ما مدى قدرة الأدوات الأمريكية على التصدي للحوثيين؟

تقرير: علي عبدالجواد
يتجه الكونجرس الأمريكي لتجديد تفويض إدارة الرئيس جو بايدن باستخدام القوة العسكرية بمواصلة الغارات الجوية ضد جماعة الحوثي، بعد الثاني عشر من مارس 2024 الجاري.
وفي نفس السياق، في ظل استمرار لسياسة العقوبات الأمريكية، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على شخصين وسفينتين على صلة بجماعة الحوثي المدعومة من إيران، تأتي تلك التطورات وسط تساؤلات جول مدى جدوى تلك الأدوات في التأثير، سواء على إيران، أو الحوثيين، ومدى قدرة واشنطن أصلاً عن تحقيق الأهداف المرجوة.
طبيعة العقوبات الجديدة
• فرض عقوبات على مالكي سفينتين وتحدد سفينتين أخريين كممتلكات محظورة لتورطها في شحن سلع إيرانية بالنيابة عن سعيد الجمل، المدعوم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بصفته يعمل على التسهيل المالي للحوثيين.
• تدعم الإيرادات الناتجة عن شبكة الجمل جهود الحوثيين العسكرية، وتمول عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
• ستواصل الولايات المتحدة استخدام كل التدابير الممكنة لتعطيل مصادر التمويل التي تمكن هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
تجديد تفويض الكونجرس
• صرح السيناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي أنه يمكن للكونغرس منح إدارة بايدن تفويضاً لمدة محدودة مع اقتراب انتهاء موعد التفويض الحالي في 12 مارس 2024.

• وفقاً للقانون والدستور الأمريكي، ستكون إدارة بايدن أمام خيارين:
إما الحصول على تفويض من الكونجرس مباشرة أو استغلال الرئيس سلطته لمد التفويض الحالي 30 يوماً إضافية.
يأتي الحديث عن هذا الإجراء في ظرف مضطرب؛ حيث يشهد عدة تطورات:
- تتوعد الولايات المتحدة بمحاسبة الحوثيين على ضربة استهدفت ناقلة البضائع “أم في ترو كونفيدينس”، التي أسفرت عن سقوط 3 قتلى، وهم أول 3 أشخاص تودي هجمات الحوثيين على السفن بحياتهم.

- إعلان القيادة المركزية الأميركية، الخميس، أنها قصفت مسيّرتين في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.
استنتاجات
اتجاه الإدارة الأمريكية لعقوبات جديدة على الحوثيين، يؤكد عدم وجود أدوات ضغط جديدة من جانب واشنطن على الحوثيين، كما أن الحوثيين وقبلهم إيران، باتت تمتلك أدوات للتكيف مع العقوبات، والاستعداد لها، بما يؤكد أنها ليست ذات فاعلية.
يأتي هذا الإجراء العقابي من واشنطن بعد الإجراء الذي اتخذته وزارة الخزانة الأمريكية يوم 27 فبراير 2024 الماضي والتي استهدفت به سفينة ذات صلة تحمل اسم “أرتورا”.
إن تجديد تفويض الكونجرس يؤكد منح فرصة ودعم لبايدن، لكنه يعد تفويض محدود، بما قد ينعكس على مزيد من الضغوط والمسائلات مستقبلاً على بايدن.
من الواضح أن واشنطن لا تمتلك رؤية متكاملة للتعامل مع المشهد السياسي ولا الأمني في اليمن، أو البحر الأحمر.
من المتوقع عدم تحقيق الأدوات الأمريكية، سواء العقوبات، أو تمديد التفويض والعمليات، لنتائج إيجابية على المستوى القصير والمتوسط، وقد يحقق نتائج عكسية تضغط على المنطقة واليمن.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
