العرب وافريقياعاجل

هل تسريب الأسلحة الليبية لدول القارة حقيقة أم افتراء؟

 

تقرير: إيهاب أحمد 

 

تحدثت تقارير دولية عن فوضى السلاح في ليبيا، وتسرّيب كميات هائلة  منه إلى دول القارة السمراء وسط انقسام  الخبراء حول صدق الاتهام.

وكان تقارير صدرت مؤخراً عن القيادة العسكرية الأميركية لقارة إفريقيا «أفريكوم» وخبراء الأمم المتحدة تتحدث عن تسرّب أسلحة ليبية إلى دول أفريقية، من بينها نيجيريا ومالي والسودان حيث صدرت دراسة أمنية نشرتها “أفريكوم” أشارت فيها إلى أن هناك الكثير من الأسلحة المتداولة في نيجيريا هي مسربة من  ترسانة الأسلحة الضخمة التي كان تمتلكها ليبيا إبان حكم معمر القذافي.

يقول أحد الخبراء المؤيدين لفكرة  أنه هناك تسريب للسلاح الليبي والذي يعد تهديدا لأمن دول جوار ومنطقة شمال إفريقيا مثلما تقول الأمم المتحدة وأفريكوم وأن قوات عناصر شركة “فاجنر” الروسية والموجودة في قاعدة الجفرة العسكرية (وسط ليبيا) وبراك الشاطئ لها دور في نقل السلاح إلى مالي ونيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى للمساعدة في الإطاحة بأنظمة هذه الدول الإفريقية عبر عناصر عسكرية محلية، فقد عاشت ليبيا في فوضى أمنية عارمة بعد سقوط نظام القذافي عام 2011 حيث انتشر خلالها نحو 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة ليس داخل البلاد فحسب بل تُسرب نحو دول الساحل وهو ما ذكرته تقارير دولية.

تدفق أسلحة من ليبيا إلى دول إفريقية

ومن ناحية أخرى كشف خبراء مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي، عن تدفق أسلحة من ليبيا إلى دول إفريقية وحسب التقرير الأممي في الفترة من 25 أبريل 2022 إلى 17 يوليو  2023، فقد شاركت عناصر من قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، التي تتمركز في الجزء الجنوبي من البلاد، في نقل الذخائر والأسلحة عبر مطاري بنينا والكفرة إلى قوات «الدعم السريع» السودانية، بعد وقت قصير من بدء النزاع المسلح في السودان أبريل  الماضي لكن الجيش نفى ذلك جملةً وتفصيلاً.

 المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر

قام مكتب الأمم المتّحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة بتسليط الضوء على حالة الفوضى التي غرقت فيها ليبيا منذ 2011 التي أدّت إلى تدفّق الأسلحة من الدولة الواقعة في شمال القارّة إلى دول الساحل الواقعة جنوبها داعياً حكومات دول منطقة الساحل إلى مضاعفة جهودها لمنع عمليات تهريب الأسلحة وضبطها

وبجانب محاولات القوات التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مد نفوذها في الجنوب الليبي،  في الوقت ذاته على استمرت سيطرة وتأمين قوات الجيش الوطني للخط الحدودي الممتد من جنوب شرق إلى جنوب غرب ليبيا.

الجنوب يعاني من تهريب السلاح والإتجار بالبشر وتهريب الوقود

على عكس ما سبق يقول خبير آخر أن الجنوب ظل  يعاني لسنوات من تهريب السلاح والإتجار بالبشر وتهريب الوقود، ومع تأمين الحدود بدأ يشهد جهدا كبيرا لإعادة الإعمار كذلك فإن الجيش الليبي التابع للقيادة العامة في بنغازي يسيطر على كامل الحدود الجنوبية والشرقية، كما أن نظيره التابع لرئاسة الأركان في طرابلس أبلى بلاءً حسناً ضد عصابات التهريب المتمركزة في المنطقة الغربية  و في العام الماضي أعلنت الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا ضبط كميات من الأسلحة النوعية الخطير بالمنطقة الجنوبية قبل تهريبها إلى مصر عبر واحة الجعبوب جنوب طبرق.

وزير الداخلية الليبي عصام أبو زريبة
وزير الداخلية الليبي عصام أبو زريبة

الجدير بالذكر أنه سبق لوزير الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عصام أبو زريبة القول أن التقارير الإعلامية التي أشارت مؤخراً لانتشار أسلحة مهربة من ليبيا ساهمت في ازدياد نشاط قطّاع الطرق بمنطقة الساحل في أفريقيا تعود لما قبل 2016، معتبراً أن الحديث عن ذلك الآن له أهداف سياسية و أضاف أن هذه التقارير تتحدث عن فترة تعود إلى أوقات الفوضى في البلاد التي سبقت عام 2016، ولا تمت للوقت الراهن بصلة.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العرب

 

زر الذهاب إلى الأعلى