العرب وافريقياعاجل

هدنة سياسية بالسنغال قُبيل الانتخابات الرئاسية بأيام

تقرير: ألفت مدكور

تشهد الأجواء السياسية في السنغال حالية انفراجة بعد انغلاق عام، إثر أزمة سياسية استمرت لعدة أسابيع، على خلفية قيام الرئيس الحالي “ماكي سال ” المنتهية ولايته فى 2 أبريل/ نيسان القادم، تأجيل الانتخابات الرئاسية عن موعدها الأصلي، التى كان من المقرر أن تجرى في 24 من فبراير/ شوباط الماضي.
أدى قرار “ماكي”  في الثالث من شباط/فبراير تأجيلها إلى حالة تذمر في الشارع السنغالي واستياء المعارضة قبيل إجراء الانتخابات، التى يتنافس فيها على خلافة “ماكي سال” 19 مترشحا والمقرر إجراؤها في 24 من مارس/أذار الجاري.

اضطرت السلطات السنغالية أمس الخميس تحت ضغط المطالبات، الإفراج عن عدد من المعارضين بينهم عثمان سونكو رئيس حزب “الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة” المعروف “باستيف”، والقيادي في الحزب المترشح للرئاسة بصيرو ديوماي افاي قبل عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية.
رحبت القوى السياسية وأحزاب المعارضة بالخطوة، وخرج الآلاف من أنصارها إلى شوارع العاصمة داكار للاحتفال، يأتي هذا، بعد غموض استمر شهرا وأثار قلق الرأي العام الوطني وجزء من المجتمع الدولي.

يأتي إطلاق سراح المعارضين، بعدما صادق البرلمان السنغالي على مشروع قانون عفو عام قدمه الرئيس ماكي صال، يهدف إلى “التهدئة السياسية والاجتماعية”، من خلال الإفراج عن معتقلي الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد بين فبراير 2021 وفبراير 2024.

 

كان المجلس الدستوري قد رفض ملف ترشح عثمان سونكو، الذي حل ثانيا في انتخابات 2019 الرئاسية، معتبرا أن ملفه لم يكتمل، وبالمقابل تقدم رفيقه القيادي في حزبه بصيرو ديوماي افاي بالترشح بدلا منه.

من هو عثمان سونكو؟

يعتبر عثمان سونكو زعيم المعارضة ورأس حربتها في المواجهة مع السلطة منذ العام 2021 وقد ترشّح للانتخابات الرئاسية لكنّ المجلس الدستوري رفض ترشحه.

عثمان سونكو
عثمان سونكو

ولد عثمان في شهر يوليو/تموز سنة 1974 بمدينة تييس التى تقع على بعد 72 كيلومترا شرق العاصمة دكار، وقد أمضى سنوات من طفولته في مدينة سيبيكوتاني الواقع على بعد 45 كيلو متر شرق العاصمة حيث كان يعمل والده موظفا في بعض الدوائر الحكومية.
انتقل عثمان إلى منطقة كازامانس بصحبة أسرته ونشأ فيها وتلقى تعليمه بها حتى حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1993، ثم انتقل لجامعة “غاستون بيرغر” في “سان لويس” وتخرج منها بشهادة المتريز في القانون العام 1999.
نشأ عثمان على وقع تعدد القوميات ومعايشة التمرد والخلافات،و شارك عثمان وفي السنة ذاتها في مسابقة دخول المدرسة الوطنية للإدارة، وحصل على المرتبة الأولى فيها، وتخرج منها عام 2001 برتبة مفتش في المالية والضرائب.

وفى عام 2003 حصل على شهادة الدراسات المعمقة في المالية العامة والضرائب من جامعة الشيخ “أنتا جوب” في مدينة دكار، كما نال فيها أيضا الماجستير في الإدارة العامة والمالية من المعهد العالي للمالية.
يقوم حاليا بدراسة شهادة الدكتوراة في القانون الاقتصادي والضرائب من جامعة “جان مولان ليون 3” في فرنسا.

بداية دخول سونكو المجال السياسي وتأسيس حزب “باستيف”

استطاع عثمان فى سن مبكرة من عمره اقتحام المجال السياسي، حيث بدأ بتأسيس اتحادا مستقلا للوكلاء الضريبيين عام 2005، وهي الهيئة التي كشف عن طريقها الكثير من التجاوزات المالية وسوء التسيير في الإدارة العمومية في السنغال، ثم تأسيس نقابة لهم.
أسس حزب “الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة” المعروف اختصارا بـ”باستيف” وانضم إليه من الشباب العاملون في القطاع العام والخاص، في فترة وجيزة أصبح قبلة للشباب والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي،
لا يقوم حزب باستيف على أيديولوجية محددة كالليبرالية والاشتراكية والشيوعية، وإنما يركز على إيمانه بالحريات العامة والفردية والتقرب من الشباب والفئات الهشة. والضعيفة.

صدام سونكو مع الرئيس سال

مع تركيز عثمان على قضايا الفساد وانتقاده لأداء البرلمان، واتهامه بالتسيير المالي، أصبح خصما للسلطة ومحرجا لرموز النظام، فقرر الرئيس ماكي سال تجريده من الوظيفة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ” 1239-2016 ” بتهمة انتهاك حق التحفظ.
بعدها قرر سونكو خوض الانتخابات التشريعية على رأس لائحة حزبه فدخل البرلمان خلال انتخابات 2017، وفي 16 سبتمبر/أيلول 2018 تقدم بملف ترشحه لانتخابات الرئاسة 2019، وخاض السباق وحل ثالثا خلف الرئيس ماكي سال والسياسي إدريس سك بنسبة 15.67% من أصوات الناخبين السنغاليين
أصبح سونكو زعيما للمعارضة بعدما تم تعيين إدريس سك رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وصار جزءا من النظام الحاكم.

محاكمة عثمان سونكو 

قدم سونكو للمحكمة في العاصمة دكار، فى 3 مارس/آذار 2021 بتهمة الاغتصاب  بعد أن تقدمت عاملة في أحد صالونات التدليك الصحي بشكوى ضده، لكنه رفض كل التهم الموجهة له واعتبرها كيدية هدفها تشويه سمعته والنيل من مكانته.
أدت محاكمته إلى خروج مظاهرات حاشدة في العاصمة دكار وبعض المدن السنغالية يقودها أنصاره من شيوخ الطريقة المريدية واتحاد الدعاة والأئمة وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى تم إخلاء سبيله، لكن منع من المشاركة في الانتخابات التشريعية في يوليو/تموز 2022.

يذكر أن أنصار سونكو لم ينتظروا خروجه من السجن للاحتفال، إذ ما أن انتشر نبأ قُرب إطلاق سراحه حتى نزل الآلاف إلى شوارع دكار للاحتفال والغناء والرقص.

يتنافس في الانتخابات المقرّرة في 21 آذار/مارس الجاري 19 مرشّحا وافق المجلس الدستوري على ترشيحاتهم ، وقد تمّ تقليص الحملة بحُكم الأمر الواقع من ثلاثة أسابيع إلى أسبوعين على أن تنتهي منتصف ليل 22 آذار/مارس.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى