العرب وافريقياعاجل

الساحل الإفريقي وصراع تركي مغربي إيراني

 

تقرير: إيهاب أحمد 

شجع الانسحاب الفرنسي من منطقة الساحل الإفريقي أن يضاعف كل من المغرب وتركيا وإيران تعاونهم مع حكام  المنطقة التي تسعى إلى تنويع شركائها، وهو ما تلاقى مع رغبة المغرب و تركيا وإيران في مزاحمة روسيا والأوروبيين في القارة السمراء  من خلال موارد الطاقة والثروات الطبيعية.

بينما كانت باريس تغادر المنطقة أصبحت المسيّرات التركية قطع أساسية في أسلحة جيشي مالي وبوركينا فاسو، اللذين يخوضان نزاعات داخلية، أسفرت ضرباتهما عن خسائر بشرية  كبيرة، حسب تقرير هيومن رايتس ووتش.

كانت مالي في بداية 2024 قد تلقت دفعة جديدة من مسيّرات بايكار التركية التي تلقى رواجاً بسبب أدائها  الأمر الذي بسببه نم تكريم خلوق بيرقدار الرئيس التنفيذي للشركة المصنعة ،ومنحه وسام  في واجادوجو عاصمة بوركينافاسو

يؤكد الخبراء السياسيون، أن قطاع الدفاع والتسليح هو القوة الدافعة للسياسة الخارجية التركية في البلدان الإفريقية، حيث تتبنى أنقرة سياسة انتهازية وتحاول أن تحل بديلاً للأوروبيين وروسيا معا.

انسحاب القوات الفرنسية من إفريقيا

موقف تركيا مع المجلس العسكري في النيجر

ومما يذكر أن مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي السابق،  الذي كان أول شخصية دولية رفيعة المستوى تلتقي المجلس العسكري في مالي بعد انقلاب أغسطس 2020.

مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي
مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي

كذلك تبنت أنقرة موقفاً تصالحياً مع المجلس العسكري في النيجر، التي تعتبر دولة أساسية في المنطقة بالنسبة لتركيا، لأنها تقع على الحدود الجنوبية لليبيا، حيث تمتلك أنقرة مصالح كثيرة، كما أن هناك أيضا مشروع ممر عبر الصحراء تدرسه أنقرة الذي يربط دول خليج غينيا بالجزائر، حيث تتركز للاستثمارات التركية في شمال إفريقيا.

مشروع مغربي بدول إفريقية

يأتي المغرب بمشروع منافس يؤكد استعداده لوضع البنية التحتية للطرق والموانئ والسكك الحديد المغربية تحت تصرف مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، حيث إنهم دول غير ساحلية، مؤخرا أعلنت البلدان الثلاثة الأولى انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.

كان مصدر حكومي في النيجر صرح ب “إننا نمتلك علاقات ممتازة مع المغرب منذ الاستقلال والأمر أكثر ارتباطاً بالتنمية الاقتصادية كذلك مع تركيا التي تتمتع بقدرات عسكرية هائلة”

منافس جديد

قد يواجه المغرب وتركيا اللذان يتمتعان بنفوذ منذ فترة طويلة بالمنطقة تحديا جديدا، حيث يدخل على خط التنافس مع المغرب وتركيا لاعب جديد وهو إيران التي زادت مبادراتها منذ 2020، الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تعد طهران منتجة للطائرات المقاتلة المسيّرة وقامت بتوقيع عدداً من اتفاقيات التعاون مع بوركينا فاسو خاصة في مجالات الطاقة وتخطيط المدن والتعليم العالي والبناء، كذلك أعلنت طهران عن إنشاء جامعتين في مالي إلى جانب توقيع عدد من اتفاقات التعاون.

صرح أحد الخبراء الاقتصادييون أن سياسة إيران الإفريقية تتسم بـلغة ثورية ومنطق نابع من العالم الثالث ومناهض للإمبريالية مع حجج دبلوماسية واضحة للدول التي تنفصل عن القوة الاستعمارية الفرنسية السابقة.

مضيفا أن الإيرانيين برغم توقيع  عشرات الاتفاقيات إلا أن أيا منها لن ينجح، خاصة أنهم لا يملكون التمويل اللازم لدعم الاتفاقيات، ولا للتنافس الجدي مع تركيا أو السعودية.

فهل تتمكن إيران التي زادت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% أن تتطلع في المستقبل إلى احتياطات اليورانيوم النيجرية التي تستغلها حتى الآن شركة «أورانو» الفرنسية؟ وفقا لتصريح  مصدر حكومي في  النيجر: “إنها مواردنا، ويمكننا بيعها لمن نريد”.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى