخرى، ويهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.
التحالف الأمريكي – الإسرائيلي:
يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية، خاصةً في مجال الأسلحة النووية.
التحالف الأمريكي – الأوروبي:
يهدف إلى التنسيق بين الدول الغربية لمواجهة التهديدات الإيرانية، خاصةً في مجال الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
2 ـ تصاعد الصراعات في المنطقة:
تواجه إيران تحديات جديدة مع تصاعد الصراعات في المنطقة، خاصةً في غزة والبحر الأحمر. وتشمل هذه التحديات:
الحرب في اليمن:
تشارك إيران في دعم الحوثيين في اليمن، مما يزيد من تعقيد الصراع ويزيد من مخاطر تصاعد التوتر في المنطقة.

الصراع في سوريا:
تشارك إيران في دعم النظام السوري، مما يزيد من تعقيد الصراع ويزيد من مخاطر تصاعد التوتر في المنطقة.
التوتر في الخليج العربي:
تواصل إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، مما يهدد أمن الملاحة الدولية ويزيد من مخاطر نشوب حرب في المنطقة.
3ـ التحديات الاقتصادية:
تواجه إيران تحديات اقتصادية كبيرة بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها. وتشمل هذه التحديات:
التضخم:
يعاني الاقتصاد الإيراني من معدلات تضخم مرتفعة، مما يزيد من صعوبة الحياة على المواطنين الإيرانيين.
البطالة:
يعاني الاقتصاد الإيراني من معدلات بطالة مرتفعة، مما يزيد من التوتر الاجتماعي في البلاد.
النقص في السلع الأساسية:
تعاني إيران من نقص في بعض السلع الأساسية، مما يزيد من صعوبة الحياة على المواطنين الإيرانيين.
التهديدات الإيرانية
تثير تصريحات المسؤولين الإيرانيين، خاصةً تصريحات يحيى صفوي، القلق والتساؤلات حول مدى جدية التهديدات التي تطلقها إيران. وتشمل هذه التهديدات:
التهديدات المباشرة:
إغلاق مضيق هرمز:
تشكل تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز خطراً حقيقياً على حركة تجارة النفط العالمية، حيث يعتبر المضيق ممراً حيوياً يمر منه نسبة كبيرة من إمدادات النفط العالمية.
الاعتداء على السفن التجارية:
تواجه إيران اتهامات بالقيام بعمليات اعتداء على السفن التجارية في المياه الدولية، مما يثير مخاوف من تدهور الأمن البحري وتأثيره على الاقتصاد العالمي.

الهجمات الإلكترونية:
تعتبر الهجمات الإلكترونية التي يشتبه في قيام إيران بها على نطاق دولي تهديداً جدياً لأمن الدول المستهدفة، سواء كانت دولاً عربية أو غربية.
التهديدات غير المباشرة:
1- دعم الميليشيات المسلحة:
تظهر إيران كداعمة للميليشيات المسلحة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات حول دورها في زعزعة استقرار الدول المجاورة.
2- نشر الأسلحة النووية:
تسعى إيران بشكل متزايد إلى تطوير قدراتها النووية، الأمر الذي يشكل تهديداً محتملاً لأمن المنطقة والعالم، مما يتطلب استجابة دولية فعّالة.
3- التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى:
يثير التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية مخاوف بشأن استقرار المنطقة وسلامة الحدود الوطنية لهذه الدول.
4- توترات مستمرة
تبدو التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مستمرة، ويتزايد التأكيد على التحديات التي تواجه العلاقات بين البلدين.
ويتضح أن السياسة الأمريكية لم تتمكن من احتواء التوسع الإيراني في المنطقة، مما يعكس فشل العقوبات وجهود العزل الدولي.
ويشير البعض إلى استمرار بعض الشركات الأمريكية في التعامل مع إيران وتزويدها بمعدات تستخدم في صناعة الأسلحة، مما يثير مخاوف إضافية بشأن تصاعد الأزمة.
ويرى المستشار السابق للرئيس الأمريكي، زبيغنيو بينسكي، إلى أنه من الضروري على الولايات المتحدة عدم التخلي عن التعاون مع إيران، ولكن بطرق تضع الضغوط اللازمة لمنع تصاعد التهديدات.
تحديات قائمة
وعلى الرغم من استمرار المباحثات بين الجانبين، إلا أن هناك إشارات إلى وصول الوضع إلى طريق مسدود، مما يجعل بعض المراقبين يخشون من تصاعد التوترات بين البلدين.
وفيما يرى البعض أن إيران لا تملك القدرة الفعلية على تنفيذ تهديداتها بسبب الإجراءات الدولية المفروضة عليها، يظل من الواضح أن التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية القادمة لن تكون سهلة، خاصة في ظل تصاعد التوترات والصراعات في المنطقة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
