بين الواقعية والتطلعات.. الصين وسويسرا يصبان الجهود نحو حل سلمي في أوكرانيا

 

تقرير: زيزي عبد الغفار 

تسعي كل من الصين وسويسرا لمشاركة روسيا وأوكرانيا في لقاء لتسوية النزاع بينهما، وذلك وفقاً لما نقلته South China Morning Post (SCMP) عن مصادرها، من المقرر أن تعقد القمة في سويسرا، لكن لم يتم تحديد موعدها حتى الآن.

ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن الصين وسويسرا تشاركان رؤية “عملية” بشأن كيفية تحقيق السلام؛ إذ يرون أن نمط المفاوضات بدون مشاركة الطرفين في الصراع يمكن أن يتحول إلى ما يشبه “قرية بوتيمكين” دبلوماسياً.

وتناول الممثل الخاص للصين في الشؤون الأوراسية، لي هوي، موضوع القمة المستقبلية خلال زيارته لعدة عواصم أوروبية هذا الأسبوع بعد لقائه في موسكو بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين في 2 مارس، ووفقًا لما ذكرته SCMP، أشار هوي إلى أن لدى موسكو شرطين مبدئيين: وقف توريد الأسلحة الغربية إلى كييف وإلغاء قرار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بحظر المفاوضات مع روسيا ما دامت البلاد تحت قيادة فلاديمير بوتين (تم فرضه في خريف عام 2022 بعد انضمام روسيا لجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك ومنطقتي زابوريجيا وخرسون).

وأضاف هوي خلال محادثاته مع الدبلوماسيين الأوروبيين بشأن إمكانية مشاركة روسيا في المفاوضات، أن القمة لا يجب أن تكون مؤتمراً حيث “يُطبقون خطة على الروس يجب عليهم ابتلاعها”. وخلال لقاءه مع الوفد السويسري في بلجيكا، ناقش السفير المتخصص إمكانية جعل المفاوضات “أكثر شمولًا”. وكان وزير الخارجية السويسري إيناتسيو كاسيس قد أكد في وقت سابق أن “بدون كلمة من روسيا” لا يمكن تحقيق خطة السلام.

الاتحاد الأوروبي يعتبر دعوة روسيا للمفاوضات غير ناجحة 

وبحسب SCMP، فقد اعتبرت الاتحاد الأوروبي فكرة دعوة روسيا غير ناجح، وقال مسؤول كبير في إحدى دول الاتحاد الأوروبي إنه “يجب عليها أولاً سحب قواتها من أوكرانيا”. ويتضمن هذا الشرط أيضًا في “صيغة السلام” التي قدمها زيلينسكي.

تعتبر روسيا أنها غير قابلة للتنفيذ وتستبعد المفاوضات على أساسها، كما تعتبر أوكرانيا شروط روسيا، بما في ذلك الاعتراف بـ “الوضع الإقليمي الجديد”، غير مقبولة، وكانت السلطات الروسية قد أعربت عن استعدادها للحوار مع مراعاة مصالحها. واعتبرت الكرملين المناقشات بشأن “صيغة السلام” بدون مشاركة موسكو بلا مستقبل.

وشكك دبلوماسي فرنسي لم يذكر اسمه في أن يحضر ممثلو روسيا القمة. وقال: “وإذا حضروا، فسيكونون متطلبين لدرجة أن كل شيء سينتهي قبل بدء النقاش”. وبحسب المتحدث، إذا تمت القمة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو، فإن فرنسا وغيرها من الدول ستضغط على مشاركي القمة “لعدم إيجاد انطباع بأننا نتنازل عن شيء لروسيا”.

تشير SCMP إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيين سيأخذون في اعتبارهم آراء أوكرانيا؛ حيث لم يتم التأكد مما إذا كانت كييف ترغب في مشاركة موسكو في القمة أم لا. ووفقاً لما ذكرته Bloomberg، يرغب حلفاء الجانب الأوكراني في حضور دول الجنوب العالمية التي اتخذت موقفاً محايدًا.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي