أخبارالشرق قادم

فرنسا “تتحرش” بموسكو..رئيسة مولدوفيا تتحدى روسيا وتزور باريس

 

متابعة: محمد عطا 

تتوجه مايا ساندو الرئيسة المولدوفية اليوم الخميس فى زيارة رسمية إلى فرنسا، رغم الأوضاع المشتغلة بين موسكو وباريس.

تهدف الزيارة الرئيسية توقيع اتفاقيتين؛ دفاعية واقتصادية بين باريس وشيسيناو في الوقت نفسه فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يلتقي في قصر الإليزيه ضيفته المولدوفية سيتشاور ببادرة منه مع قادة غربيين في اجتماع عبر الهاتف، لبحث تعزيز المساعدات والدعم لمولدوفا وتمكينها من المحافظة على استقرارها ومقاومة التدخل الروسي في شؤونها الداخلية.

أفاد قصر الإليزيه في بيان اطلع عليه ” الوسط العربي” ، بأن الرئيس ماكرون سيؤكد لمايا ساندو دعم فرنسا استقلال وسيادة وأمن جمهورية فرنسا بشأن أمن مولدوفا وسلامتها ولكن السياق العام، وفق ما ورد من الإليزيه، أن الطرفين الفرنسي والمولدوفي سيتناولان تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة».

وتبدو فرنسا الأكثر اهتماماً، حتى اليوم، بمصير أوكرانيا وهذا يندرج في سعيها لإبراز ريادتها في الملف الأوكراني الذي تعد مولدوفا ضمن تفصيلاته.
وسبق للرئيس ماكرون أن دعا وترأس اجتماعاً في باريس، يوم 26 فبراير الماضي، بحضور 21 رئيس دولة وحكومة وممثلين لست دول أخرى، للتوافق على تدابير وإجراءات من أجل الدفع قدماً نحو دعم أوكرانيا التي تشكو من نقص في الذخائر ومن تجميد المساعدة الأميركية الضخمة في الكونغرس والبالغة 60 مليار دولار.

في يونيو الماضي، اجتمع قادة وممثلو 45 دولة أوروبية في شيسيناو في إطار اللقاء الثاني للمجموعة السياسية الأوروبية التي أطلقها الرئيس ماكرون، وجاء اختيار مولدوفا لتأكيد اهتمام الأوروبيين بهذا البلد الفقير ولتوجيه رسالة واضحة إلى موسكو لثنيها عن تكرار ما قامت به في أوكرانيا.

تعد مولدوفا البالغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة من أفقر البلدان الأوروبية، وتقع المنطقة الانفصالية شرق البلاد وعلى الحدود بينها وبين أوكرانيا، وهي عبارة عن شريط بعرض 20 كيلومتراً وبطول 200 كيلومتر، وما كانت ترانسنيستريا قادرة على المحافظة على وضعها الانفصالي من غير الدعم الروسي متعدد الأشكال من جهة ومن وجود القوة الروسية المرابطة على أراضيها من جانب آخر.

سلطات مولدوفا تتهم روسيا بالتآمر عليها 

وأكثر من مرة، اتهمت سلطات مولدوفا روسيا بالتآمر عليها كما أنها كانت من أولى الدول التي أدانت الحرب الروسية على أوكرانيا. ولا تستخدم المنطقة الانفصالية العملة المولدوفية (روبل ترانسنيستريا) وتعمد روسيا إلى توفير الغاز مجاناً لسكان المنطقة الموالية لها.

وما يتخوف منه سكان مولدوفا والأوروبيون أن تكون الدعوة لبسط الحماية الروسية على المنطقة الانفصالية استنساخاً لما حصل في عام 2014 عندما كان طلب الانفصاليين الروس في منطقة الدونباس (شرق أوكرانيا) الحماية من موسكو نقطة الانطلاق لحرب الدونباس ولسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.

ماكرون يلتقي بقادة الأحزاب الفرنسية 

ويلتقي الرئيس الفرنسي الخميس، أيضاً قادة الأحزاب الفرنسية الممثلة في البرلمان للبحث في الاتفاقية الأمنية التي وقعتها باريس منتصف الشهر الماضي مع أوكرانيا وامتداداً لظروف الحرب الحالية في هذا البلد.

وستتوفر الفرصة مجدداً لماكرون للعودة إلى تصريحاته السابقة التي لم يستبعد فيها إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، الأمر الذي أثار كمّاً كبيراً من الاحتجاجات داخل فرنسا وخارجها.

ماكرون يلتقي بقادة الأحزاب الفرنسية

 

روسيا تفشل في السيطرة على مدينة ترانسنيستريا

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل عامين، نسبت إلى الكرملين خطط للوصول إلى ترانسنيستريا من شبه جزيرة القرم وعبر منطقة أوديسا الأوكرانية بحيث تكون منطقة متواصلة جغرافياً تمتد من روسيا حتى مولدوفا.

ولم يتحقق شيئا وفشلت القوات الروسية في احتلال المدينة الساحلية، إلا أن الغربيين يرون أن مولدوفا هي الحلقة الأضعف التي قد تسعى روسيا لزعزعة استقرارها. 

وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك نهاية فبراير الماضي، أن وزارتها على علم بمحاولات روسيا لضرب استقرار مولدوفا التي سارع الأوروبيون إلى قبول ترشيحها (مع أوكرانيا) للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، من جانبه قدّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، وقتها، أنّ روسيا كانت على الأرجح وراء محاولات زعزعة الاستقرار في مولدوفا.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

وحصلت مولدوفا على الاستقلال ، عند تفكك الاتحاد السوفياتي، ولكن في الوقت عينه، قامت حرب داخلية لأكثر من سنة، حصدت ما بين 2 و3 آلاف قتيل وبنتيجتها انفصلت ترانسنيستريا وأعلنت استقلالها، وأقامت جمهورية لم تعترف بها أي دولة، وترابط في هذه المنطقة قوات روسية منذ ذلك التاريخ بحجة حفظ السلام ومنع الاحتكاكات مع شيسيناو (عاصمة مولدوفا) وأيضاً حراسة الأسلحة الروسية الموجودة فيها.

تحذيرات غربية من روسيا حول إثارة مشكلات لدولة مولدوفا 

وفي الأسابيع الأخيرة، تواترت التحذيرات الغربية من مخططات روسية لإثارة المشكلات في دولة مولدوفا المحشورة بين رومانيا غرباً وأوكرانيا شرقا، وتفاقمت المخاوف بعد أن صوت برلمان ترانسنيستريا وهي المنطقة الانفصالية التي تسكنها غالبية روسية على قرار يطالب الحكومة ، غير المعترف بها دولياً والواقعة على الحدود مع أوكرانيا، بالتوجه إلى مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الدوما بطلب لتنفيذ إجراءات لحماية ترانسنيستريا التي تتعرض لضغوط متزايدة من مولدوفا.

وسارعت سلطات ترانسنيستريا إلى الاستجابة لطلب البرلمان،  وذهبت هذه السلطات إلى التحذير من عملية إبادة قد يتعرض لها سكان المنطقة الذين يقل عددهم عن نصف مليون شخص.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العرب

زر الذهاب إلى الأعلى