العرب وافريقياعاجل

اتحاد إفريقي بلا حراك في منطقة مشتعلة بالاضطرابات والتوترات

 

تقرير: إيهاب أحمد 

الاتحاد الإفريقي هو منظمة تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول القارة الإفريقية، لكنها تواجه تحديات كبيرة نتيجة التوترات والصراعات التي تعصف ببعض بلدان القارة، هذه الصراعات تعزز الفجوات بين الدول الإفريقية وتعيق التقدم نحو الاستقرار والازدهار.

فالاتحاد الإفريقي الذي يعتبر أكثر الاتحادات القارية في العالم معاناة من حيث ضعف التمويل، بالرغم من أنه اتحاد لأغنى قارة في العالم، من حيث الموارد والثروات الطبيعية، التي هي في ذات الوقت أكثر منطقة تموج بالأزمات والتوترات.

الاتحاد لديه التزامات مؤسسية ضاغطة وأدوات للوساطة وحفظ السلام، لكنه يفتقر في كثير من الأحيان إلى الإرادة السياسية والتمكن المالي، لتحقيق أقصى استفادة من هذه الالتزامات، فمع اشتعال التوترات بين الدول الأعضاء كما هو الحال في منطقة البحيرات العظمى والصراع على سواحل البحر الأحمر، فضلا عن تهديد التحديات الاقتصادية بعرقلة جهود التنمية، أصبحت الحاجة إلى الإصلاح الشامل داخل الاتحاد الإفريقي أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

تراجع دور الاتحاد الإفريقي 

من جهة أخرى تظهِر التطورات الأخيرة، مثل تعليق السودان عضويته في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيجاد”.

انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، أن التعاون الإقليمي صعب المنال ما يجعل أدوات الاتحاد الأفريقي التقليدية لتسوية الصراعات أقل فاعليةً.

كذلك تراجع دور الاتحاد الأفريقي في تهدئة التوترات بمنطقة البحيرات الكبرى، بالرغم من الاتهامات المستمرة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا فيما يتعلق بدعم الجماعات المتمردة، فإن الاتحاد الإفريقي لم يتخذ أي إجراء حاسم وقد اعتبرت المحاولات السابقة التي بذلتها مجموعة شرق إفريقيا لنشر القوات غير فعالة، ما أدى إلى انسحابها وإطلاق عملية نيروبي لإجراء محادثات مع الجماعات المسلحة.

مهام وتحديات للاتحاد الإفريقي 

 ويمكن إجمال القول في أنه  ينبغي على الاتحاد تنشيط مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى ذلك يتعين على الاتحاد الأفريقي تعزيز قدرته على عمليات حفظ السلام وجهود الوساطة، والعمل في تعاون وثيق مع المجموعات الاقتصادية الإقليمية والشركاء الدوليين.

من المؤكد أن الاتحاد الأفريقي يواجه الكثير من التحديات التي تعيق عمله وتأثيره في المنطقة، إحدى هذه التحديات هي الإمكانيات المالية القليلة التي يمتلكها الاتحاد حيث إن الإشكالية الكبرى تتمثل في ضعف ميزانية الاتحاد الإفريقي التي لا تتجاوز 600 مليون دولار سنوياً، كما أن العديد من مكاتبه تعاني من نقص الموارد فعلى الرغم من أن الاتحاد الإفريقي منظمة قارية كبرى، إلا أنه يعاني من نقص في التمويل وعدم القدرة على توفير الامكانيات المالية الكافية التي تساعده في مواجهة التحديات الراهنة.

كذلك فإنه يجب المشاركة العاجلة للاتحاد الأفريقي في محادثات السلام وإدانة دعم جماعات التمرد من خلال الحرب بالوكالة، والمشاركة مع أصحاب المصلحة المعنيين ضرورية خلال مؤتمرات القمة المقبلة لمعالجة التوترات المتصاعدة  علاوة على ذلك، يتعين على الاتحاد الأفريقي أن يتصدى لتحديات الحكم التي تهدد استقرار وشرعية الدول الأعضاء كذلك فإن عودة الانقلابات العسكرية، والعنف الانتخابي، والأزمات الدستورية في دول، مثل: الجابون والنيجر والسنغال كلها تكشف عن أعراض العجز الأعمق في نظم الحكم الذي ابتليت بها القارة وهو ما ينبغي معه للاتحاد الإفريقي أن يعزز الحكم الديمقراطي ويدعم سيادة القانون، ويحمل الدول الأعضاء المسؤولية عن دعم المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ويشكل إصلاح العمليات الانتخابية، وتعزيز الهيئات القضائية المستقلة، ومكافحة الفساد خطوات أساسية نحو تعزيز الحكم الرشيد والاستقرار السياسي.

وعلى الرغم من وجود هذه التحديات، فإن الاتحاد الإفريقي قادر على القيام بدور مهم في حل النزاعات وبناء جسور التواصل والتعاون بين الدول الإفريقية، يمكن للاتحاد الإفريقي العمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول الأعضاء ووضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة.  لذلك يجب على الاتحاد الإفريقي العمل بجدية على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء للتصدي للتوترات والصراعات والعمل على تعزيز الاستقرار والسلام في القارة الإفريقية، حيث إن تحقيق الوحدة والتكامل بين الدول الإفريقية يمكن أن يكون السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في القارة. 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى