العرب وافريقياعاجل

تمدد التراجع فرنسي من النيجر للغرب الإفريقي

 

تقرير: ألفت مدكور

تحتل النيجر مرتبة متأخرة فى مؤشر التنمية البشرية وتعاني أزمات اقتصادية وأمنية مختلفة، رغم أنها تحتل مرتبة متقدمة في إنتاج اليورانيوم الذي تستحوذ عليه فرنسا فهي تعانى فقرا في إنتاج الطاقة وتستورد أكثر من 70% من استهلاكها للكهرباء من نيجيريا.
وقد فتح الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 26 يوليو تموز الماضي في 2023 ، الــذي أطــاح بالرئيــس محمــد بــازوم الطريق أمام سيناريوهات كارثية تعصف بعوامل الاستقرار والأمن في منطقة الساحل وإقليم غرب أفريقيا كله، وتضع النيجر وشعبها على مسار الدول الفاشلة أو المنهارة.

يؤثر الصراع في النيجر على مصالح العديد من القوى الدولية المحيطة والخارجية، وعلى رأسها مجموعة الإيكواس الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، فقد ارتفعت الدول التي شهدت انقلاب بعد أحداث النيجر إلى ثلاث دول ما دفع المنظمة إلى فرض عقوبات على تلك الدول والتفاوض مع قادة الانقلاب إلى العودة للنظام الدستوري.

الرئيــس محمــد بــازوم
الرئيــس محمــد بــازوم

الإيكواس واستجابة قادة الانقلاب

في ظل عدم استجابة قادة الانقلاب إلى هذه الإجراءات وجدت المنظمة نفسها في مأزق يتطلب ضرورة إعادة التفكير في قواعد المنظمة بشكل يحسن من قدرتها على تفعيل آلياتها بشكل لا يمس مس هيبة المنظمة عالميا.

الإيكواس واستجابة قادة الانقلاب
الإيكواس واستجابة قادة الانقلاب

يتجه قادة المنظمة الإقليمية الفرعية نحو إقرار التدخل العسكري في النيجر لاستعادة النظام الدستوري بها، رغم ما يحمل هذا القرار من آثار قد لا يتقبلها شعب النيجر  وكذلك على دول منطقة الساحل وإقليم غرب إفريقيا، بل ستصل تأثيراتها إلى مصالح الدول الغربية الحيوية في هذه المساحة الجغرافية من القارة الأفريقية.

القوى الدولية المؤثرة في إفريقيا

وعلــى صعيــد القــوى الدوليــة، والتــى اجتمعــت ردود أفعالهــا علــى رفــض الانقــلاب والتأكيــد علــى ضــرورة العــودة إلــى النظــام الدســتوري.

تدفع فرنسا نحو تعزيز الايكواس من إجراءاته ضد القادة العسكريين في النيجر حتى لا تضار مصالحهــا في الســاحل والغرب الإفريقي وتؤيد تدخل عسكري ضد الجيش، على الرغم من نتائجــه غيــر المحمــودة، لأن قادة العسكريون يؤكدون أنهم جاءوا لإخراج فرنسا من النيجر ما يهدد وجودها في المنطقة بأكملها.

تراجع شعبية فرنسا

يلعب القادة العسكريون في النيجر، على تراجع شعبية وكراهية فرنسا لكسب تأييد لهم، فمنذ سيطرت العسكريون على الحكم وسقوط النظام الدستوري تزعزعت قبضة فرنسا على مستعمراتها في إفريقيا، خاصة مع تنامي الجماعات الإرهابية، وبسبب مشاركة قوى دولية أخرى في الضغط على الوجود الفرنسي هناك مثل روسيا كما تسعى الصين إلى تعزيز وجودها الجيوسياسي والوصول الى موارد القارة الطبيعية وأسواقها المتسعة.

تراجع شعبية فرنسا في النيجر
تراجع شعبية فرنسا في النيجر

وقد تراجع الوجود الفرنسي في إفريقيا منها التحول إلى عضوية الكومنولث، منها الجابون وتوغو وهما من دول الفرنكوفونية، أيضا تنامى التجارة ولغة الأعمال بالانجليزية ما تعززه المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وتسعى الدول الإفريقية لعقد علاقات معها.
كما تمثل مشاركة روسيا، في الوجود العسكري الروسي من خلال مجموعة فاجنر لتوسيع نفوذها العسكري دون تدخل مباشر على تراجع وتأثير الفرنسي هناك.
يأتى الانقلاب العسكري أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع الدور الفرنسي، الذي تتسع شعبيته ضد وجود فرنسا غرب القارة بأكملها، أدى النظام الفرنسي نفسه في كثير من الأحيان إلى خنق التنمية الاقتصادية المشتركة للبلدان الأفريقية، إضافة إلى تدخلاتها فى شئون هذه الدول السياسية زاد من اتساع قاعدة الكراهية.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي
 
زر الذهاب إلى الأعلى