أخبارالشرق قادمعاجل

روسيا تنتخب.. بوتين يدشن ولاية رئاسية جديدة بعد أيام

 

متابعة وتحليل : محمد عطا 

تجرى اليوم الجمعة الانتخابات الرئاسية الروسية وعلى مدار ثلاثة أيام لتحديد المرشح الفائز برئاسة موسكو لست سنوات مقبلة، حيث يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتدشين ولاية رئاسية جديدة بعد أيام، في انتخابات تبدو نتائجها محسومة سلفاً ليظل على مقعد الرئاسة في الكرملين حتى عام 2030 على الأقل.

يدخل بوتين في عداد الزعماء والقياصرة الروس الذين تربعوا على عرش الكرملين سنوات طويلة، شهدت خلالها البلاد تقلبات ومراحل هبوط وصعود، وواجهت أعقد التحديات الخارجية والداخلية.

ومع تجاوزه هذا الاستحقاق يكون بوتين الذي تسلم زمام السلطة في روسيا في عام 1999 أطول الحكام عمراً على العرش منذ الإمبراطورة يكاترينا الثانية في القرن الثامن عشر.

يتوجه ملايين الروس اعتبارا من اليوم الجمعة وحتى الأحد المقبل للإدلاء بأصواتهم، وسط أجواء غابت عنها المنافسة، لكن في الوقت نفسه، شهدت حملات إعلامية وسياسية قوية لإظهار دعم المجتمع للرئيس وقراراته المصيرية، وعلى رأسها الهجوم على أوكرانيا منذ فبراير 2022.

بوتين ينافس مؤيديه في الانتخابات 

يواجه بوتين 3 منافسين جرت المصادقة على ترشحهم، هم: القومي ليونيد سلوتسكي، والشيوعي نيكولاي خاريتونوف، ورجل الأعمال فلاديسلاف دافانكوف، وسبق للثلاثة أن أيدوا الهجوم على أوكرانيا، ولم تجرِ المصادقة على ترشيح السياسي المناهض لبوتين، بوريس ناديجين، بعدما دعم عشرات الآلاف من الروس ترشحه غير المتوقع الذي رفعت خلاله شعارات مؤيدة للسلام.

أكدت السلطات الروسية عزمها على مواجهة أي محاولة للتدخل الخارجي في العملية الانتخابية، أو مساعي التأثير على الوضع في البلاد بعدها، ووجه الكرملين تحذيرات صارمة بهذا الشأن جرى إيصالها مباشرة عبر القنوات الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة وغالبية البلدان الأوروبية.

يتوقع مراقبون وخبراء وقوع احتجاجات خلال الاستحقاق الانتخابي أو بعده، خصوصاً على خلفية الدعوات التي وجهها زعيم المعارضة أليكسي نافالني، قبل الإعلان عن وفاته في السجن منذ أسبوعين وأكملتها أرملته من بعده، إلا أن السلطات الأمنية تبدو مستعدة لقمع أي محاولات لزعزعة الأوضاع.

يوليا نافالني
يوليا نافالني

يتزامن مع التدابير الأمنية المشددة التي ينتظر أن تفرض في العاصمة موسكو وكبريات المدن الروسية، عمل الكرملين على تأكيد التفاف الروس حول الرئيس وسياساته الداخلية والخارجية.

غالبية الروس يؤيدون زعيمهم التاريخي 

أظهر استطلاع حديث للرأي نشره مركز دراسات الرأي العام المقرب من الكرملين واطلع عليه ” الوسط العربي” أن غالبية مريحة من الروس لا يرون بديلاً لبوتين على سدة الرئاسة،  أكد 70 % من المواطنين أنه الشخص الأجدر بمواصلة قيادة البلاد، خصوصاً في ظروف مواجهة عدوان خارجي استخدم فيه الغرب كل أنواع الأسلحة والعقوبات والحملات السياسية والإعلامية. 

أعرب نحو 64 % ممن شملهم الاستطلاع عن دعمهم مواصلة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ورأوا أنها تحقق أهدافها تدريجياً.

زعيم المعارضة الروسي اليكسي نافالني
زعيم المعارضة الروسي اليكسي نافالني

وتأتي الانتخابات في وقت ملائم لبوتين الذي بدأ مسيرته في أروقة جهاز الاستخبارات السوفياتي (كيه جي بي)، حيث إن القوات الروسية حققت مؤخراً تقدماً ميدانياً في أوكرانيا هو الأول لها منذ أشهر، وأبرز معارضيه نافالني بات تحت التراب في جنوب موسكو بعد وفاته خلف قضبان سجنه في الدائرة القطبية، كما أن الاقتصاد الروسي بقي صامداً رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، من خلال استيراد منتجات أساسية عبر طرف ثالث، أو إعادة توجيه الإنتاج الروسي في مجال الطاقة نحو الأسواق الآسيوية.

وحسب مراقبون وخبراء فإن الكرملين يأمل في تسجيل تأييد لبوتين في الاستحقاق الحالي، يكون أكبر من دورات الانتخابات الأربع السابقة، ففي 2018، أظهرت النتائج الرسمية فوز بوتين بحصوله على 77.5 % من الأصوات.

ويبدي بوتين ثقة مطلقة في نجاحه في الاستحقاق الرئاسي، وقد خصص رسالته السنوية إلى البرلمان التي تلاها قبل أسبوعين للحديث عن خططه للفترة الرئاسية المقبلة والأهداف التي يضعها قيد الإنجاز خلال السنوات الست المقبلة.

كلمة مهمة للرئيس الروسي لشعبه 

دعا الرئيس بوتين عشية الانتخابات الرئاسية، مواطنيه للمشاركة في عمليات التصويت بالانتخابات ، التي ستنطلق الجمعة 15 مارس الجارى لمدة 3 أيام، وحث في كلمة مصورة بثها التليفزيون الروسي الرسمي أمس الخميس، مواطني بلاده على المشاركة في الانتخابات للتعبير عن وطنيتهم مذكرا بالتحديات التي تمر بها روسيا في ظل الحرب.

قال بوتين مخاطبا شعبه “تعلمون أن بلدنا يمر بفترة صعبة وأن هناك تحديات معقدة نواجهها على كل المستويات تقريبا”.

أكد أن التصدي لتلك التحديات بنجاح يتطلب من الشعب الروسي الاتحاد والثقة بالنفس، أشاد الرئيس الروسي بكون الاقتراع سيجري هذا العام في 4 مناطق في أوكرانيا سيطرت عليها موسكو العام الماضي بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي أعلنت موسكو ضمها في العام 2014، وستشارك قوات الجيش في العملية الانتخابية في الجبهات التي تقاتل فيها.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى