تركيا ترفض النفط الروسي.. تحول استراتيجي يلمح لتغييرات في السوق العالمية

تقرير: زيزي عبد الغفار
في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة “جلوبال تيرمينال سيرفيسز” (GTS)، المشغلة لميناء Dortyol النفطي في مقاطعة هاتاي جنوب تركيا، رفضها استلام أي شحنة من النفط الروسي بناءً على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وقد قامت GTS بإبلاغ عملائها بهذا القرار في نهاية فبراير 2024، مؤكدة أنها ستمتنع عن قبول أي منتج من أصل روسي أو أي منتج تم تحميله في الموانئ الروسية.
تعتبر هذه خطوة إضافية إلى الإجراءات العقوبات المفروضة على روسيا، حيث أكدت GTS أن هذا القرار سيسري حتى في حالة عدم انتهاك أي قوانين أو قواعد أو عقوبات قائمة، وقد أشارت الشركة إلى أن هذا الإجراء يعد استمرارًا لدعم العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب التطورات الأخيرة في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالحركة الأخيرة للنفط في الميناء، فإن آخر ناقلة قامت بتفريغ حمولتها في Dortyol كانت في 19 فبراير، حيث قامت بتوصيل 511 ألف برميل من الوقود الديزل من ميناء بريمورسك البحري الروسي، أكدت GTS أنها ستستمر في قبول الشحنات الروسية التي تم الإعلان عنها قبل فرض الحظر.
تركيا من أكبر مستوردي النفط والوقود الروسي
كانت تركيا قد أصبحت واحدة من أكبر مستوردي النفط والوقود الروسي بعد فرض الدول الغربية عقوبات على روسيا بسبب بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا. وفقًا للبيانات الخاصة بشركة Kpler التحليلية، تم توجيه حوالي 11.74 مليون برميل من النفط والوقود الروسي إلى ميناء Dortyol في عام 2023.

ومن الملاحظ أن حجم الاستيراد التركي للنفط والمشتقات النفطية الروسية في عام 2023 تضاعف تقريباً سبع مرات مقارنة بالحجم الإجمالي الذي حصلت عليه تركيا من جميع المصادر في عام 2021.
شهدت صادرات الميناء أيضًا زيادة بنسبة تقارب الخمس مرات، حيث توجه النفط إلى موانئ يونانية ومراكز تجارية في شمال غرب أوروبا.
في نهاية يناير، أفادت صحيفة Financial Times أن الجزء الكبير من النفط والمشتقات النفطية الروسية التي وصلت إلى ميناء Dortyol تم إعادة توجيهها إلى أوروبا، رغم فرض العقوبات. وقد أكد السناتوران الأمريكيان ماركو روبيو وماغي حسان أن “النفط الروسي المموه”، الذي تمت معالجته إلى وقود في مصفاة في اليونان، انتهى بالتواجد على سفن حربية أمريكية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العرب
