هل أصبح الحوثيون قوة جديدة رئيسية من قوى المقاومة الإسلامية؟

تقرير: علي عبد الجواد
برزت جماعة الحوثيين في اليمن كقوة جديدة على الساحة الإقليمية، مستغلةً حالة الفوضى في البلاد لبناء نفوذها العسكري والسياسي، ولم تتوقف طموحات الجماعة عند حدود اليمن، بل سعت إلى التمدد والتأثير على القضايا الإقليمية.
انتهجت الجماعة استراتيجية واضحة منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، حيث تبنت استمالة المقاومة الفلسطينية، وتقييم نجاحهم في تصوير أنفسهم كشريك في حرب غزة.
ولا شك أن تحالف الحوثيين مع المقاومة الفلسطينية أثر على شرعيتهم محليًا وعربيًا وإسلاميًا، وهو ما نحاول عرض تداعياته على مستقبل الصراع في اليمن.
الحوثيون والطريق إلى فلسطين:
بدأ الحوثيون شق طريقهم لاستمالة المقاومة الفلسطينية عبر عملية الاستيلاء على سفينة جالاكسي ليدر، إذ رفعت الطائرة العلمين اليمني والفلسطيني قبيل الإجهاز على السفينة في رمزية واضحة لما تريده الجماعة الحوثية من التماهي مع القضية الفلسطينية.

أعلنت الجماعة الحوثية في بداية عملية طوفان الأقصى عدة مرات جمع تبرعات نقدية لدعم المقاومة في غزة وتسليم تلك التبرعات لمكتب حماس في صنعاء.
سلطت الجماعة الضوء على التصريحات التي تناولت اليمن كأحد محاور المقاومة دون ذكر صريح لاسم أنصار الله على ألسنة قادة القسام والجهاد وحسن نصر الله.
عمدت الجماعة إلى الحشد الجماهيري الأسبوعي في ميدان السبعين وعدد من الساحات للتظاهر نصرة لغزة، وهي التظاهرات التي لم تكن في حسبان الاهتمام الإعلامي العربي في البداية ثم بدأت تدريجياً تظهر وكأنها التظاهرات الشعبية العربية الوحيدة التي تخرج لنصرة غزة، وهو ما يبرر إصرار عبد الملك الحوثي على النداء الجماهيري أسبوعياً للخروج لاستعراض قدرة جماعته على الحشد لدعم غزة.

طالب محمد علي الحوثي القيادي في الجماعة من مصر فتح المعبر وعرض على القيادة المصرية دعم الجماعة الحوثية لتمرير شحنات المساعدات بالقوة إلى غزة.

أخيراً تمكنت الجماعة من فرض نفسها بشكل جلي عبر رسائل بعثت بها للقسام تؤكد فيها استمرار الهجمات في البحر الأحمر لدعم غزة، وأعلنت أن مصير طاقم السفينة – من البحارة الفلبينيين – في يد القسام.
الحوثيون وإسرائيل:
إن شعار الموت لإسرائيل يشكل رمزية ومبداً هام لدى الجماعة الحوثية التي اتخذت من إسرائيل وأمريكا عدواً رئيسياُ تستمد وجودها من العداء له.
عزز العداء لإسرائيل شرعية الجماعة التي جاءت إلى السلطة بانقلاب عسكري، ومن ثم تُصبح أهم أوراقها الرابحة صرف أنظار معارضيها داخلياً إلى صراعات خارجية لإسكات أي أصوات رافضة لها داخلياً.
ومنح هذا العداء الجماعة شرعية إسلامية قوية ورفع أسهمها لدى حواضنها الشعبية الرافضة لإسرائيل والمُعادية لها.
ويسهم وضع أمريكا وإسرائيل كأعداء للجماعة في استخدام ذلك الشعار في وجه أي معارض للجماعة، إذ يصبح من يعارض الجماعة حينذاك في خندق واحد مع أمريكا وإسرائيل.
استنتاجات:
- تعبر التصريحات الأخيرة من جانب قادة القسام عن نجاح الحوثيين في تصوير أنفسهم عربياً وإسلامياً كشريك في حرب غزة وعملية طوفان الأقصى.
- منحت تصريحات قادة القسام الداعمة للجماعة الحوثية صك شرعية للجماعة الحوثية، رغم أن هجماتها في البحر الأحمر وصواريخها ضد إيلات المُحتلة لم تسفر عن مقتل أي جندي إسرائيلي أو أمريكي ولم تُسهم بأي شكل في وقف العدوان على غزة أو تخفيف الحصار على أهلها.
- خلقت تلك العلاقات المزعومة فيما بين القسام والحوثيين شرعية عربية إسلامية واسعة للجماعة التي ارتفعت أسهمها بفضل ذكرها بشكل متكرر والثناء عليها من جانب المقاومة الفلسطينية.
- يسهم انغماس الجماعة الحوثية في الحرب ضد إسرائيل في تخفيف حدة العداء المذهبي ضدها باعتبارها جماعة شيعية ويمنحها شعبية أكبر في صفوف المسلمين من السُنة داخل اليمن وخارجها.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
