عاجلمقالات

خالد محمد علي يكتب: وقف الحرب.. حلال في السودان وحرام في غزة

 

دعا مجلس الأمن، الجمعة الماضي، إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان من أجل شهر رمضان، وطالب من جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار.

كما دعا طرفي النزاع إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية في شكل كامل وسريع وآمن وبلا عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة، وحض الأطراف المتنازعة على حماية المدنيين.

موقف الجيش السوداني

ومن جهته، رفض الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، قرار المجلس الداعي إلى هدنة في شهر رمضان.

وقال العطا أنه لا تفاوض إلا على تطبيق الشروط التي حددها القائد العام والتي حدد خلالها 3 معسكرات بالخرطوم لتتجمع فيها القوات المتمردة و3 معسكرات أخرى في اقليم دارفور ، موضحًا أن الجلوس مع الدعم السريع سيكون لتطبيق العدالة ومن يتم تبرءته منهم سيتم دمجه او تسريحه. وشدد على أنه لا مكان لـ” آل دقلو” وقادة الدعم في أي وجود سياسي لأن السياسة بعد الحرب بأمر الشعب ليس بأمر التفاوض، ولا مجال لهم في المؤسسة العسكرية.

ودعا مساعد القائد العام للجيش السوداني، إلى تكوين حكومة حرب أو حكومة طوارئ، والبدء الفوري في تكوين الجيش الوطني المستقل أثناء سير المعارك.

رد الخارجية السودانية

كانت الخارجية السودانية قد أعلنت 4 شروط لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وهي كالتالي:

1 ـ تنفيذ مليشيا الدعم السريع لالتزاماتها عبر منبر جدة بخروج عناصرها من مساكن المواطنين والمرافق العامة والأعيان المدنية.

2 ـ انسحاب المليشيا من ولايتي الجزيرة وسنار وكل المدن التي اعتدت عليها بعد التوقيع على إعلان المبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 مثل نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، ومن ثم تجميع قواتها في مكان يتفق عليه.

3ـ وقف الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان التي ترتكبها المليشيا في مختلف الولايات التي اعتدت عليها بما فيها ولايات دارفور، الجزيرة، سنار، النيل الأبيض. جنوب كردفان، وغرب كردفان.

4 ـ إعادة المنهوبات العامة والخاصة ومحاسبة مرتكبي أعمال التدمير التي طالت المرافق العامة وممتلكات المواطنين.

وتابعت الخارجية السودانية: “بعد وقف الحرب، يتم اتخاذ الترتيبات السياسية اللازمة بعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية كافة لإدارة الفترة الانتقالية التي يعقبها إجراء الانتخابات العامة ليختار الشعب من يحكمه”.

موقف الدعم السريع

ومن جهتها، رحبت قوات الدعم السريع، بدعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، وقالت في بيان إنها “تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين”.

وأعرب البيان عن الأمل في أن يجري استغلال هذه الخطوة لـ”بدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية التي تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى حل شامل للأزمة السودانية من جذورها وإعادة تأسيس البلاد على أسس جديدة عادلة”.

وأكد البيان استعداد قوت الدعم السريع “للحوار حول آليات مراقبة متوافق عليها لضمان تنفيذ الهدنة وتحقيق الأهداف الإنسانية المطلوبة”.

ملاحظات على قرار مجلس الأمن

وتبقى هناك ملاحظات على قرار مجلس الأمن يمكن إجمالها في الآتي:

1 ـ أن الولايات المتحدة الأمريكية توظف مجلس الأمن لخدمة أهدافها.

2ـ اتضح من القرار المعايير المزدوجة للمجتمع الدولي، حيث رفضت أمريكا ودول الغرب وقف العدوان الإسرائيلي على غزة في رمضان، بينما اجتمعت بالكامل خلف قرار وقف القتال في السودان.

3 ـ قرار مجلس الأمن هو محاولة مستميتة لإعادة الثقة بالمجلس بعد فشله المتتالي في اتخاذ القرارات ضد إسرائيل.

4 ـ القرار يعكس رغبة أمريكا وحلفائها في وقف انتصارات الجيش السوداني التي نجح من خلالها في تحرير العاصمة القديمة أم درمان من أيدي قوات التمرد، وقطع شريان مدها بالقوات والأسلحة من جهة الغرب.

5 ـ القرار استهدف وقف حالة الاستنفار الشعبي وتشكيل المقاومة السودانية في المدن والأرياف واستغلال حماسة الفداء التي تشتعل عادة في الشهر الكريم.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى