الدلالة والأهداف.. تكثيف الحوثيين لأعمال التعبئة والتطييف مع حلول رمضان

تقرير: علي عبد الجواد
مع قدوم شهر رمضان، ظهرت عديد من المظاهر الدينية المغلفة بصبغة طائفية من جانب الحوثيين، في محاولة لفرض عقيدة وأيديولوجية محددة، والعبث بالمذهب الديني لدى الشعب اليمني الذي عاش فيه لسنوات، بالتوازي مع جملة ممارسات تهدف لنشر الفكر الحوثي عنوة بما يخالف العقيدة والمذهب والانتماء السياسي، وهو ما ظهر من خلال عدة محاور:
مظاهر تكريس الخطاب الطائفي
توظيف شهر رمضان؛ لتكثيف الخطاب الطائفي وإرغام السكان على الالتزام بتوجهات الجماعة بغرض إحداث تغيير مذهبي لتوفير قاعدة جماهيرية للجماعة.
قيام الحوثيين ببث محاضرات زعيمهم عبد الملك الحوثي في المساجد وفي المقاهي، وحتى في تقاطعات الشوارع، حيث نصبت مكبرات الصوت لهذا الغرض، في ظل تصاعد الخطاب القومي الوطني، وامتداده إلى الدراما الرمضانية.

مضاعفة التضييق على المصلين في أثناء أداء صلاة التراويح، وتوجيه أئمة المساجد بالتقيد بتعليماتهم فيما يخص مواعيد الإمساك والإفطار.
سياسات مدير مكتب الإرشاد أحمد الحمران، وهو أحد أصهار عبد الملك الحوثي، على عدة مستويات:
فرض التوجهات الطائفية في المدينة التي يعتنق سكانها منذ مئات السنين المذهب الشافعي.
التوجيه للقائمين على مساجد المدينة بتأخير أذان المغرب خلال شهر رمضان، وتقديم موعد أذان الفجر، اتساقاً مع ما ينص عليه المذهب الذي يعتنقه الحوثيون، وخلافاً للتوقيت المحلي المعمول به في المحافظة منذ عقود من الزمن.
أمر مكاتب الأوقاف لجميع القائمين على المساجد بفتح مكبرات الصوت لبث البرامج الطائفية عبر محطات الإذاعة والتلفزيون قبيل المغرب وبعد صلاة العشاء، بما فيها الخطبة اليومية لزعيم الجماعة طوال شهر رمضان المبارك.
صدام حوثي ومقاومة يمنية
• هناك حالة مقاومة ورفض لتلك التوجيهات الحوثية، وإصرار على الاستمرار بالعمل وفقاً للمواعيد المتعارف عليها، وما يتوافق مع المذهب السائد في المحافظة، الذي ينصّ على تقديم الإفطار وتأخير السحور.
• الاستهداف الحوثي ليس عشوائياً، وإنما هو استهداف عقابي؛ فهو يهتم بشكل خاص بالحي القديم في مدينة إب، الذي أصبح بؤرة للمعارضين لتوجهاتهم الطائفية، وكان منطلقاً لأكبر مظاهرة واجهتها الجماعة منذ السيطرة على المدينة.، وأيضاً في محافظة عمران.
• يتسبب هذا الإجراء عادة في صدامات بين مرتادي المساجد لتأدية صلاة التراويح، وأنصار الحوثيين الذي يتجمعون في المساجد لمضغ نبتة «القات»، والاستماع لخطبة زعيمهم من خلال شاشات كبيرة تنصب في أغلب المساجد، خصوصاً التي يرتادها السكان لأداء صلاة التراويح.
رفض المرجعية الحوثية
تعد مرجعية الدولة اليمنية السياسية والدينية أحد أهم النقاط الخلافية في مسار السلام؛ خاصة أن هناك إصرار حوثي على فرض رؤيتهم الأحادية، في خرق لطبيعة المجتمع اليمنين والذي لاقى مقاومة عبر عدة مستويات:
- الرفض القاطع من الحكومة اليمنية وعلى لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الذي ندد بتصريحات عضو الوفد المفاوض عن الحوثيين عبد الملك العجري، التي أكد فيها أن زعيم الجماعة سيظل مرجعية للبلاد في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة المعترف بها دولياً.
- رفض استنساخ الحوثيين للنموذج الإيراني للحكم في اليمن، وسياستهم الرافضة لمبدأ الشراكة والتعايش، وخرق الدستور والقانون.
- رفض استهداف النسيج الاجتماعي اليمني، عبر تغذية النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، ومسخ الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الفارسية.
استنتاجات
• الحوثيون يحاولون تثبيت مرجعيتهم السياسية والدينية كأساس لحكم المجتمع اليمني، الأمر الكفيل بتدمير الدولة اليمنية في ظل الانحراف الفكري العقائدي لهم.
• هناك خطة حوثية ممنهجة لتغيير الواقع العقائدي والديني لدى جموع الشعب اليمني.
• هناك حالة وعي وإدراك كبيرة من جموع الشعب اليمني للمخطط الحوثي، والعبث بثوابت المجتمع اليمني.
• بالتوازي مع ذلك، هناك حالة سخط وضيق من الممارسات الحوثية التي باتت تحاصر الشعب اليمني في أبسط عباداته ومعتقداته.
• التحركات الحوثية وإن كانت تستهدف كافة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، لمنها لا تخلو من انتقائية شديدة، والاستهداف الموجه، وحضور البعد الانتقامي لبعض المدن والمحافظات التي تقف عصية أمام الأهداف الحوثية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
