نشاط استخباراتي موسع لروسيا في أوروبا

متابعة وتحليل : محمد عطا
كثفت الاستخبارات الروسية نشاطها في أوروبا عبر توسيع شبكة عملائها وتصعيد حدة الحرب الإعلامية، فى ظل النقاشات الأوروبية حول دعم أوكرانيا، في أسوأ فترة تمر بها العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي منذ الحرب الروسية على أوكرانيا فى فبراير 2022 .
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بقيت الاستخبارات أولوية لدى الكرملين، لا سيما منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة، رجل وكالة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) الذي كان مركزه في ألمانيا الشرقية في ثمانينات القرن العشرين.
تصدرت أجهزة الاستخبارات الروسية عناوين الأخبار في الأسابيع الأخيرة بنجاحات لا يمكن إنكارها، كان آخرها تسريب الاتصال بين الضباط الألمان، كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينس.

وانعكس هذا التصعيد بشكل واضح في تسريب روسيا محادثة سرية بين ضباط ألمان بشأن المساعدات العسكرية لكييف، ما أثار عاصفة انتقادات ألمانية للمؤسسة العسكرية، واستياء بعض حلفاء برلين الغربيين .
روسيا توسع نشاطها الاستخباري
وحسب مراقبون ومحللون فإن النشاط الروسي الاستخباراتي توسع هذه الفترة بالتزامن مع انتصارات روسية سابقة فى الحرب على أوكرانيا ،الأمر الذي أصاب أوروبا بالرعب والقلق من الزحف الروسي على القارة العجوز بعد إسقاط كييف.
يأتى ذلك في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على الأبرياء في قطاع غزة المحاصر، وأيضا الانتخابات الأمريكية التي من المفترض أجراؤها نهاية العام الجاري، وسط استغاثات أوكرانية بدعم كييف قوات فوات الأوان.
دعوات أوروبية لمواجهة خطر روسيا
ووصف مراقبون الدعوات الأوربية لتوحيد للصفوف لمواجهة الخطر الروسي استهلاك للشو المحلي غير معبرة عن الواقع الحالي.
وبثت قنوات روسية تسجيل اجتماع مدته 38 دقيقة في 1 مارس الجارى بين ضباط ألمان يناقشون إمكان تسليم صواريخ “توروس” بعيدة المدى إلى كييف.
وأثارت هذه الواقعة استياءً لدى حلفاء ألمانيا، وفضيحة على مستوى الدولة الألمانية.
وأوضح وزير الدفاع الألماني أن أحد المشاركين كان موجوداً في سنغافورة للمشاركة في معرض للطيران، وشارك في الاجتماع عبر اتصال غير مصرّح به ، ما أدّى إلى اعتراض أنظمة التنصّت الروسية لهذه المناقشات، مشيراً إلى خطأ فردي.

تكبدت روسيا سلسلة نكسات في بداية حربها على أوكرانيا، فقد شهدت السنة الأولى من النزاع في أوكرانيا حملات طرد جماعي لجواسيس روس كانوا يعملون تحت غطاء دبلوماسي في أوروبا، وبقدر عددهم بالمئات.
أساء جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الفيدرالي (إف إس بي) وارث الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي)، تقدير المقاومة الأوكرانية بعد غزو 24 فبراير 2022. ولم تتوقع أجهزة الاستخبارات الروسية أيضاً محاولة التمرد على موسكو من قبل رئيس مجموعة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين في يونيو 2023.
ولكن في نهاية المطاف تمكنوا مع ذلك من تصحيح وضعهم، من خلال المزيد من العمليات، التي يتم تنفيذها في أوروبا، للتضليل ولعمليات تصفية أو تسلل لعملاء وتجسس.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
