حفتر وحميدتي.. مصير مشترك

تقرير: إيهاب أحمد
أرسل حميدتي المئات من قواته لدعم حفتر الذي يسيطر على شرق وجنوب ليبيا، حسبما أعلنت الأمم المتحدة عام 2019 وكان حفتر حاول مرارا بسط نفوذه على العاصمة الليبية طرابلس، حيث يقع مقر الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، لكن باءت محاولاته كلها بالفشل.
في السودان تحدثت عدة تقارير صحفية عن إرسال خليفة حفتر شحنات من السلاح والوقود، لمساندة حميدتي في حربه ضد الجيش السوداني بقيادة البرهان، بالرغم من نفي حفتر دعمه لطرف على حساب آخر في السودان لكن تظل هناك مخاوف قائمة من احتمال مد فترة الصراع في السودان، وتطور تداعياته.
يؤكد أحد المحللين السياسين أن هناك خطا مفتوحا لتهريب الوقود من شرق وجنوب ليبيا إلى الدعم السريع، منذ فترة تلك التجارة المربحة و التي تدر مكاسب كبيرة على قادة الشرق الليبي.
إن كانت التقارير التي تناولت عملية نقل السلاح والعتاد من حفتر عبر الجنوب الليبي إلى قوات حميدتي لم تثبت قطعيا بالأدلة بعد فإنه من المرجح أن تكون هذه الشحنات صغيرة الحجم، حيث لم يتضح إذا كان هذا العتاد يهدف لتأمين خط تهريب الوقود أم لدعم حميدتي عسكريا؟ ويظل مصير الصراع العسكري في السودان غير معلوم حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن.
ومن الواضح أن الوضع العسكري والسياسي الهش في ليبيا قد يتأثر أو يختل إذا استمرت المعارك في السودان وانخرطت أطراف إقليمية أو دولية في نقل السلاح إلى السودان عن طريق ليبيا، بالرغم من عدم وجود أدلة مؤكدة على ذلك حتى الآن وهنا يظهر الدور الروسي في ليبيا و هو ما ذكرته تقارير الأمم المتحدة، حيث أكدت على اصطفاف مقاتلي مجموعة فاجنر الروسية المسلحة بجانب قوات حفتر.

موسكو تخطط لجسر روسي ليبي سوداني
يؤكد الخبراء أن موسكو تتطلع لخلق جسر روسي ليبي سوداني لتزويد حميدتي بالسلاح عن طريق الحليف حفتر، حتى يتمكن من مواجهة الجيش السوداني بعتاده الثقيلة وأن روسيا تستغل السودان لإحراج واشنطن وحلفائها في المنطقة، على اعتبار ذلك نوع من تصفية الحسابات بشكل أو بآخر للرد على موقف الغرب في أوكرانيا.

على الأرض الليبية عرقل وجود المقاتلين الأجانب كل المبادرات الدولية الداعية للخروج بالبلاد من حالة التمزق والانقسام والوصول بها إلى وضع سياسي مستقر.
العلاقة بين حفتر وحمديتي تضمن لقوات الدعم السريع في حال خسارتها ملاًذا آمنا لها في الجنوب الليبي، أما إذا نجحت في تحقيق انتصارات، قد يعزز ذلك موقف خليفة حفتر ويدفعه لمزيد من التصعيد تجاه خصومه في الغرب الليبي.
إن كان هناك مؤشرات على نجاح كل جهود الأمم المتحدة في إقناع الأطراف المتصارعة بالاستغناء عن الدعم العسكري الأجنبي والشروع في إقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية.
الخلافات تحدد شكل العلاقات وطرق الدعم
تلعب التحالفات المتشابكة في هذه المنطقة دورا مهما للغاية في تحديد شكل العلاقات وحدود الدعم الذي يمكن لكل طرف أن يقدمه للآخر، فالولايات المتحدة لن تسمح بتمدد روسيا باتجاه إفريقيا انطلاقا من ليبيا ولن يستطيع أي طرف داخل ليبيا أو السودان، إثارة غضب واشنطن، من خلال تقرب مبالغ فيه من الجانب الروسي.
ويؤكد الخبراء أن حفتر يتعرض لضغط من الأمريكيين حتى يقطع علاقته بالروس، من جانبه لا يحاول اتخاذ خطوات إضافية تكشف عن مزيد من التقارب مع موسكو وكذلك حميدتي الذي يحرص على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع واشنطن.
وعلى الناحية الأخرى يرى خبراء آخرون أن ما يحدث في السودان فرصة ذهبية لحفتر، كي يقوي مركزه السياسي والعسكري على الساحة الدولية، فضلا عن إدراك حفتر أنه غير مرحب به من قبل واشنطن والدول الغربية، وربما يريد أن يبعث للغرب رسالة لأمريكا والغرب أنه إذا أردتم أن تمنعوا تدفق السلاح الروسي إلى السودان فلنتفاوض معا بشأن ما يمكن أن تقدموه لي في ليبيا.
في حين تزداد المخاوف من تعقد المشهد الليبي بسبب السودان، ظهرت مخاوف جديدة من أن يتجه السودان نحو السيناريو الليبي، ليسقط فريسة لقوتين شبه متعادلتين تتقاسمان البلاد وتتناحران بشكل مستمر.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
