خسائر التحالف الأمريكي في البحر الأحمر.. هل تسليح القوى العظمى يتراجع؟

تقرير: علي عبدالجواد
فرقاطة ألمانية تطلق النار بالخطأ تجاه مسيرة أمريكية، وإطلاق صاروخي بريطاني يفشل في التوجيه من غواصة البحرية الملكية، واعتراف أمريكي صريح بفشل القوة البحرية الأمريكية في ردع المتمردين الحوثيين، موجة من التساؤلات تطرح نفسها على الساحة إثر صمود غزة في وجه ترسانة أسلحة أمريكية إسرائيلية شديدة التطور والكثافة، وتنامي القوة الحوثية في البحر الأحمر رغم هجمات تكلفت ملايين الدولارات شنها تحالف من أقوى دول العالم، وهو ما يجعل فكرة التسلح العالمي بشكل عام والتسليح البحري بشكل خاص محل شك.
هل بات تسليح القوى العظمى محل تساؤلات؟
تشير التحليلات إلى أن الأسطول الأمريكي يعاني من حيث التسليح وكلفته الباهظة التي تستنزفه في البحر الأحمر بينما وجهة الخطر الحقيقي في المحيط الهادي محل تجاهل أمريكي غير مبرر.
يواجه الأسطول الأمريكي معضلة تجنيد مزيد من البحارة الراغبين في قضاء مئات الأيام في البحر الأحمر بعيداً عن أوطانهم.

تُمثل الحرب المُمتدة دون أفق في البحر الأحمر استهلاك إضافي لقدرات المدمرات الأمريكية التي تم تأجيل صيانتها الدورية عدة مرات بسبب انخراطها في الحرب، وهو ما يهدد خروجها من الخدمة وإهلاكها بمرور الوقت، بينما نجحت الصين في غفلة من الولايات المتحدة في تشكيل ثاني أقوى أسطول في العالم.
أثار الإطلاق الفاشل للصاروخ البريطاني موجة من السخرية والاستهزاء بتراجع القوة العسكرية البريطانية بشكل مثير للريبة.
استنتاجات
تعبر أزمة البحر الأحمر عن موازين قوى دولية جديدة تتشكل بدخول الصين على ساحة القوة البحرية بينما تتراجع القوة العسكرية البحرية للقوى العظمى نتيجة عجز لوجيستي وبشري يتنامى يوماً بعد يوم.

يُمثل الفشل الأمريكي الواضح للعيان في ردع الجماعة الحوثية، بالإضافة إلى فشل إسرائيل والولايات المتحدة في كسر صمود غزة إشارة واضحة على ما بات التسليح الحديث يوفره للجماعات المُسلحة المقاومة والمتمردة في مواجهة الفاعلين من فئة الدول التي تنفق تريليونات الدولارات على الموازنات الدفاعية.
بينما تغيب بيانات حقيقية عن خسائر مؤثرة – بخلاف مقتل البحارة الثلاثة- سواء لدى الحوثيين أو التحالف، فإن كثير من المؤشرات تؤكد بأن قواعد الاشتباك في البحر الأحمر شكلية أكثر منها حقيقية بما يحقق تلميع للحوثيين ويمنع إيران من استخدام أوراق العراق ولبنان ضد إسرائيل، مع تقديم مبرر لإدارة بايدن أمام الناتو.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
