مؤتمر سويسرا للسلام في أوكرانيا.. فشل البداية وغموض في التفاصيل

متابعة وتحليل: محمد عطا
في الوقت الذي أعلنت فيه سويسرا موافقتها على استضافة مؤتمر دولي للسلام في أوكرانيا، أعلنت روسيا رفضها المشاركة فيه، لتحبط فكرة المؤتمر قبل عقده، الذي لم يتم تحديد موعده حتى اللحظة ولا حتى المشاركين فيه.
أعلنت سويسرا في وقت سابق موافقتها على استضافة قمة عالمية للسلام في أوكرانيا بناء على طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دون ذكر أي تفاصيل حول هذا المؤتمر المرتقب.
اقترح زيلينسكي في زيارة سابقة لسويسرا أواخر يناير الماضي، خلال لقاء جمعه مع نظيرته السويسرية فيولا أمهيرد استضافة مؤتمر دولي في جنييف للسلام لأوكرانيا، مفضلا عدم توجيه دعوة لروسيا.
أضاف: “نحن منفتحون على جميع الدول التي تحترم سيادتنا وسلامة أراضينا في قمة السلام، لذا استخلصوا استنتاجات حول من ندعوه، ونود أن يكون الجنوب العالمي حاضراً، من المهم بالنسبة لنا أن نظهر أن العالم كله ضد العدوان الروسي، وأن العالم كله يؤيد السلام العادل”.
ولم يذكر زيلينسكي أو أمهيرد أي تفاصيل عن موعد أو مكان عقد القمة في سويسرا، وقالا إن فريقيهما سيبدآن في الإعداد لها.

روسيا ترفض المشاركة في المؤتمر
جاء رد موسكو سريعا حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا لا تعتزم المشاركة في مؤتمر خاص بالسلام في أوكرانيا تستضيفه سويسرا حتى وإن تلقت دعوة رسمية.

قال الكرملين، في 26 فبراير الماضي ، إن فكرة إجراء محادثات سلام دون حضور روسيا أمر مثير للسخرية، وذلك بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يأمل في عقد قمة خلال فصل الربيع في سويسرا لبحث رؤيته للسلام مع حلفاء بلاده.
وحسب مصادر ” الوسط العربي ” ،فإن المؤتمر المرتقب لم يتحدد موعده سواء فى الربيع أو فى الصيف المقبل، وحتى لم تتحدد الدول المشاركة وإن كان هناك انفاق على استبعاد موسكو بناء على رغبة زيلينسكي الداعى للمؤتمر.
هل تقبل الصين الوساطة في السلام؟
وحسب المصادر ذاتها فهناك اقتراح أن تكون الصين الحليف المقرب من موسكو وسيط يحضر المؤتمر ويكون حلقة وصل مع روسيا للتوصل إلى توافق وتنسيق لوقت الحرب في أوكرانيا وتحقيق السلام الشامل، لكن بكين رافضة الدخول في مناقشات حول ذلك الأمر اعتراضا على استبعاد روسيا من الحوار المرتقب.
تركيا بديل لسويسرا
في المقابل تعرض تركيا نفسها بديل لسويسرا كوسيط بين روسيا وأوكرانيا وسبق وأن حققت نتائج إيجابية وتوصلت لتفاهمات متقدمة في الأشهر الأولى من الحرب، تم إحباطها من الغرب سابقا، سعيا منهم لاستمرار الحرب وإنهاك روسيا وفرض عقوبات اقتصادية لتدمير موسكو، وهو ما فشلوا في تحقيقه.

حسب خبراء ومراقبون فإن مؤتمر سويسرا للسلام في أوكرانيا فشل قبل أن يبدأ وأصبح مجرد شو للاستهلاك المحلي ولن يضيف جديدا ولن يكون له دورا في حل الأزمة الروسية الأوكرانية وليس له دور في وقف الحرب المشتعلة منذ فبراير 2022.

كشف الرئيس الأوكراني لأول مرة عن صيغة السلام الخاصة به خلال قمة مجموعة العشرين في نوفمبر الماضي، والتي تضمنت الدعوة إلى استعادة الأراضي الأوكرانية، وانسحاب القوات الروسية، ووقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع السجناء والمحتجزين، هو ما رفضته روسيا وقالت إنه مجرد شو للاستهلاك المحلي مخالف تماما لما يحدث على أرض الواقع.
تمر الحرب في أوكرانيا بمنحنى خطير ، حيث أدى الخلاف السياسي الداخلي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى عرقلة حزمتين رئيسيتين من المساعدات إلى كييف، التي اعتمدت بشكل كبير على المساعدات العسكرية والمالية من الغرب، في الوقت بدأت موسكو في التوسع في العمليات العسكرية ضد كييف للسيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
