حول الخليجعاجل

مفاوضات سرية في عُمان.. تصعيد خطوط الاتصال بين واشنطن وطهران

 

تقرير: زيزي عبد الغفار 

أفادت التقارير الأخيرة بأن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإجراء مفاوضات سرية مع جمهورية إيران الإسلامية في محاولة للتصدي للهجمات المتكررة، التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، وقد جاءت هذه المحادثات في إطار جهود لتجنب تفاقم الصراع في المنطقة والحيلولة دون اندلاع نزاع أكبر.

ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع إيران في شهر يناير، بهدف إقناع طهران بممارسة ضغط على الحوثيين اليمنيين لوقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

جرت هذه المفاوضات في سلطنة عمان، حيث قاد الوفد الأمريكي المنسق الأمني القومي للشرق الأوسط بريت ماكجورك، بينما كان من جانب إيران يرأس الوفد نائب وزير الخارجية علي باقري كاني، تمت المحادثات بوساطة عمانية، ولم تكن مباشرة بين الطرفين.

 بريت ماكجورك
بريت ماكجورك

ووفقًا للمصادر ذاتها، تعتبر الولايات المتحدة استخدام القناة غير المباشرة للتواصل مع إيران وسيلة لمناقشة “كامل طيف التهديدات” الناشئة من طهران، مما يتيح فهم “ما يجب القيام به لتجنب تصعيد النزاع إلى حد أكبر”.

ولم ترد تقارير عن نتائج هذه المحادثات، وكان من المقرر عقد جولة ثانية في فبراير، لكنها تم تأجيلها في ظل محاولات الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن رهائن إسرائيليين يحتجزهم مقاتلو حماس.

 أمريكا تتهم إيران بدعمها للهجمات الموجهة لإسرائيل والبحر الأحمر 

الصراع بين إسرائيل وحماس بدأ منذ 7 أكتوبر، حيث شن مقاتلون فلسطينيون هجومًا على الدولة الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، يقوم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بقصف المواقع الحدودية مع الجيش الإسرائيلي تقريبًا يوميًا؛ بينما يقوم الحوثيون، ومدعومون من إيران، بشن هجمات على السفن التجارية والعسكرية، مزاعمًا بأنهم يدعمون قطاع غزة؛ وقام مقاتلون عراقيون مرتبطون بإيران بشن هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا (وتشير “فاينانشال تايمز” إلى أن الهجمات توقفت منذ 4 فبراير).

تعتقد الولايات المتحدة أن إيران مرتبطة بما يحدث؛ خاصةً أن السلطات قد اتهمت مرارًا طهران بتوريد الطائرات بدون طيار والصواريخ للحوثيين وتزويدهم ببيانات استخبارية لشن هجمات على السفن في البحر الأحمر. وتنفي إيران مشاركتها، مؤكدة أن لديها فقط “تأثيرًا روحيًا” على المتمردين وتؤكد أنهم يعملون بشكل مستقل.

منذ منتصف يناير، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن بدعم من التحالف الدولي. وعلى الرغم من الضربات، تعهد المتمردون بمواصلة الهجمات على السفن وتهديدات بشن هجمات على القواعد الأمريكية والبريطانية في الشرق الأوسط.

يرى البعض أن هذه المفاوضات والجهود الدبلوماسية المتعلقة بها قد تمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة التوترات في المنطقة، وقد تحمل الآمال في تحقيق حلول سلمية للنزاعات المستمرة. ومع ذلك، تظل طبيعة العلاقات الدولية في المنطقة معقدة ومتشابكة، ولا يمكن التنبؤ بالتطورات المستقبلية بدقة.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى