ماكرون يثير الجدل.. السلاح النووي أمان أم تهديد؟

تقرير: زيزي عبد الغفار
في تصريحات أثارت الجدل وتصادمت مع الرؤى المعتادة حول السلاح النووي، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسلحة النووية بأنها “أداة للأمان” بدلاً من “أداة للتفكك أو التهديد”، في مقابلة مع قناتي France 2 و TF1، أكد ماكرون أن “الإمكانيات النووية تمنح الأمان للفرنسيين”.
على الرغم من تقارير عن تهديد نووي من جانب روسيا، أشار ماكرون إلى جاهزية فرنسا لمواجهة أي تحدي، أكد أن “الطاقة النووية ليست أداة للتفكك، وعند الحديث عن الطاقة النووية، نحتاج إلى فهم دقيق”، وفقًا لما نقلته جريدة Le Monde.
وفي الوقت نفسه، أشار ماكرون إلى عدم وجود صناعة دفاعية في البلاد تتكيف مع “الحروب ذات الكثافة الإقليمية العالية”، في هذا السياق، أشار إلى إمكانية تمويل مبادرات جديدة من خلال الاقتراض.
تأتي هذه التصريحات في إطار اعتبار فرنسا واحدة من تسع دول “النادي النووي”. وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، كان لدى فرنسا، حتى بداية عام 2023، ما يقارب 290 رأس حربي نووي في ترسانتها.

في عام 2017، أصدرت باريس “مراجعة استراتيجية للدفاع والأمن القومي”، حددت فيها جوهر سياستها النووية: “الردع الفرنسي هو دفاعي بشكل خاص”؛ ويمكن استخدام السلاح النووي “فقط في ظروف طوارئ تشكل دفاعًا شرعيًا عن النفس”، وبالتالي، فإن هذه الأسلحة تعتبر “ضمانًا للأمان والحماية واستقلال الأمة”.
العلاقات الروسية الفرنسية
أما فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، نفى ماكرون وجود دوافع شخصية لعدم وجود حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن هذا ليس أمرًا شخصيًا، أكد أنه كان الزعيم الذي تحدث مع بوتين أكثر من أي زعيم آخر.

منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تحدث ماكرون مع بوتين على الأقل 14 مرة هاتفيًا، ووفقًا لتصريحاته، قضى “مئة ساعة” في الحوار مع الرئيس الروسي منذ ديسمبر 2021، مضيفا أن آخر مرة تحدث فيها رئيسي البلدين هاتفيًا كانت في سبتمبر 2022.
إنهاء العلاقات الروسية الفرنسية
في ديسمبر 2023، اتهم بوتين ماكرون بإنهاء “العلاقات الجيدة” بينهما، مشيرًا إلى أن الحوار بين البلدين توقف بمبادرة من الرئيس الفرنسي.
أعرب الجانب الروسي عن استعداده لاستئناف الحوار إذا كانت باريس مهتمة بهذا، بينما أكد ماكرون استعداد بلاده لدعم أي اقتراحات جدية تقدمها روسيا لاستئناف الحوار لتحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا وفقًا للقانون الدولي.
وفي سياق متصل، حذر ماكرون من أنه في حالة هزيمة أوكرانيا، ستتعرض أمن أوروبا للتهديد، أكد أن فرنسا ليست في حالة حرب مع روسيا، أضاف أن فوز موسكو في هذه الحرب سيؤدي إلى تقليل الثقة في أوروبا.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
